انعقاد مؤتمر (القرآن الكريم وتحديات العصر)

السيد الشيرازي: التمدن الإسلامي قائم على خشية الله وقيمة الإنسان

أكد سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي ان «الخوف من الله وقيمة الإنسان بني عليهما التمدن الإسلامي، وهما باقيتان إلى آخر حياة الإنسان في الأرض».
وأضاف في رسالة بعث بها من ايران إلى مؤتمر «القرآن الكريم وتحديات العصر» الذي عقد في مكتبة الرسول الأعظم، بمشاركة شخصيات دينية وعلمية من الكويت والسعودية والبحرين والسودان أن «التمدن الإسلامي يرتكز على قيم حقيقية تطابق الواقع القائم وأهم هذه القيم أمران الله والإنسان»، مبينا ان «الله سبحانه هو الأول والآخر وهو المهيمن على الكون، وكل شيء بيده، لا إله إلا هو وهو على كل شيء شهيد».
وزاد: «يتبع الايمان بذلك الايمان بالنبوة والامامة والمعاد حيث الجنة لمن أطاع الله والجحيم لمن عصاه».
وأضاف السيد الشيرازي في كلمته: «وجب على المسلم أن يخاف الله سبحانه وتعالى «وخافون إن كنتم مؤمنين» وهذه القيمة أهم القيم الاسلامية، والمسلمون الأولون نجحوا في ذلك النجاح الباهر لأنهم تمسكوا بهذه القيمة، والمسلمون في الوقت الراهن تخلفوا حيث ابتعدوا عنها ولو رجعوا اليها رجع اليهم عزهم وسعادتهم.
وأفاد الشيرازي: «قال بعض فلاسفة الغرب: حيث تمسك المسلمون بالسماء ملكوا الأرض، وحيث تركوا السماء خسروا الأرض»، مشيراً إلى أن «القيمة الثانية هي قيمة الإنسان كان الانسان هو المحور للكون حسب ما قرره الله تعالى، وهاتان القيمتان بني التمدن الاسلامي عليهما وهما باقيتان إلى آخر حياة الإنسان في الأرض».
وكان المؤتمر بدأ بكلمة ألقاها عريف المؤتمر قال فيها: «تناول المؤتمر عبر أعوامه السابقة عناوين متعددة في شؤون الفكر والمجتمع في حقول التنمية والفكر السياسي والمجتمع الاسلامي، وها هو الزمن يضع أمامنا قضايا تطال الفقه ووظيفة الدولة وأولويات الأمة وعلاقتها بالآخر على المستوى الحضاري».
وأوضحت كلمة المنتدى أن «اختيار قيم التمدن الاسلامي عنوانا للمؤتمر ليكون مثارا لاستنهاض المجتمع الاسلامي ومكوناته من أفراد ومؤسسات من خلال تسليط الضوء على أثر الدين في تشكيل مفهوم الجماعة».
وتحدث في المؤتمر إمام مسجد الامام الحجة الشيخ عبدالله دشتي بقوله إن «مفهوم الجماعة من المعاني الواضحة عند الانسان التي لا تحتاج إلى تحري فهي من الكلمات الأساسية في كل اللغات، لكن بطبيعة الحال لا يصح اطلاق كلمة الجماعة على مجموع بشري الا ان نلاحظ وحدة ما بين أفرادها».
وأردف دشتي ان «التنوع في الجماعات يأتي من العنصر المشترك الجامع بين افراد المجموعة التي نظر اليها على انها وحدة واحدة، والعناصر المشتركة تارة ينظر اليها نظرة علمية استقرائية لبيان الجماعات الموجودة في الواقع، وتارة أخرى نظرة تقييمية لتميز العناصر المشتركة التي ينبغي أن تلتف الجماعة الواحدة حولها وتشكل اساسا لوحدتهم».
وأكمل دشتي بشرحه عن موضوع الفرد والجماعة في القرآن والأمة في القرآن والحزب في القرآن من خلال بحث أعده للمؤتمر.
وتحدث السيد محمد العلوي من البحرين «جاء في الحديث الشريف ان العلماء ورثة الانبياء لذلك فإن من مهمات العلماء ودورهم قيادة وتوجيه الأمة من خلال تبليغ رسالة الله عز وجل وهداية الناس إلى الحق وقيم الخير، وبث روح التوحيد والايمان والتقوى بين الناس، واثارة دقائق العقول عبر التركيز المستمر، ومواجهة الانحراف في الأمة بكل أشكاله العقائدي والفكري والأخلاقي».
وأوضح العلوي دور العلماء في بناء المجتمع الحيوي الهادف المسؤول ومسؤولياتهم في التحرك نحو الوحدة وتكريس صفة التعاون بين أبناء الأمة.
وأضاف السيد العلوي ان «العلماء قسمان الأول علماء صالحون ولهم ثلاث صفات الأولى صفات العالم الربانية وهي ما يرتبط بعلاقة العالم مع نفسه والثانية هي صفات العالم النفسية وهي ما يرتبط بعلاقة العالم مع ربه والثالثة هي صفات العالم الاجتماعية وهي ما يرتبط بعلاقة العالم مع المجتمع».
وأضاف «أما صفات علماء السوء فهي -كتمان العلم والتجبر والتكبر واتباع السلطان والمتاجرة بالعلم وطلب الدنيا وغير العامل بعلمه».

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا