السيد مدير قناة الإخبارية المحترم..

لطيف القصاب

تناقلت وسائل  الاعلام المختلفة  خبرا يتعلق بانشاء فضائية اخبارية عراقية جديدة وقد تناولته بعض الاقلام على نحو احتشدت فيه عوامل  السلبية والتشكيك بما يكفي لصنع قنبلة من اليأس تكفي لنسف اي اختلاجة امل قد تلوح في نفس عبد من عباد الله العراقيين,حتى انني لم اعثر في ـ حدود علمي ـ على راي واحد على الاقل يقرا الحدث القادم من دون نظارات سوداء.

ولعل لأراء الاساتذة والزملاء المتشائمة مايبررها بالفعل على صعيد الواقع المعاش فلا اكثر من ضجيج وعجيج الوعود الخاوية في الميدان ولا أسهل منها ولا أيسر...  , كما ان لتجربة شبكة الاعلام العراقي المرئي على وجه الخصوص (هذه التجربة الفاشلة بشهادة الجميع تقريبا حتى اولئك الذين لا يرتدون  سوى نظارات طبية) الاثر البالغ في زيادة مبلغ الاسى والتبرم والاحباط في نفوس الاساتذة والزملاء.

ومن كان يتصور ان تكون الفضائية العراقية بهذه الهيئة الرثة وهي الوريثة الشرعية لاقدم تلفزيون عربي تم انشاؤه عام 1956 كما ذكر ذلك السيد حبيب الصدر للحاضرين في مؤتمر عمان للاعلام..,في احدث جولاته السياحية هذه الجولات  التي اسهب في الحديث عنها رئيس مجلس النواب العراقي الموقر مؤخرا...,

وعليه فقد وجدت نفسي منغمسا ـ من الناحية الوطنية ليس الا ـ في التطفل على عملكم ومن ثم فقد بعثت لكم برسالة مفتوحة ضمنتها بعضا من المقترحات التي اتمنى ان يطلع عليها الاستاذ "طارق المعموري" المرشح الاوفر حظا لادارة القناة الجديدة, والمقترحات وان بدت في بعض مفرداتها غريبة الاطوار فان ذلك لايعني الاستغناء التام عن قراءتها والتأمل في طبيعتها الخاضعة للنقض والابرام كاي جهد بشري " جدي "اخر, والمقترحات تتلخص بالاتي:

**القناة تعبر حقا عن لسان حال الدولة العراقية لا لسان حال الحكومة..

**القناة تتجنب الخوض في النزاعات العراقية ـ العراقية ـ...

**القناة تكن الاحترام المتساوي لسائر المؤسسات الاعلامية العراقية  الاخرى فلا تمييز على اساس الطائفة او الحزب او مصدر التمويل ولاباس بالتفضيل والتقديم والتأخير وفقا لمعايير الجودة والمهنية.

**الاستفادة القصوى من اخطاء تلفزيون العراقية القاتلة منها والجارحة.. "فالذكي جدا هو من يستفيد من الغبي جيدا " والمثل المذكور انفا بين علامتي الاقتباس هو من ابتكار كاتب المقترحات بكل تواضع.

**استراتيجية القناة في المدى القصير والمتوسط تتمثل في استخدام وسيلة الهجوم الاعلامي اذ انهاافضل وسيلة للدفاع وهذا القول لا يدعي كاتب المقترحات ابتكاره على الاطلاق.

**تشخيص اعداء الدولة العراقية الاجانب والابتداء بالأخطر فالأخطر والأقرب فالأقرب...

**الحكومة "س" باجهزة اعلامها الرسمية وشبهها هي اخطر الحكومات الاجنبية على الدولة العراقية كما يرى الكثير من الخبراء وحجتهم في ذلك  ان العدد الاكبر من مجاميع الارهابيين هم من حملة "الجنسية س" او من حملة "العقيدة س "

** لابد من  وضع الحكومة "ق" وان قيل انها تنافس الحكومة"س" على عداء الدولة العراقية في مرتبة تالية اخذا بنظر الاعتبار حجم دولة "ق" الذي لا يتجاوز على حد تعبير بعض الظرفاء حجم واهمية طابع البريد الرخيص جدا.

**لابد من التنبيه الشديد على ضرورة التغافل عن وجود بعض الاعداء الخارجيين  فالتدرج على اية حال هو امر في غاية الاهمية من اجل تحقيق الهدف الاستراتيجي المنشود...

**لابد من إلفات عنايتكم الكريمة حول مسالة عدم ذكر اميركا لا بخير ولا بشر لان ذكرها بخير سوف لن يُرضي عنكم العراقيين كما ان ذكرها بشر سيؤدي الى زوال القناة من الوجود حتما بل قد يؤدي الى زوال ارواحكم لاقدر الله , ولكن ثمة امر في مستطاع  القناة ان تفعله دائما ويتلخص في عدم السماح لاي عسكري اميركي سواء كان انسانا او حيوانا او جمادا بالظهور على شاشتها ولاباس بظهور من لم يكن عسكريا يُّذكر الناس بالاحتلال وجرائمه البغيضة بحق العراقيين كما لايخفى على نباهتكم...

**القناة تعين موظفيها استنادا الى الخبرة والكفاءة وليس استنادا الى الولاء والواسطة ووفرة الحظ مثلا....

** بامكان الحكومة العراقية ان تواجه بعض الشكاوى المحتملة ضد القناة من قبل الاطراف الخارجية بذريعة حرية الصحافة واحترام الراي والراي الاخر مع الابقاء على باب التفاوض والمساومة مفتوحا فيما يخص التنابز ما بين القنوات...

**ضرورة التفكير مليا في موقع القناة واختيار ملاذ امن لها ,ولا افضل من اقليم كردستان العراقي في الظروف الحالية بشرط عدم التجاوز عليها باي شكل من الاشكال, كالضرب الخفيف او الضرب المبرح كما حصل مؤخرا  مع الاسف الشديد وعلى نحو غير متوقع ابدا مع الزملاء العاملين في قناة الفيحاء العراقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 6 آيار/2007 -17/ربيع الثاني/1428