الزيارة المليونية الى سامراء

 بقلم  محمد حسن المالكي

من المتوقع قيام العراقيين المؤمنين بزيارة مليونية الى سامراء المقدسة المهمة في الخامس من تموز المواقف للعشرين من جمادي الثانية ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

ان زيارة مراقد سامراء المقدسة لاتحمل ابعادا سياسية او اهداف مشبوهة لان التيار الصدري ليس بحاجة لزيادة شعبيته لانه تيار جماهيري معروف داخل وخارج العراق وقد شاهد العالم قدرة التيار الصدري على حشد الجماهير من اجل تحقيق اهداف الشعب العراقي في الحرية والاستقلال عبر المظاهرة المليونية التي جرت في النجف الاشرف في التاسع من نيسان 2007 وكانت  الجماهير تضم في حينها الوفود العراقية من السنة والشيعة والاكراد والتركمان وفي حينها ارجف المرجفون من الاعراب بان هناك مخاطر جمة في اقامة المظاهرة المليونية وان هناك اخطار في اللطيفية  ولاسكندرية وغيرها من المناطق السنية.

 لكن ماشاهده العراقييون في تلك المناطق قيام اهل  المناطق السنية في اليوسفية واللطيفية على الطريق بين بغداد والنجف باستقبال المتظاهرين وايوائهم ومن ذلك جامع المحامي حامد الخصباك وهو من اهل السنة  في بداية منطقة اليوسفية حيث فتح ابوابه لاستقبال المتظاهرين وهو يفعل هذا في كل الزيارات الدينية المليونية في محرم وصفر وشعبان  كما ان الدعايات انتشرت ان الاميركيين سوف يتعرضون الى الزوار والمتظاهرين لكن هذا لم يحدث لان اميركا تخشى الشعوب ولا تكون اميركا قوية الا عندما يبتعد الشيعي عن السني والكردي عن العربي وعندها تعمل اميركا للمؤامرات الطائفية .

وقد يقول قائل ما هدف التيار الصدري من المسير الى سامراء وماهو رد فعل التيار الصدري  عند التعرض للقصف او القتل من قبل العصابات التكفيرية على طريق سامراء بغداد واقول ان هدف التيار الصدري واضح لا لبس فيه فهو يرمي الى  زيارة سامراء المقدسة احتراما للائمة اللذين يجلهم السنة والشيعة على حد سواء وهذا حق مشروع في الاديان والدساتير العالمية  ولا يحق لااحد منع العراقيين من ذلك والهدف الثاني هو للضغط على الحكومة من اجل اعادة بناء سامراء بعد الاهمال الحكومي المتعمد  لمدة تزيد عن سنة ونصف السنة منذ التفجير الارهابي الاول.

  وكما يعلم الجميع ان اعمار مراقد  سامراء اهملت  من قبل الاميركيين وحكومة بغداد بصورة متعمدة من اجل ادامة الاحتقان الطائفي ولازالت الحكومة تعلن  عن توقيع اتفاقية مع اليونسكو وشركة تركية لبناء مرقد الامامين لكن شعبنا داخل العراق لم يشاهد تفاصيل اكثر من هذا عن موعد بدء البناء وكلفة العقد وخطط سير الاعمار في سامراء   ولن تقوم الحكومة ببنائها الا بعد الضغط الشعبي ويعلم التيار الصدري ان بناء مساجد ومراقد الشيعة والسنة بالسرعة العاجلة سيكون مقدمة لايقاف النزعة الطائفية بين العراقيين وتوحيدهم.

 اما عن رد فعل التيار الصدري في حال التعرض لهجوم او اقتتال فهذا اولا ما لانرجو حدوثه وان حدث فالتيار الصدري ليس واهما عن دور الاميركيين واعوانهم في مثل هذه الاحداث لكننا مطلقا لايمكن ان نتهم اهل السنة بذلك سواء في سامراء او القرى الواقعة على الطريق بين سامراء وبغداد

وما اثار استغرابي  مطالب لعراقيين وطنيين بضرورة تاجيل الزيارة المليونية بسبب الظروف الامنية وغيرها  رغم ان العراقيين يقتلون يوميا دون تحقيق اهداف وطنية فما بالك بزيارة مليونية تحمي الانسان العراقي لسنين قادمة من فتنة الحرب الاهلية وانا متعجب من سكوت هؤلاء الاخوة الاعزاء واللذين يدفعهم الحرص الوطني على دماء العراقيين سكوتهم عن المطالبة ببناء سامراء المهدمة وكان المطالبة بزيارة سامراء المقدسة جريمة يعاقب عليها القانون وكان المطالبة ببناء الامامين العسكريين جريمة ترفضها الاعراف الدولية والاسلامية  فلم اسمع لهم صوتا ينادي او مطالبا يطالب ببناء سامراء المهدمة بل ان كل مطالبهم اقتصرت على تاجيل الزيارة المليونية وكان العراقيين يريدون فوزا انتخايبا او نصرا عسكريا  رغم ان منافعها اكثر من ضررها.

 كما انني اطلعت على مطلب رئيس الوقف السني وهو يطالب بنفس المطلب الذي اطلقة قبل ستة عشر شهرا اي تاجيل الزيارة الى سامراء دون ان يطالب ببناء المرقدين المقدسين عند الشيعة والسنة وانا اقول على كل عراقي في سامراء وخارج سامراء ان يطالب بدون مزايدات او لف او دوران باعادة بناء قبر الامامين العسكريين بالسرعة العاجلة وان لايكون هدف المعارضين منع الزيارة كما كان حاكم بغداد السابق يمنعها لان هذا يجدد الشكوك بان المعارضين لايهمهم  قبرالامامين العسكريين ونحن نعلم ان الاولى هو ان يكون اهل سامراء اول المطالبين لحكومة بغداد ببناء الامامين العسكريين خصوصا انهم يحترمون مراقد سامراء بنفس الصورة التي يقدسها العراقيون في انحاء العراق فهذه القبور المقدسة هي ملك للعراقيين في كل انحاء العراق وان تبقى مفتوحة ليلا او نهارا لكل العراقيين وكما يزور السنة النجف وكربلاء حتى هذه اللحظات من حق العراقيين زيارة سامراء في كل حين ولا يمكن مطلقا جعل الامن مانعا لاداء الطقوس الدينية لان الامن مخترق في كل انحاء العراق.

يجب على العراقيين ان يسارعوا لتاييد هذه الزيارة المليونية حرصا على ما تبقى من شعب يراد له ان يظل متقاتلا فيما بينه لسنين طوال وعلى الجميع ان يطمئن لحسن نوايا العراقيين القادمين للزيارة ففيهم عقلاء القو م من رجال الدين والاطباء والمحامين وشيوخ العشائر العربية في وسط وجنوب العراق  وفي الموصل وكركوك ، كما ان اهالي سامراء آووا العراقيين الشيعة اثناء الغزو الاميركي للعراق 2003لاكثر من خمسة عشر يوما في بيوتهم وهم محبون للعراقيين وما ينشره بعضهم من تخويف لاهالي سامراء انما هو من صنع اعوان الاحتلال وعلى الجميع ان ينظر الى الصلاة التي اقيمت في جامع الخلاني يوم امس الجمعة  التي قام فيها مصلو جامع الكيلاني بالذهاب الى جامع الخلاني المهدم تضامنا مع اخوتهم الشيعة  وما رافق  ذلك من وحدة وطنية حقيقية.

انا اقول لكل اخوتي العراقيين في داخل وخارج البلاد من السنة والشيعة كونوا كما فعل امام جامع الشيخ طه في بغداد يوم امس الشيخ يوسف الحمداني  عندما دعا الى بناء مرقد الامامين العسكريين بالسرعة العاجلة ونحن ندعو لبناء مساجد السنة والشيعة في حملة وطنية مخلصة وان لاننشر الاشاعات التي تفرق الصف الوطني لان التكفيريين وقوات الاحتلال  من مصلحتهم ايقاف الزيارات الدينية للكيلاني وسامراء والخلاني والنجف وكربلاء  ومن مصلحتهم بقاء المراقد المقدسة للسنة والشيعة مهدمة لانها رموز الاسلام الحقيقي وهي  مراكز الوحدة بين الطوائف العراقية وقد شاهدتم العالم كيف تنادى لبناء تماثيل بودذا التي دهمها انصا الاحتلال من الطالبانيين في باميان الافغانية.

 فهل اصبحنا اقل من هولاء اهتماما ببناء مراقدنا ومساجدنا التي تجمعنا على الوحدة والتاخي ويوم امس شاهدت اهالي المشاهدة من اهل السنة يؤدون الصلاة في مرقد الامام موسى الكاظم  فعن اي فتنة تتحدثون ولاي اسباب تبررون منع وتأجيل الزيارة المليونية الى سامراء وعذرا من كل قول مسئ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد24 حزيران/2007 -8/جماد الاخرى/1428