قراءة في كتاب: التفكير خارج الصندوق

 

 

 الكتاب: التفكير خارج الصندوق

المؤلف: مايك فانس وديان ديكون

الترجمة والنشر: مكتبة جرير

عرض عدنان عباس سلطان

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: البيئة النفسية للانسان بما تحتوي من مفاهيم متوارثة او مكتسبة او من تجارب يخوضها بحياته غالبا ما تشكل له صندوقا جاهزا يتقولب فيه ويحكم على نفسه الاغلاق ثم يتقوقع بسلبية ويظل اسيرا بمحض ارادته فيما تتحرك الحياة بمسارها دون ان يشارك فيها بابداع يذكر.

وهذا ما يؤدي الى اضمحلال المواقف المبدعة والعمل المتفرد والنوعية الثائرة التي تأتي بكل جديد.

ان الخروج من الصندوق هو هدف كل شكل من اشكال الحياة، الميلاد يعد مثالا مهما للخروج من الصندوق.

تتفتح الشرنقة عن الفراشة ويخرج النبات من الارض وتتصدع البيضة من النقر المستمر لأحد الافراخ كلها امثلة عن صراع الحياة ضد حدود البيئة.

لماذا نسعى الى التفكير خارج الصندوق؟، لنعيش، لنكّون، لنجدد.

يعد التفاؤل هو الوقود الذي يشعل التفكير الابداعي، نحن ننظر خارج الصندوق، ونتصل بالآخرين من خلال رؤيتنا ونتخيل افضل نتيجة محتملة.

قال خليل جبران: من سيصدق الشتاء إذا قال إن الربيع في قلبي؟.

اننا نتطلع ايضا الى التفكير خارج الصندوق للحصول على الفائدة الستراتيجية لمشروعاتنا، ان رياح التغيير تستمر في الهبوب بقوة الاعصار في عالمنا الملئ بالشركات.

حيث يقوم رجال التكنولوجيا بالتصفح على شاشة الانترنيت، فهناك تدفق من الثقافة غير المحدودة، لكن الاشكال صعبة الادراك تحير اكثر باحثي التغيير اطلاعا!.

ووسط تلك الضوضاء بزغت كلمة جديدة طنانة، كانت مثل دواء طال انتظاره، تلك الكلمة الشاملة هي: الاستراتيجي.

والهدف من كونك استراتيجيا هو ان تمنح نفسك فائدة تنافسية،انها تعني الخروج من الصندوق.

الخروج من الصندوق هو الذي انتج السيارة، القطار، الطائرة، المصباح الكهربائي، التطعيم ضد شلل الاطفال، المصاعد الكهربائية، اجهزة التكييف، التلفاز، الفيديو، الحاسوب، والقائمة تطول وليس يغيب عن افكارنا الابطال الذين خرجوا من الصندوق مثل اديسون، وفيرم وديزني وجيتس، ولويس لامور وفرانك ليود، وجاك ويلش، إضافة للخارجين من الصندوق والذين قدموا للانسانية الاشياء التي لا غنى لنا منها في زمننا الراهن.

ومؤلف الكتاب مايك فانس الذي يشغل منصب مدير جمعية التفكير الابداعي الامريكية ممن يحثون الافراد على خلق بيئات فريدة للعمل، من اجل زيادة الانتاجية وخلق منتجات وحلول مبتكرة من خلال ندوات التفكير خارج الصندوق.

وتشاركه زميلته في تأليف هذا الكتاب: ديان ديكون، وهي رئيسة الجمعية الامريكية للتفكير الابداعي وجمعية إنصاف المثقفين، وتقدم الندوات الخاصة بالتعاون الاستشاري كأحد الموارد الأعمال الابداعية والخدمات للشركات في جميع انحاء العالم.

لقد استخدم مايك فانس وزميلته ديان ديكون رسم طريق خبرتهما الخاصة المصفوفة ذات النقاط التسع التخطيطية الى النقاط التسع الضرورية من اجل الثقافة الابداعية: الناس، المكان، المنتج، المشاركة، الاطلاع، الإلهام، الرعاية، التعاون،والابداع.

انهم يخبرونك معا كيف تقوم بتغيير الطرق التقليدية في تفكيرك رأسا على عقب، وبالتالي توجه مؤسستك الى الاتجاه الصحيح.

لقد تم دمج الحلول الابداعية التي سعت اليها المؤسسات لعقود طويلة.

كما استخدما العديد من التقنيات التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب وتحويل الثقافة في العديد من الشركات العملاقة مثل: آبل للكمبيوتر، جنرال الكتريك، جنرال فودز، جونسون، وشركة والت ديزني.

يتكون الكتاب من تسعة فصول وخاتمة.

1ـ الفصل الاول: كيف دخلنا الى الصندوق؟

2ـ الفصل الثاني: وسائل فتح الصندوق.

3ـ الفصل الثالث: معادلة النجاح.

4ـ الفصل الرابع: التحول الهائل.

5ـ الفصل الخامس: تصميم البيئات.

6ـ الفصل السادس: الخطوات السبع.

7ـ الفصل السابع: الاسئلة التسع.

8ـ الفصل الثامن: تكوين الافكار.

9ـ الفصل التاسع: الالهام.

الفصل الاول: كيف دخلنا الصندوق؟، يأخذ هذا الفصل انموذجا انسانيا مبدعا هو: نورمان برينكر،وهو صاحب مطعم تتجلى شهرته في انه يجيد الانتقاء ويكسر اظلاع الصندوق ليبهر الزبائن بما يقدمه لهم وعلى ذلك اكتسب تلك الشهرة العريضة.

الفصل الخامس: تصميم بيئات ابداعية، النموذج: د.ج. فيرنون لاك.

وهو الشخصية الفعالة في مؤسسة ديزني ومجهوداته المبدعة التي انتجت من ذلك المكان تحفة رائعة من الاعمال والشهرة والمكانة المالية.

الفصل التاسع: الإلهام، الحلقة المفقودة.

الشخصية النموذج في هذا الفصل: والت ديزني. ونجتزئ منها:

بدأت بعض الشركات الجيدة في الانهيار تدريجيا عندما لوث الجشع ثقافتها فاذا تملكتك فكرة الادارة الهزيلة والضعيفة فإن ذلك سوف يقود المؤسسة الى الانهيار، حيث ان الخطر المتربص على طول الخط هو الادارة السيئة وهو امر يحدث او على الاقل انه يقف وراء الباب.

الخاتمة: تتمحور حول العمل الرائع الذي تم خارج الصندوق والمتمثل ببرج ايفل، فرنسا.

ونجتزئ منه ما يلي:

ليس هناك الهام اعظم من ان تقف على قمة برج ايفل في غسق احدى امسيات الصيف الدافئة مع شخص تحبه،حيث ترى امامك القوارب الرائعة والجسور المضيئة لنهر السين، كاري جرانت واودري هيبرن، وكاتدرائية نوتردام، واللوفر، وكنيسة القلب المقدس، ومونتمارتر، ودار الاوبرا الفرنسية، وماجيستك بانثيون.

لقد زار البرج ليوناردو دافنشي، ودالي، وجان دارك، ورمبرانت، وروبسن، وفينوس دي ميلو.

ان نتائج حاجة الانسان للابداع واضحة بين الطرق والممرات اسفلنا، ومن هذا الارتفاع ونحن على برج ايفل يمكننا ان نشعر بالحافز يخفق في باريس، حتى انه استفز جوعنا الشخصي للانجاز الابداعي.

ان الحب والعاطفة والرغبة تثير الابداع، هناك دائما الافكار التي تلهم كل نحات ورسام ومؤلف وشاعر وموسيقي وعاشق.

هذا الحافز المثير للابداع لم يتم تمثيله بشكل افضل من الرجل الذي نظر الى المستنقع القديم في وسط فلوريدا وحوّله من خلال رؤيته الى مكان رائع يأتي اليه الناس من كل مكان.

لقد حوّل المكان ذو الشهرة السيئة كمدينة ملاهي كانت بؤرة لتجارة المخدرات والخداع واستغلال الاطفال في العمل، الى قطعة فنية من الابداع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31 آيار/2007 -13/جمادي الأول/1428