ملجأ (الحنان) صورة اخرى من فواجع العراقيين وفشل السلطات

 شبكة النبأ: مرة اخرى تظهر للعيان وعلى شاشات التلفاز العالمية خبايا وفجائع عن الوضع المزري في العراق بكافة مقاييسه الانسانية والصحية والاخلاقية.

ولعل شر البلية ما يضحك، فان الوزير المسؤول عن دور الايتام بدلا من تقديم استقالته اخذ يلقي بلائمة اكتشاف مجموعة الصبيان من ذوي الاحتياجات الخاصة بحالة صحية وانسانية يندى لها الجبين من قبل الجيش الامريكي، قائلا، ماالذي اتى بهم في ساعة متاخرة من الليل... لديهم نية مبيتة؟! وكانه لا يعلم انهم قوات احتلال يتحركون في دوريات ساعة يشاؤون وفي اي مكان يريدون.

وتتواصل صيحات الادانة والاستهجان نحو الحكومة العراقية ووزارة الشؤون الاجتماعية وهي المسؤولة عن هذه الدوائر حيث أدانت منظمة اليونسيف الدولية تعرض عدد من الأطفال العراقيين عرضت صورهم قبل يومين على محطات التلفزة العالمية إلى الإهمال والإساءة المرعبين، محذرة من وقوع أطفال آخرين تحت وطأة ظروف خطيرة مماثلة أخرى.

وقال بيان صادر عن منظمة اليونيسيف، إن إكتشاف ونشر صور الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة الذين كانوا في ملجأ للأيتام وسط بغداد والتي بينت تعرضهم لإهمال وإساءة مرعبين، تعد دليلاً على أن رفاه أطفال العراق اليتامى واقع تحت تهديد حقيقي.

وأضاف البيان، نقلا عن ممثل اليونسيف في العراق روجر رايت، رغم أن العراق بلد تملؤه مشاهد العنف اليومية، إلا أن هذه الصور مروعة بالفعل... إن جعل الأطفال يعانون بهذه الطريقة أمر غير مقبول على الإطلاق. بحسب تقرير لوكالة اصوات العراق.

ونشر الجيش الأمريكي في العراق ومحطة تلفزيون أمريكية، صورا قالوا إنها إلتقطت لدار أيتام في بغداد تقدم العناية لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأظهرت الصور تعرض (24) طفلا إلى سوء المعاملة ونقص التغذية بشكل كبير، كما أوضحت تعرض الأطفال إلى المعاملة القاسية.

وقال بيان للجيش الأمريكي إن بعض الأطفال، كان لا يقوى على الوقوف بسبب سوء التغذية الذي تعرضوا له، واعترفت السلطات العراقية بالحادثة... وأعلن وزير العمل والشؤون الإجتماعية، وهي الجهة التي تقوم برعاية دور الأطفال، أنه يتحمل المسؤولية... لكنه اتهم الجيش الأمريكي بـ فبركة الحادثة ، كما إنتقد الإعلام لأنه  تعمد تضخيمها.

وحذر ممثل اليونسيف في العراق في بيانه من وقوع أطفال ضعفاء آخرين تحت ظروف خطيرة كهذه، آخذاً بعين الاعتبار أزمة العراق السياسية والإقتصادية المطولة.

ولفت روجر رايت إلى أن عدد الأطفال اليتامي في العراق ازداد على نحو مثير خلال الثمانية عشرة شهراً الماضية، بسقوط المزيد من الآباء والأمهات ضحايا للعنف، مضيفا بأن عدم تقديم دعم لدور الرعاية الخاصة بالاطفال يزيد من وطأة هذه الضغوط.

وقال البيان إن أرقام القتلى من المدنيين الذين يسقطون في العراق كل يوم "يعني فقد آلاف الأطفال، إن لم نقل عشرات الآلاف منهم، أباً أو أماً... على الأقل في السنة الماضية."

وأضاف "وإذا استمر العنف على حاله (في العراق)... فسيفقد المزيد من الأطفال آباءهم عام 2007."

ودعا بيان منظمة اليونيسيف إلى  تقديم دعم حقيقي لمؤسسات الدولة (في العراقِ) من أجل تأهيلها لتكون قادرة على استيعاب الأطفال الذين يفقدون آباءهم ، وقال إن هذه المؤسسات ليست إلا ملاذاً أخيراً للأطفال فحسب.

ملجأ من جهنم في بغداد

وأكدت مصادر أمريكية وعراقية أنها اكتشفت ملجأ للأيتام تعرض فيه 24 صبياً إلى انتهاكات جسيمة في مطلع الشهر الحالي.

وجاء في بيان صادر عن الجيش الأمريكي بشأن الكشف، الذي تم في العاشر من يونيو/حزيران الجاري، أنه عُثر على 24 صبياً، تتراوح أعمارهم بين سن الثالثة والخامسة عشر، يفترشون الأرض وسط مخلفاتهم الإنسانية وهم عراة في غرفة مظلمة دون نوافذ.

ونقلت شبكة CBS الأمريكية عن السيرجنت مايكل غيبسون، من الفرقة 82 المحمولة جواً، قوله إن دورية أمريكية عراقية عثرت على الأطفال.

وقال غيبسون إن القوة نظرت من فوق حائط لتشاهد الأجساد الضيئلة ممددة على أرضية المنشأة دون حراك.

وأضاف، للوهلة الأولى، اعتقدوا أنهم موتى لكنهم قرروا إلقاء كرة للتأكيد أنهم على قيد الحياة، عندها رفع أحدهم رأسه وسرعان ما خفضه مجدداً..

وعثر على العديد من الأطفال مقيدين إلى أسرتهم في ملجأ (الحنان) وكانوا من الجوع والضعف بحيث لم يتمكنوا من الوقوف دون مساعدة.

ووصف السيرجنت مايكل بيلي مشاهداته، شاهدت أطفالاً هزيلين للغاية التصقت جلودهم بالعظام، لم يستطيعوا الحراك وبلا تعابير على وجوههم.

وقال العقيد، ستفين دوبريه، قيد بعض الأطفال عراة، وقد تغطت أجسادهم بفضلاتهم الإنسانية.. وكان هناك ثلاثة أشخاص يعدون الطعام لأنفسهم، ولا شيء البتة للأطفال.

وذكر البيان العسكري الأمريكي أن مخزن الملجأ كان مكدساً بالأطعمة والألبسة التي كان يمكن استخدامها لإعانة الأطفال في الملجأ الواقع في حي الفجر، شمال غربي بغداد، والتابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية. ويرجح الجنود أن مؤن الملجأ كانت تباع في الأسواق المحلية.

واعتقلت السلطات العراقية مدير الملجأ وحارساً بجانب ثلاث عاملات كن يقمن برعاية الأطفال.

وقال الناطق باسم عملية "فرض القانون" الجنرال قاسم عطا، إن القوات داهمت الملجأ إثر تلقي بلاغات بتعرض الأطفال هناك لانتهاكات.

وافادت الأنباء أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي أمر باعتقال العاملين في الملجأ، فيما قال عطا إنه تم اعتقال أربع أشخاص من العاملين فيه.

وذكر مصدر عراقي مطلع أن للملجأ مقرين منفصلين بعد أن تم فصل الأولاد عن الفتيات قبل شهر حين تم نقلهم من مقر في العطيفية إلى المبنى الراهن حيث تم اكتشافهم.

وقالت متحدثة باسم الوزارة المسؤولة عن الملجأ انه تم اعتقال مدير المبنى وعددا من الموظفين.

ونقل الاطفال بعد مغادرتهم المستشفى الى ملجأ للفتيات مجاور للملجأ الذي عثر عليهم فيه.

ولكن وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي محمود الشيخ رضي اتهم يوم الاربعاء القوات الامريكية وقنوات اعلامية بالفبركة والمبالغة بعرض هذه الصور.

وقال رضي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد ان قنوات التلفزيون التي تناقلت الحدث ساهمت بشكل غير موضوعي من تضخيم لما قامت به القوات الامريكية من عملية في هذه الدار. واضاف، كم هو مخجل هذا الفعل.

وقال الوزير العراقي،أنا شخصيا كوزير اتحمل السمؤولية الاخلاقية عن كل مايحصل في هذه الوزارة ومنها ماحصل في هذه الدار.. وان اعتبر نفسي المسؤول الاول لما يحدث.

واتهم الوزير العراقي القوات الامريكية بفبركة الحدث وقال "ان الموضوع الذي خلقته القوات الامريكية يحتاج الى تحليل موضوعي خاضع لتفهيم منطقي بعيد عن التهييج والانفعالات العاطفية."

واضاف، ان ماقامت به هذه القوات (الامريكية) يشكل في حقيقته امتهان لكرامة هؤلاء الابناء وتشهير بهؤلاء المساكين وتصويرهم واعتقد ان من ارتكبوا هذه المداهمة يستحقون ان يحاكموا والله.

واشار الى ان مداهمة القوات الامريكية للدار في وقت متأخر من الليل يخفي نيات مبيتة وسيئة من الامريكيين وقال، هل هناك من يأتي بدوافع انسانية ليقتحم دارا فيها مرضى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

واضاف، لماذا اختير هذا الوقت المتأخر للمداهمة؟.. اذا كانت النيات سليمة وذات طابع انساني كما يحاولون (الامريكان) إظهار أنفسهم.

وعلل الوزير العراقي تعري الاطفال، بسبب انقطاع التيار الكهربائي وشدة الحر" كما علل وجود آثار قيود حول معاصم البعض بسبب، اجتهاد المعينات ( المربيات) في هذه الدار من ربط أيدي اثنين منهم (الاطفال)...بسبب معرفتهن بان هؤلاء الاولاد يقومون على تناول فضلاتهم لانهم لا يستطيعون التمييز بين الأكل والفضلات.

وقال الوزير، أوعزنا فورا للسيد المفتش العام باجراء تحقيق فوري للحادث ونحن بانتظار استكماله لاتخاذ الاجراءات القانونية بحق كل مقصر مهما كان .. وسنعلن على الملا نتائجه."

وقال بيان الجيش الامريكي ان عملية الدخول الى دار الايتام تمت في وجود أعضاء من المجلس البلدي للمنطقة التي يقع فيها الدار للوقوف على حقيقة الوضع.

واضاف البيان ان القوات الامريكية قامت باحضار ثلاثة سيارات اسعاف لنقل الاطفال الى مستشفى الاسكان للاطفال والقريب من مكان موقع دار الايتام من اجل تلقي العلاج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد24 حزيران/2007 -8/جماد الاخرى/1428