أيهما نصدق يا باتريوس.....

سعد البغدادي

 حينما اختطف ثلاثة جنود امريكيين في المحمودية  قال الجنرال الاميركي ديفيد باتريوس القائد الاعلى في العراق انه يعرف من خطف جنوده  ولمدة شهر كامل اخذت القوات الامريكية تبحث عن المختطفين في المناطق الشيعية ؟ وفي تصريح اخر له اشار الى ان ايران هي وراء خطف الجنود الثلاثة.

ثم بعد حين عثر على جثث الجنود المختطفين في سامراء. وان تنظيم القاعدة هو من خطط ونفذ الهجوم وخابت تصريحات باتريوس الذي تبين جهله في الساحة العراقية.

وبعد حين خطف  خمسة بريطانيين في بغداد  في مبنى تابع لوزارة المالية  فاطل باتريوس براسه انه يعرف من خطط ونفذ لهذا الهجوم.

 وهذه المرة كان الجنرال اكثر جرأة  واقل حياء حينما قال ان فيلق القدس التابع للحرس الثوري هو من قام بهذه المهمة..

  باتريوس يتخبط فهو يعزو سبب فشله في ضبط الامن الى تدخل قوى خارجية واقليمية في الشان العراقي وكان امريكا الصومال وكان ايران وحرسها العتيد القوة العظمى في العالم.

 معادلة يراد منها  كسب مواقف مؤيدة للاحتلال ومعادية لايران معادلة يراد منها وقد نجحت وقف العمليات القتالية ضد القوات الاميريكية  والعمل على تفتيت باقي الروح الوطنية بخلق عدو متربص على الحدود الشرقية مشكلتنا صدقنا هذه امزحة ونسينا ان امريكيا هي المحتل وهي من يقتل الابرياء في مدينة العمارة تلك المدينة التي افترشت الفقر لحافا لها لاكثر من ثمانين عاما المحتل الامريكي هو من يقصف المدن الامنة بالطائرات ثم يقول تم تدمير مخبأ لتنظيم القاعدة وجنوده من يغتصب ويعيث في العراق فسادا.

 من يقود هذه الحملات الجنرال باتريوس. وباتريوس لوحده قادر على وقف زيف الدم العراقي لكنه يمعن في سفك المزيد من الدماء ويمعن في كل المقدسات الامنية والاعراف العسكرية حينما يعمل على تسليح الميليشيات البعثية والصدامية بالسلاح ويجد ترحيبا منقطع النظير من  عملاء الاحتلال الامريكي ويجد توسلا وبكاء من الطرف الاخر كف يا باتريوس عن تسليح السنة؟

 والجميع يعرف ولعله خطط لهذا الامر ان تسليح السنة يرافقه تسليح اخر للشيعة من قبل ايران وحلفاءها.

 يحدث هذا التحول الدراماتيكي في المشهد العراقي في وقت  يخطط الديمقراطيون الى الانسحاب من العراق.

مشهد نمو تنظيم طالبان يراود مخيلة باتريوس وكيف انها من خلال التسليح الامريكي عبر باكستان استطاعت في غضون اشهر معدودة الوصول الى كابل  وتاسيس دولة طالبان. وهكذا تنجرف  القوى العملية للاحتلال الامريكي في رسم والمشاركة في هذا المخطط الذي سيقود الى تقسيم العراق عبر  معادلة وخيار سيكون هو المقبول وسط الحروب الداخلية التي ستعصف بالعراق مع خلق كيانات امنة (سنية وشيعية وكردية) ستكون هي عواصم للدولة العراقية المقبلة.

 وهذا بالضبط ما تريده الادارة الامريكية. فالامريكيون العائدون من العراق ابدوا توافقا بان العراقيين متحرقون لبناء وطنهم واعادة اعماره لكن السياسيات الخاطئة والقاتلة التي ارتكبتها الادارة الامريكية جعلت العراق ينزلق الى الحرب الاهلية ولعل اخر الاخطاء القاتلة هي ديفيد باتريوس الذي بدء يمهد للحرب الاهلية ويمنهج سياسيته العسكرية وفق مشروعه الاخير في العراق....

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26 حزيران/2007 -10/جماد الاخرى/1428