القوات الامريكية تتدرع بميليشيات سنّية لمواجهة القاعدة والحد من نفوذ الشيعة

 شبكة النبأ: لا يكاد يمر اسبوع يخلو من مفاجآت يقدم عليها الامريكان في تخبطهم لمحاولات استتباب الامن في بغداد والمحافظات السنّية التي يتقوقع الارهاب فيها وهي الانبار وديالى وتكريت، واخر المآل للقوات الامريكية هو الاعتماد على مليشيات سنّية جديدة ومدّها بالسلاح والعتاد لمحاربة القاعدة في المناطق الساخنة. مع عدم التاكد من استراتيجية الدعم للمسلحين حيث انهم قد ينقلبوا لمحاربة القوات الامريكية والعراقية في اي وقت.

وقال تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية، إن القوات الامريكية فى العراق اقامت علاقات مع عشرات الميليشيات السنية المسلحة في منطقة العامرية تطلق على نفسها وطنيو بغداد.

وأوضح التقرير أن (وطنيو بغداد) هي جماعة يعرف الامريكان انها تضم عددا من المتمردين شنوا هجمات على القوات الامريكية في وقت مضى، في محاولة لطرد القاعدة من العراق، بحسب الصحيفة.

وأشارالتقرير إلى أن الامريكان ضمنوا تقديم الدعم لتلك الجماعات، وسمحوا لقوات الجيش العراقي بتزويدهم بالذخيرة. ويقول التقرير ان هذه الجماعة تشكلت بعد ان تركت القوات العراقية المنطقة، فحلوا محلها ليحموا عائلاتهم من بطش القاعدة.

ويقول التقرير ان هذه الجماعة في الاسبوع الاول من تعاونهم تمكنوا من قتل 10عناصر تقريبا من عناصر القاعدة، والقوا القبض على 15.

ويضيف التقرير، يخطط الامريكان لجعل هذه الجماعة قوة شرطة العامرية، بعد ان رفضت قوة شيعية من الشرطة العمل في العامرية.

ويقول التقرير، ان تحالف الامريكان هذا مع جماعات تشتغل وفق اجندة معينة لزمن طويل شيء غير واضح المعالم ، كما انه يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء العراقى  نوري المالكي التي تقول بوجوب نزع السلاح من الجميع باستثناء القوات العراقية.

ويرى التقرير أن هذه الميليشيات السنية التي بدأت بالظهور سوف تسبب مشكلات خطيرة اذا تحولت للقتال ضد الامريكان.

جرائم مريعة في البياع لقوات البيشمركة.. ومقابر جماعية وشيعة قطعت رؤوسهم

وكشف خروج البيشمركة من البياع خبايا مريعة جدا، فلقد اكتشف الناس وجود مقبرتين جماعيتين لمجموعتين على الأقل تضم رفات قرابة العشرين جثة لمدنيين من شيعة أهل البيت دفن بعضهم وهم احياء، فيما قطعت رؤوس بعض آخر، وقد ذكر المواطنون في المنطقة حقائق مذهلة عن دور التكفيريين والطائفيين الذين اخترقوا قوات البيشمركة منها تعمد هؤلاء لاختطاف الشيعة عبر السيطرات التي كانوا ينصبونها ليلاً، وإلى اكتشاف إن جميع بيوت الشيعة قد نهبت، وإلى تحولهم إلى درع للعصابات التكفيرية المستقرة في جامع فتاح باشا والرحمن يصدون عنهم ويقاتلون نيابة عنهم، بل تحول بعضهم إلى استغلال منارة جامع فتاح باشا ليتحول إلى قناص لقتل الشيعة وتهجيرهم من المنطقة.

ويضيف أهالي المنطقة لمراسل وكالة أنباء براثا إن هؤلاء المجرمين مكنوا العصابات التكفيرية من فتح بيوت الشيعة على بعضها من خلال تهديم الجدران بين البيوت واستغلالها كممرات داخلية بين المجمعات السكنية (البلوكات) بحيث انهم كانوا يمارسون القتل في جانب ويهربوا من الجانب الاخر في حال مداهمة القوات الأمنية لهم.

والوضع لا زال متأزم ضد هؤلاء المجرمين، رغم الفرحة العارمة في المنطقة لعودة قوات المغاوير العراقية إليها، ويطالب الناس القيادات الكردية للاقتصاص من هؤلاء وإلا عدّ تنكراً فاحشاً للوقفة الشيعية المتضامنة دوما مع مظلومية الأكراد.

من جهتها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان بعض قادة الجيش الاميركي في العراق اقروا خطة جديدة تقضي بتسليح مجموعات من العرب السنة تعهدت محاربة مسلحي القاعدة.

ونقلت الصحيفة عن ضباط اميركيين دون ذكر اسمائهم ان هذه الخطة اثبتت نجاحها بعد اختبارها في محافظة الانبار (غرب) موضحة ان عددا من الضباط اجروا محادثات مع مجموعات من العرب السنة في اربعة اماكن خصوصا في وسط العراق وشمال وسطه حيث ينشط المسلحون.

ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار قولهم انه يشتبه بان بعض هذه المجموعات كانت متورطة بهجمات ضد الجنود الاميركيين سابقا او على علاقة بمجموعات مماثلة.

واكدت تزويد بعض هذه المجموعات بالسلاح والذخيرة والمعدات من خلال وحدات تابعة للجيش العراقي تعمل بالتنسيق مع الجيش الاميركي.

وقال بعض الضباط الاميركيين الذين اجروا مفاوضات مع هذه المجموعات ان بعضها كان على علاقة بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين لكنهم رفضوا تشدد القاعدة وخصوصا عملياتها الانتحارية التي اودت بحياة الالاف من المدنيين العراقيين.

لكن نيويورك تايمز تعتبر ان هذه المجموعات وافقت على محاربة القاعدة ووقف الهجمات التي تستهدف القوات الاميركية بسبب الدعم الاميركي.

عشائر تكريت تتعهد محاربة القاعدة

واعلن الجيش الاميركي الاثنين ان ما لا يقل عن 130 من زعماء العشائر في محافظة صلاح الدين (شمال) معقل الرئيس السابق صدام حسين قرروا محاربة تنظيم القاعدة والمجموعات "الارهابية" في المنطقة بالتعاون مع المحافظة.

واوضح بيان للجيش، ان هذا الاتفاق التاريخي حدث في معقل الرئيس السابق وكل هؤلاء الشيوخ اكدوا دعم الحكومة المحلية في محاربة القاعدة. بحسب فرانس برس.

واضاف، ان اللقاء بين شيوخ العشائر عقد في تكريت حيث تمت مناقشة مسائل الدفاع عن محافظة صلاح الدين بمواجهة تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية الاخرى.

وتراس الاجتماع المحافظ حمود الشكطي بحضور نائبه عبد الله حسين محمود بالاضافة الى قائد الشرطة ومسؤولين اداريين وعسكريين في المحافظة.

ونقل البيان عن الشكطي قوله ان الخطوات الامنية التي تتخذها العشائر في المحافظة تحظى بمباركة قائد الشرطة والمحافظ ووجهاء تكريت.

واكد اللفتنانت كولونيل مارك ادموند قائد الجيش الاميركي في المنطقة ان المجلس الجديد تعهد تحويل كلامه الى افعال (...) وكذلك التزمت قيادة المحافظة من جانبها محاربة الارهاب.

واضاف ان عشائر العرب السنة حققت نجاحات في الحاق الهزيمة بالقاعدة في الانبار (غرب) وآن الاوان للسيطرة عليها في محافظة صلاح الدين.

وشكل عدد كبير من عشائر العرب السنة في الانبار "مجلس انقاذ الانبار" في ايلول/سبتمبر 2006 لمحاربة تنظيمات القاعدة كما ان هناك محاولات لتشكيل مجلس مماثل في محافظة ديالى المضطربة.

قائد أمريكي قلق من التدخل السياسي

من جهة اخرى قال قائد عسكري أمريكي كبير إن سوء الادارة المحلية والتدخل السياسي في الشؤون الامنية اثنتان من العقبات الكبرى التي تواجه القوات الامريكية والعراقية في القتال ضد الجماعات المسلحة في العراق.

وقال الميجر جنرال ريك لينش قائد القوات الامريكية في منطقة تمتد من الاحياء الجنوبية لبغداد جنوبا عبر منطقة تعرف باسم مثلث الموت ان القرارات السياسية تتخذ وفق اعتبارات طائفية على كل المستويات. بحسب رويترز.

وقال ان موضوعات الحكم والادارة وهي واحدة من الاركان الثلاثة التي تقوم عليها الاستراتيجية الامريكية في العراق تثير قلقه أكثر من الشؤون الامنية والعمل المرحلي نحو اعادة السلطة الى المؤسسات العراقية. وأبلغ لينش الصحفيين قائلا، أشعر بالقلق بشأن قدرة الحكومة.

جنرال أمريكي: القوات العراقية ليست مستعدة للقتال بمفردها

وقال جنرال أمريكي كبير إن قوات الامن العراقية ستكون في وضع يسمح لها بالسيطرة على 14 من 18 محافظة بالعراق بحلول نهاية العام لكنها لن تكون مستعدة للقتال بمفردها لبعض الوقت. بحسب رويترز.

وقال اللفتنانت الجنرال مارتن ديمبسي الذي كان مسؤولا عن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاعادة بناء قوات الامن العراقية على مدى الاشهر الاثنين والعشرين الماضية ان قوات الامن تفتقر بشكل حاد لضباط كبار أكفاء.

وشابت جهود ديمبسي لاعادة بناء قوات الامن التي تتالف الان من 154 ألف جندي و194 ألف شرطي اتهامات بأن القوات ولا سيما الشرطة تتسم بالطائفية والفساد وعدم الانضباط.

وقال ديمبسي وهو يسلم قيادة مهمة التدريب للفتنانت جنرال جيمس دوبيك "حققنا الكثير معا ومعا ينبغي أن نحقق المزيد.

وأقيمت مراسم التسليم في قاعة اجتماعات بالمنطقة الخضراء المحصنة في بغداد وحضرها مجموعة من الجنرالات الامريكيين وكبار المسؤولين والدبلوماسيين من الدول الاخرى المشاركة في قوات التحالف الى جانب وزراء ولواءات عراقيين.

وأبلغ ديمبسي الصحفيين في وقت لاحق أنه بعد بداية مروعة تحسن أداء الجنود خلال الحملة الامنية التي تدعمها الولايات المتحدة في بغداد والتي ترمي الى منع نشوب حرب أهلية.

وعندما سئل عن مدى استعداد القوات الامنية لتولي المسؤولية من القوات الامريكية قال ان هذا السؤال لا اجابة له بوجه عام لكن يمكن الاجابة عليه عندما تتحدث عن مناطق مختلفة من العراق. لا أستطيع القول انهم كلهم مستعدون أو غير مستعدين.

وأضاف، تخضع سبع محافظات للسيطرة العراقية وربما (ستسلم) معظم المحافظات الاخرى بحلول نهاية العام. أشعر بقلق بسيط (من الاوضاع) في بغداد وديالى وصلاح الدين والانبار. قطعا يمكن تسليم 14 محافظة لكن الاكتفاء الذاتي لايزال بعيد المنال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12 حزيران/2007 -24/جمادي الأول/1428