وباء التدخين يقتل نصف مستهليكه   

 شبكة النبأ: تتصاعد في انحاء العالم التحذيرات الصحية بشان الامراض المتعلقة بالتدخين باعتباره منتجا سيئاً يقتل ما يقرب من نصف مستهلكيه، فضلا عن تداعيات التدخين السلبي على الاطفال والحوامل في الاماكن المغلقة الخاصة والعامة.

وقال كبار خبراء منظمة الصحة العالمية إن مليار شخص سيلقون حتفهم بسبب أمراض لها صلة بالتدخين خلال هذا القرن ما لم تتعامل الحكومات في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء بجدية مع مسألة حظر التدخين.

وقال دوجلاس بيتشر مدير مبادرة القضاء على التدخين التي أطلقتها المنظمة، التبغ منتج سيء. إنه يقتل نصف مستهلكيه.

وأضاف في مستهل مؤتمر دولي في بانكوك لوضع خطة أساسية لحظر التدخين في العالم أن التبغ،يقتل 5.4 مليون شخص سنويا ونصف هذه الوفيات في الدول النامية. هذا مثل سقوط طائرة عملاقة كل ساعة. بحسب رويترز.

وأضاف أنه في ظل ارتفاع معدلات التدخين في الكثير من الدول النامية ولا سيما بين المراهقين فسيرتفع معدل الوفيات السنوي الى 8.3 في المئة خلال الأعوام العشرين المقبلة.

لكنه قال إنه اذا اتخذت الدول إجراءات مثل زيادة الضرائب بشكل كبير ومنع إعلانات السجائر وحظر التدخين تماما في المكاتب والأماكن العامة فقد تتراجع معدلات التدخين بواقع النصف بحلول 2050.

وأضاف، هذا وباء من الممكن تجنبه تماما، مستشهدا بدول مثل سنغافورة وأستراليا وتايلاند حيث ساعدت قوانين مكافحة التدخين الناس على الإقلاع. واستطرد، لو فعلنا ذلك فسنتمكن من إنقاذ حياة 200 مليون شخص بحلول 2050".

ويشارك مسؤولون من 147 دولة في المؤتمر الذي يستمر أسبوعا والذي من المرجح أن يوافق على قوانين ملزمة تحظر الإعلان عن التبغ في الخارج ووضع قوانين أشد صرامة للتصدي لتهريب السجائر.

ووفقا لحلف الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ وهو هيئة ضخمة تضم مئات من المنظمات المعنية بمكافحة التدخين فقد تم تهريب نحو 600 مليون سيجارة عام 2006 أي نحو 11 في المئة من الاستهلاك العالمي.

ويقدر الحلف أن صناعة السجائر المقلدة تؤدي الى خفض الأسعار بشكل لا يستند الى عوامل اقتصادية حقيقية وبالتالي الى زيادة الطلب الأمر الذي يحرم الحكومات من ضرائب قيمتها أكثر من 40 مليار دولار.

والى جانب الموافقة على قوانين تحظر الإعلان عن التبغ في الخارج وتتصدى للتهريب فمن المرجح أن يصدر المؤتمر تعليمات للدول لسن قوانين بشأن "التدخين السلبي" والمناطق "الخالية من التدخين".

انجلترا تحظر التدخين في الاماكن العامة

وحظرت انجلترا التدخين في الحانات وأماكن العمل والمباني العامة فيما وصفه مناهضون للتدخين بانه أكبر دعم للصحة العامة منذ انشاء هيئة الصحة الوطنية عام 1948.

ووضع التشريع بهدف حماية غير المدخنين في اماكن العمل من اثار التدخين الثانوي الذي تفيد تقديرات الاطباء بأنه يودي بحياة ما يزيد على 600 شخص في العام.

وتأمل الحكومة ان يساعد الحظر المدخنين على الاقلاع عن هذه العادة ويثني صغار السن عن ممارستها. بحسب الـبي بي سي.

وتحذو انجلترا حذو ايرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز وتعني هذه الخطوة ان التدخين في الاماكن العامة المغلقة مثل الحانات بات محظورا في انحاء المملكة المتحدة كلها.

ويأتي هذا الاجراء بعد حظر مماثل في ايرلندا ودول اوربية اخرى. وتفرض في بعض انحاء كندا وعدة ولايات امريكية قيود صارمة على التدخين منذ سنوات.

وسيتعرض مخالفو القانون في انجلترا لدفع غرامة تصل الى 200 جنيه استرليني (400 دولار) وقد تتكبد منشات الاعمال غرامة تصل الى 1000 جنيه استرليني اذا تقاعست عن وضع لافتات مكتوب عليها "ممنوع التدخين".

وقالت ديبورا ارنوت من جمعية العمل بشأن التدخين والصحة الخيرية، التدخين هو السبب الوحيد للموت الذي يمكن تجنبه الى أبعد حد... للعمال حق في بيئة امنة ومن المعروف الان أن الضرر الذي يسببه دخان التبغ خطير للغاية.

ويدخن ربع البالغين وترتفع هذه النسبة بين اصحاب المهن اليدوية أو الاعمال الروتينية.

غير ان الفنان ديفيد هوكني الذي قام بحملة لمناهضة الحظر يصف هذه الخطوة بانها، عمل مبالغ فيه من اعمال الهندسة الاجتماعية، تفرضه الصفوة السياسية والاعلامية.

وما زال بمقدور الاشخاص التدخين في المنازل رغم ان الاشخاص الذين يزورهم مسؤولون من السلطات المحلية قد يطلب منهم الكف عن التدخين لفترة من الوقت قبل وصول الموظفين.

واقام كثير من الحانات مظلات تحجب المطر ومدافيء لاستيعاب المدخنين في الاماكن المفتوحة.

وستكون غرف الفنادق وزنازين السجون ومنصات النفط البحرية من بين الاماكن العامة القليلة التي سيظل التدخين فيها مباحا. وايضا خلافا لإسكتلندا سيكون بمقدور الممثلين التدخين اثناء التمثيل على المسرح عندما يتطلب ذلك "تكامل العمل الفني".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 4 تموز/2007 -17/جماد الاخرى/1428