اليوم الوطني لشهداء المقابر الجماعية

  نعيم العكيلي

 يستذكر العراقيون في السادس عشر من ايار شهداءهم الابرار الذين غيبهم نظام الطغيان في مقابر جماعية توزعت على  ارض العراق من شماله الى جنوبه.

 السادس عشر من ايار وفي كل عام اضحى يوما وطنيا لتخليد ذكرى شهداء المقابر الجماعية كما بات هذا اليوم شاهدا على حقبة مظلمة من تاريخ العراق كان البعث وصدام فيها حاكما مستبدا انفرد بقرار القتل الجماعي لابناء العراق.

  تخليد ذكرى شهداءِ المقابرِ الجماعيةِ يعني استعادة مآثرهم وتضحياتِهم في مقارعةِ الدكتاتوريةِ البغيضة من قبل جميع العراقيين فيومُ السادس عشرَ من ايارَ هو اليومُ الذي اكتُشفتْ فيهِ اكبرُ مقبرةٍ جماعيةٍ في العراق بعد سقوطِ نظامِ صدام الدموي عندما ذهبت الثكالى ولفيف الايتام في قضاءِ المحاويل بمحافظةِ بابل تبحث عن ابنائها المغيبين خصوصا بعد الانتفاضة الشعبانية المغدورة.

 العيون الباكيات والحزن الذي لاحدود له كان سمة الباحثين عن فلذات الاكباد في مقبرة المحاويل التي ضمتْ رفاةَ اكثرَ من خمسةَ عشرَ الفَ شهيدٍ من الاطفالِ والرجالِ والنساءِ قضى عليهم الطاغيةُ بدفنِهم احياءً دونَ محاكمةٍ حتى لوكانت صورية شبيهة بمحكمة الثورة وجلادها المقبور عواد البندر او جلادها مسلم الجبوري.

 المقابر وشهداؤها كشفت وستظل عن وحشية النظام الصدامي البائد كما انها شاهد على وطنية وبطولة ابناء الوسط والجنوب في مقارعة الطغيان الصدامي عبر بذل الدماء الطاهرة لازاحة كابوس جثم عقودا على صدر العراق مستنزفا ارواح ابنائه ومبددا خيراته رضاءً لشهواته المريضة ونزواته الصبيانية.

 وعلى الرغم من حقيقة المقابر الجماعية الشاخصة نجد اليوم من يعاني من عمى البصر والبصيرة يزايد على اهالي الشهداء ويشكك في وطنيتهم وكأن التضحيات العظيمة والدماء الطاهرة والمقابرهم الجماعية التي تفجرت بها ارض العراق في سنين الجدب والقحط ليست كافية لهؤلاء العمي البكم الذين لايعقلون.

من حق العراقيين واسر الشهداء ان تتساءل اين منظمات حقوق الانسان عما كان يجري في العراق وهي تساءلت كثيرا واصدرت البيانات عن مجرم المقابر الجماعية صدام لان اعدامه عرض على شاشة التلفاز؟

 اين كانت الانظمة العربية وفضائياتها التي ما انفكت تذرف دموع التماسيح على مجد صدامي زائف وتتغنى ببطولات كاذبة؟

 يبدو للوهلة الاولى ان المعادلة الظالمة تحاول اعاد نفسها لاقامة مقابر جماعية جديدة بايدي العصابات الصدامية التكفيرية.

 الذين يستكثرون على العراقيين ان يعيشوا بحرية ومن دأبوا على استعباد الاجساد والارواح وادمنوا النيل من المقدسات يعاودون مرة اخرى جائمهم وتطبيلهم ليحاولوا وأد الحلم العراقي لكن هيهات فتلك التضحيات التي حولت العراق الى مقبرة جماعية كبيرة هي اعظم دافع للحفاظ على منجزات الشعب العراقي التي خطها بدمائه.

 تلك المنجزات التي يرتكب الظلاميون اليوم لخطفها ابشع الجرائم لن تتهاوى بعون الله تعالى لان الشعب المساكين والمحرومين افلت من عقاله.

  المجد لشهداء المقابر الجماعية في اي بقعة من ارض العراق الطاهرة.

  المجد لكم ايها الشهداء، ولتنم اعينكم قريرة، فالعراق وتضحياتكم محروسة بعين الله تعالى وبايدي النجباء من اخوانكم الذين اخلصوا للمسيرة الجديدة.

   "ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون" 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17 آيار/2007 -28/ربيع الثاني/1428