وجه آخر للعنف والتخريب يلقي ببشاعته على الثروة السمكية في العراق

 شبكة النبأ: العنف الذي يتصدى لكل ما هو جميل ليرسم بشاعته على جميع مرافق الحياة فهو لا يستثني الطفل او الوردة او الطير او الحيوان، هذا فضلا عن مصادر العيش الاخرى مثل الاسماك، التي تعتاش وتتكسب عليها فئة ليست بالقليلة من المجتمع العراقي.

فقد طال هذه الثروة التخريب المتسم بالعنف بحيث صار المرء يشاهد الاسماك وهي تطفو فوق سطح الماء في نهر دجلة او الفرات باعداد كبيرة، بعد تعرضها للاستخدامات اللامسؤولة من قبل الصيادين والمخربين مثل اللجوء الى المتفجرات والسموم والصعق الكهربائي للصيد دون رادع في هذا البلد الذي تمزقه الارهاب.

وبات الصيادون العراقيون الذين احترفوا المهنة لكسب رزقهم منذ الاف السنين على ضفاف نهري دجلة والفرات يعانون من سلوك اشخاص غير محترفين لا علاقة لهم بمهنتهم يستخدمون السموم والمتفجرات والصعق الكهربائي للصيد بعد تراجع دور الاجهزة الرقابية والحكومية بسبب اعمال العنف المتواصلة.

ويقول فائق سالم وهو احد اقدم صيادي الاسماك في مدينة الكوت (170 كلم جنوب شرق بغداد) لفرانس برس ان "السمك العراقي يتعرض لانتهاكات خطيرة ومروعة بفعل الاساليب التي يتبعها الصيادون والمتمثلة باستعمال السموم والمبيدات والصعق الكهربائي اضافة الى اسلوب التفجيرات بالقنابل اليدوية لصيد اكبر عدد من الاسماك على اختلاف انواعها واحجامها".

واضاف ان "هذه العملية تؤدي الى هلاك معظم السمك" مشيرا الى ان "هذه الاساليب تستخدم من قبل الطارئين على المهنة والخارجين عن القانون وفاقدي الضمير في ظل غياب دور الاجهزة الرقابية".

وتابع هذا الصياد الذي احترف مهنة الصيد أباً عن جد: ان "الصيد بات اليوم لا يسد رمق

عائلة واحدة بفعل هذه الانتهاكات من قبل هؤلاء " مؤكدا ان "حصيلتي من صيدي اليوم هي ثلاثة اسماك واحيانا لا شيء بعد ان كانت الكمية التي يتم صيدها بحدود 30 الى 40 من اسماك الكطان والبني والشبوط التي تشتهر بها مدينة الكوت".

وتؤكد احصائيات من دائرة الزراعة في مدينة الكوت ان اكثر من 450 طنا من اسماك (البنّي والكطان الحر) كانت حصيلة الصيادين من مناطق الصيد المختلفة اسبوعيا الا انها انخفضت الى اقل من 20 طنا.

وبدوره يقول فاضل الجعيفري (40 عاما) وهو صياد اخر: ان "مثل هذه الممارسات هي مخالفة لقوانين صيد الاسماك" مؤكدا ان "الكثير من الصيادين الجدد يعمدون الى الصيد في موسم التكاثر المحصور بين منتصف شباط/فبراير الى اوائل نيسان/ابريل اي بحدود 60 يوما".

واضاف "ان الصيادين المحترفين يحترمون هذا الموسم لانه يعني ان رزقا سيأتي في الايام المقبلة لذا نوقف الصيد فيها ولا نتجاوز على القانون".

وتابع الجعيفري: "نستخدم في الصيد الشباك التي نحصل عليها من الدولة وفق اجازة رسمية في زمن النظام السابق".

ويرى هاني محمد احد باعة الاسماك: "ما يجري حاليا امام اعين المسؤولين في الدولة امر مؤسف وخطير وتخريب لاقتصاد البلد دون ردعهم" مشيرا الى ان هذه "الاساليب الوحشية قد تعرض كميات كبيرة من الاسماك المعروفة في الاسواق مثل الكطان والبني والشبوط والتي لها روادها من مدن مختلفة الى الانقراض".

وشدد علي سيد احد الصيادين، على ضرورة محاسبة المخالفين قائلا: اذا "لم تردع الدولة الخارجين عن القانون من الصيادين الذين يستخدمون السموم والمتفجرات في الصيد فسيعرضون حياة الاف من الناس الى مخاطر صحية كذلك".

واضاف: ان "افضل الوسائل في الصيد هي الشباك التي كنا نحصل عليها من الدولة في السابق والتي كانت تتميز بمواصفات جيدة وحسب حجم السمكة التي نريد صيدها".

واشار الى ان الشباك المستخدمة تعرف بـ"السبيعي والثميني والعشيري والدودي وغيرها وجميعها ذات مناشئ عالمية".

ويشتكي منهد علي احد الصيادين وبائعي الاسماك من قلة الدخل بسبب عزوف السكان مؤخرا عن اكل السمك النهري بسبب الانتشال اليومي للجثث المغدورة جراء الارهاب منه.

وقال ان "عدد زبائني قل بصورة كبيرة واخرين عزفوا اصلا عن اكلها بسبب الاخبار التي تتناقل عن تناول الاسماك للحوم البشرية المتحللة في دجلة".

وتنتشل الشرطة العراقية بصورة يومية عددا من الجثث المتحللة من نهر دجلة خصوصا في جنوب بغداد.

واضاف "بات الكثير منهم يفضل اسماك المزارع".

ووصف الشيخ أحمد راضي احد رجال الدين الصيد "بواسطة السموم والصعق الكهربائي بالصيد الحرام بانه مثل ما يهدد الثروة السمكية بالاندثار يؤثر ايضا على صحة الانسان" داعيا الى "ضرورة تفعيل دور القانون واتخاذ اجراءات رادعة من قبل الاجهزة الحكومية لمحاسبة مرتكبي تلك الاعمال".

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 25 آيار/2007 -7/جمادي الأول/1428