المسلحون السنّة ومهمة اخراج القاعدة (بعد ادخالها الى بغداد)

 شبكة النبأ: يواجه سكان المناطق السنّية في بغداد خطرا محدقا جراء استمرار القتال الدائر بين فصائل مسلحة عراقية وبين مجموعات القاعدة التي تغلغلت في الاحياء السنّية من العاصمة العراقية منذ العام الماضي بمساعدة ودعم نفس تلك الفصائل المسلحة.

وتتزايد الصحوات على شاكلة مجلس صحوة او انقاذ الانبار الذي اخرج تنظيم القاعدة من مدينة الرمادي بعد ان نشر هذا التنظيم الارهابي الدمار والقتل وتردي الاوضاع الامنية والمعيشية للاهالي في المنطقة الغربية من العراق.

وهذه المرة يتخذ الصراع جانبا اقوى في كونه يتصاعد في العاصمة بغداد وفي الاحياء السنية بالذات حيث تتنافس مجاميع الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين من جهة مع مسلحي ما يسمى دولة العراق الاسلامية التابع لتنظيم القاعدة من جهة اخرى في السيطرة على هذه الاحياء.

ومع ما يشبه انتفاضة محلية هبّ منذ بضعة ايام سكان غرب بغداد في مواجهة حاسمة لاخراج قوى القاعدة التي كانوا في يوم ما قد عملوا المستحيل لادخالها الى بغداد.

واعلن زعيم نافذ لإحدى العشائر ان مقاتلي العشائر السنّية بدأوا مع تنظيمات مسلحة اخرى مقاتلة عناصر تنظيم القاعدة في شوارع حي العامرية المضطربة غرب بغداد واكد شهود عيان ان المواجهات مستمرة. بحسب فرانس برس.

وقال الشيخ حميد الهايس زعيم مجلس انقاذ الانبار (ائتلاف عشائر سنية في محافظة الانبار) في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "لقد ارسلنا خمسين رجلا من الشرطة السرية من اهالي الانبار الى حي العامرية في بغداد وبدأوا بضرب تنظيم القاعدة فيها ولقد تمكنا من قتل الكثير منهم".

وقال رائد محمد احد سكان حي العامرية " اندلع قتال ضار في الشوارع الرئيسية في العامرية بمتخلف انواع الاسلحة بين الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين من جهة وبين جماعة دولة العراق الاسلامية التابع لتنظيم القاعدة من جهة اخرى".

والجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين هما تنظيمان قوميان مرتبطان بانصار النظام السابق فيما ترتبط دولة العراقية الاسلامية بتنظيم القاعدة المتشدد.

واضاف محمد الذي يعمل موظفا في احدى الدوائر الحكومية لوكالة فرانس برس "ان الجيش العراقي والاميركي يراقبون الاشتباكات عن بعد ولا يتدخلون فيها". واضاف "نناشد الحكومة انقاذنا وقتل هؤلاء المجرمين (القاعدة)". وتابع "لا نستطيع الذهاب الى المستشفى ولا نقل اي مصاب او جثة اليها بسبب الوضع الامني الخطير" مؤكدا "رايت جثثا ملقاة في الشوارع".

وقال عبد العزيز العيساوي وهو رجل اعمال من الاهالي ان "المنطقة محاصرة بشكل كامل من قبل قوات الامن". واضاف "القتال عنيف في الشوارع منذ يومين ولا نستطيع حتى النظر من خلال نوافذ المنزل ولم نستطيع النوم طوال الليل بسبب القتال وانقطاع التيار الكهربائي بالكامل وعدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية".

وتابع "الاولاد يبكون من الخوف واختبأنا طوال الليل في احدى الغرف (...) نحن نعيش في معاناة كبيرة". واضاف المصدر ان "قائد تنظيم القاعدة في منطقة العامرية المعروف بالحاج حميد قتل وتم اعتقال 45 عنصرا اخرين خلال اشتباكات اندلعت بين قوات اميركية واهالي المنطقة من جهة ضد تنظيم القاعدة هناك".

وقام الجيش الاميركي بتولي مهمة اعتقال عناصر التنظيم ونقل جثة زعيمهم وفقا للمصدر.

من جهته قال المتحدث باسم الجيش الاميركي ان "الوضع غير واضح حتى الان".

صراع على النفوذ

والتزم سكان أحد احياء بغداد منازلهم وقد تملكهم خوف شديد من الخروج الى الشوارع حيث خاض متشددون من تنظيم القاعدة ومسلحون سنة منافسون معارك شرسة خلال اليومين الماضيين. بحسب رويترز.

وهذه هي المرة الاولى التي تندلع فيها حرب في شوارع بغداد نتيجة للتوتر المتزايد بين القاعدة وجماعات مسلحة سنية اخرى في محافظة الانبار الغربية المعقل الرئيسي للمسلحين السنة.

ويأتي القتال رغم حملة أمنية كبيرة يشارك فيها الالاف من الجنود الامريكيين والعراقيين في العاصمة بهدف اخماد العنف الطائفي بين الشيعة والسنة والذي اثار شبح الحرب الاهلية.

ويخوض متشددون من جماعة دولة العراق الاسلامية والجيش الاسلامي بالعراق والمؤلف في الاساس من ضباط سابقين بالجيش وانصار حزب البعث التابع للرئيس الراحل صدام حسين قتالا من اجل السيطرة على العامرية.

وقال سكان انهم يخشون الخروج رغم هدوء العنف اذ ان المتشددين يقيمون نقاط تفتيش وهمية لخطف الاشخاص. وقال ساكن انه تعرض للخطف لعدة ساعات.

وقال ساكن آخر (22 عاما) طلب ايضا عدم الكشف عن هويته "انا داخل منزلي مع مجموعة من الاصدقاء حاملا بندقيتي الكلاشنيكوف."

واضاف "نشعر بالخوف لأن الجانبين يقتحمان المنازل لمحاولة العثور على اشخاص من الجانب الاخر. نرى من النافذة ان بعض هذه المجموعات تقيم نقاط تفتيش. هناك عدد من الجثث في الشارع بالخارج."

وقال سكان إن الجانبين جلبوا المزيد من المقاتلين من احياء مجاورة وربما من مناطق بعيدة مثل الانبار.

وقتل مصور يعمل لوكالة اسوشييتد برس الامريكية للانباء بالرصاص بالقرب من منزله في العامرية.

وقال ساكن سابق على صلة وثيقة بمتشددي القاعدة في المنطقة ان الاضطرابات بدأت قبل خمسة ايام عندما دخلت مجموعة من متشددي القاعدة منزل احد القادة المحليين للجيش الاسلامي. وقال انه عندما لم يعثروا عليه بالداخل زرعوا عبوات ناسفة ودمروا منزله. واضاف ان اعضاء غاضبين بالجيش الاسلامي توجهوا الى مسجد وقتلوا الزعيم المحلي للقاعدة.

وكان الجيش الاسلامي وجماعة مسلحة اخرى اعلنا في وقت سابق من الشهر الماضي انهما شكلا جبهة موحدة تحت اسم جبهة الجهاد والاصلاح.

وشكلت الجبهة فيما يبدو كمنافس لدولة العراق الاسلامية والتي شكلها العام الماضي تنظيم القاعدة في العراق وجماعات متشددة سنية اخرى صغيرة.

انتفاضة محلية

من جهته قال اللفتنانت كولونيل ديل كوهل قائد الكتيبة الاولى بالفرقة الخامسة لسلاح الفرسان لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني "بدأ الامر كانتفاضة شعبية... من السكان المحليين الذين سئموا العنف الذي جلبته القاعدة الى الحي."

وقال في أول تعليق للجيش الأمريكي على القتال ان القوات هبت في احد المواقف لمساعدة سكان حاصرهم متشددون من القاعدة مدججون بالسلاح داخل أحد المساجد. واضاف انه لا يعرف العدد الاجمالي للقتلى لكن السكان ابلغوه بمقتل ثلاثة على الاقل من قادة القاعدة. وقال إن القوات الأمريكية ساعدت عشرة جرحى على الاقل.

والاشتباكات هي احدث دليل حتى الان على الشقاق بين القاعدة المؤلفة من مقاتلين اجانب يحبذون استخدام السيارات الملغومة التي تقتل بصورة عشوائية وجماعات مسلحة اخرى من العراقيين تقاتل القوات الأمريكية والعراقية.

وشكل بعض زعماء العشائر السنية المعارضين للاساليب الاجرامية لتنظيم القاعدة والتمسك بشكل متطرف من الاسلام مجلس انقاذ الانبار وهي خطوة رحب بها الجيش الأمريكي الذي تخلى قبل ستة اشهر عن المحافظة بوصفها مفقودة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4 حزيران/2007 -16/جمادي الأول/1428