مكافحة الفساد واستراتيجية التنفيذ

 شبكة النبأ: في كتاب صدر حديثا للاقتصادي ارنولد هاربيرغر جمع فيه عدد مثير من دراسات للسياسات الاقتصادية والاداء الاقتصادي في عدد من الدول، وقدم ارشادات حول ادوات يمكن استخدامها للوصول الى الاهداف.

ويلاحظ هاربيرغر بكل أسى ان صانعي السياسات لا يتبّعون في الغالب النصيحة الطبية التي يقدمها لهم الاقتصاديون.

فالسياسة التحسينية لابد من ان تلبس قفازا حقيقيا تتقي به المخاطر والعقبات وهي بطريقها للتنفيذ.

فالسياسات لا يجري تنفيذها على نحو جيد ويمكن طرح السؤال: كيف نجعل البيروقراطيين العازفين عن الاصلاح يقومون بتنفيذ السياسات؟.

وما هية استرتيجيات التنفيذ؟.

كيف يمكن تعبئة المتعاونين على مكافحة الفساد؟.

وكيف يحّيد المناهضين او حتى التضييق عليهم؟.

وما هو تسلسل السياسات المزمع اتخاذها؟.

واسئلة اخرى تتعلق بمستقبل القائم على محاربة الفساد والسياسة في المجال البيروقراطي:

من هم المتضررون؟.

من هم المستفيدون من مختلف انواع الفساد؟.

كيف يمكن جعل جميع المستفيدين يرون هذه الفوائد مقدما حتى يقوموا بدعم النشاطات ويجعلون الآخرين يشعرون بنفوذهم السياسي؟.

وكيف يجعلون المناهضين يحسون بالخسارة، وكذلك مسألة تحييدهم؟.

يمكن ذلك باتباع ما يلي:

- تحويل المؤيدين في مؤسسة خاصة بهم لها علاقة عملية  بالسلطة  وهي بطبيعتها ستكون بذرة للمراقبة الشعبية.

- الاستفادة من وسائل الاعلام لنشر الانجازات والقضايا التي تم فيها نجاح مكتب مكافحة الفساد او نجاح المراقبة الشعبية ودورها في فضح الفساد.

- القاء القبض على كبار المفسدين يدلل على جدية العمل ويخلق مصداقية جماهيرية.

- تحطيم ثقافة الفساد وهو الا يقابل الفساد العلني وان كان صغيرا بالصمت مما يشجع على عدم الابلاغ عن الاكبر منه بكونه ثقافة.

- زعزعة الثقة بالفساد وذلك باحداث تنقلات للموظفين بين فترة واخرى.

- مكافئة المخبرين عن الفساد والقيام بالتفتيش غير محدد الوقت.

- تقليل المسارات الروتينية في داخل المؤسسات.

- تقديم المكافئات للدرجات الصغيرة من الموظفين الذين يحاربون الفساد اكثر من غيرهم.

- التفتيش عن الانسان النظيف وتقديم الدعم والمساندة له.

وهكذا فان الزعامة العليا لمؤسسة من المؤسسات بالمثل الذي تضربه بسلوكها القائم على التدقيق والشكوك تضع المعايير كي يقتفي اثرها الآخرون.

والامر الذي يرتبط بهذا هو انه ينبغي ان نتذكر كم كان من الاهمية بمكان لقائد الحملة على الفساد ان يحيط نفسه بمجموعة نظيفة متآزرة وصحبة متعاونة على مثل تفكيره وعلى قدر متساو له في السلوك الذي لا يمكن افساده.

وهؤلاء قد يجدهم في الدرجات المتوسطة من السلم الوظيفي غالبا وكذلك من القمة الهرمية للسلم الوظيفي، وفي احيان يمكن التقاطهم من خارج المؤسسات.

والسياسيون ينبغي تثقيفهم وإطلاعهم، إذ يكون إطلاعهم على حقيقة كيف ان جهود محاربة الفساد يمكن ان تفيدهم او تضرهم.

ففي طول العالم النامي وعرضه لربما لا توجد قضية يمكن لها ان تحشد دعم وتأييد ومؤازرة الجميع رجالا ونساءا الى هذا الحد مثل موضوع الفساد، ولهذا إذ امكن جعل السياسيين يرون التاييد الشعبي لهم سوف يزدادون سيطرة على الفساد الظاهر والمرهق للجميع.

فان هؤلاء السياسيين ربما اصبحوا اكثر استعدادا لوضع قواهم ونفوذهم خلف المعركة ضد النشاطات غير المشروعة.

وهكذا بالنسبة للجمهور بكونه المفتاح المهم، لا لأن تعاون الناس هام للكشف عن النشاطات غير المشروعة وتقديمها للعدالة فحسب بل لأن الضغط الشعبي قد يكون امرا حيويا في السياسة الخاصة بمحاربة الفساد.

والواقع العملي بطبيعته يفرز كثير من المعالجات التي تخدم مسار القائمون على مكافحة الفساد كل بلد وحسب الخصائص الاجتماعية والثقافية له، كذلك يفرز طرق شتى للاجراءات المناسبة في هذا السبيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 23 آيار/2007 -5/جمادي الأول/1428