العملاق الصيني يواصل النمو ويخترق عالم الفضاء

 شبكة النبأ: من الواضح جدا بان النمو متعدد الجوانب الذي تتمتع به الصين والمتصاعد بخطوات حثيثة سيعزز المكانة القوية والمكتسحة لإقتصاديات الدول الكبرى ان لم يسبب لها ازمات حقيقية ويحملها تنازلات باهضة يمكن رؤية بوادرها منذ الآن على الساحة  الغربية بكل جلاء من خلال نسبة النمو المتصاعدة، وكذلك دخول الصين نادي عرض الخدمات الفضائية وباسعار تنافسية تفرق كثيرا عن تلك التي تفرضها دول نادي الفضاء.

وهذا الراي انما نابع من متحصلات الواقع الذي ينبئ بصعود الصين الى اعلى المراحل التكنولوجية والتنمية والمعلوماتية إضافة الى المقدرة المادية المتكونة من اقتصاد معافى ومستند الى خلفية استثمارية واسعة.

ولم يعد نظام الفضاء مقتصرا على فئة دولية بل ان منافسا قويا هو الصين قد دخل الساحة منذ فترة ليست بالقصيرة والان هذا المنافس يقدم خدمات صنع ونقل وتنصيب الاقمار الصناعية لدول العالم المختلفة.

واطلقت الصين بنجاح قمرا صناعيا للاتصالات محلي الصنع لحساب نيجيريا كما افادت بذلك رويترز نقلا عن وكالة الصين الجديدة( شينخوا).

واضافت شينخوا ان الصاروخ لونج مارش 3- بي الذي يحمل قمر الاتصالات النيجيري أطلق من مركز شيتشانج لاطلاق الاقمار الصناعية في اقليم سيشوان في جنوب غرب الصين.

وقالت ان القمر الصناعي وضع في مداره "بدقة" وسيوفر الاتصالات والبث الاذاعي وخدمات وسائل الاعلام المختلفة لافريقيا طوال الخمسة عشر عاما المقبلة.

وفازت الصين بهذه الصفقة التي يبلغ حجمها 311 مليون دولار في عام 2004 بعد ان تفوق عطاؤها على عطاءات 21 منافسا دوليا مشيرة الى ان هذه اول مرة يقوم فيها مشتر اجنبي بشراء قمر صناعي صيني الصنع وخدمة اطلاقه ايضا.

وقال خبراء صينيون ان القمر سيوفر اكثر من 150 الف فرصة عمل في نيجيريا وسيوفر لمستخدمي الترددات الكهرومغناطيسية والتليفون مئات الملايين من الدولارات سنويا ويوفر خدمة الدخول للانترنت للقرى النائية في البلاد.

وفي سياق متصل ذكر رئيس مجلس الدولة الصيني، ون جيا باو، أن اقتصاد الصين شهد نموا مرضيا خلال الربع الأول من العام الحالي، بيد أنه "لا تزال هناك بعض المشكلات الرئيسية"، فيما وصل إجمالي الناتج المحلى للصين إلى 5.03 تريليون يوان في الفترة نفسها، بنمو 11.1 في المائة. حسب تقرير للـCNN.

ودفعت نسبة النمو هذه بالحكومة الصينية إلى إعلان أنها ستتخذ خطوات عاجلة لمنع تفاقم الوضع والسيطرة على التضخم.

وقال ون إنه خلال الربع الأول من عام 2007، نما الاقتصاد الصيني على نحو مطرد  وسريع، مضيفاً أنه من أجل منع الاقتصاد التضخمي، يتعين على الحكومة  الصينية اتخاذ إجراءات اقتصادية وقانونية فورية، وتدعيم السيطرة على الاقتصاد الكلى.

وأضاف أنه يتعين على الصين الحد من النمو السريع في المنتجات التي تستهلك الكثير من الطاقة، وألا تضيع الوقت في التخلص من وسائل الإنتاج القديمة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الصينية.

وقال المتحدث باسم المكتب القومي للإحصاءات: "إذا تواصل هذا النوع من النمو، فهناك إمكانية إلى التحول لاقتصاد تضخمي.. وهو ما يشكل خطورة على الاقتصاد."

ويثور قلق من أن تعمد السلطات الصينية إلى رفع نسبة الفائدة لإعاقة النمو في ثاني أكبر اقتصاد آسيوي، الأمر الذي قد يتسبب بخسارة في أسواق المال الإقليمية بصورة كبيرة، وفقاً للأسوشيتد برس.

وكانت بكين قد رفعت معدل الفائدة ثلاث مرات خلال العام الماضي، وفرضت إجراءات على الاستثمار في قطاع العقارات وصناعة السيارات وقطاعات أخرى.

هذا وبلغ معدل التضخم في الربع الأول من العام الجاري 2.7 في المائة، مرتفعاً بحدود نقطة ونصف، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما قالت الصين إنها تريد تحافظ على معدل التضخم دون نسبة 3 في المائة، طوال العام 2007، بعد أن ارتفعت بنسبة 1.5 عام 2006.

يشار أن الولايات المتحدة سجلت في العام الماضي عجزاً تجارياً مع الصين بلغ 232.5 مليار دولار، الأمر الذي أثار انتقادات أمريكية عديدة لبكين، لعل أهمها ما يتعلق بالعملة الصينية، مطالبة السلطات الصينية بتعويم قيمتها.

وتواصلت زيادة الاستثمارات بالرأسمال الثابت في الصين في الفصل الاول من العام الحالي مسجلة نسبة 25,3% وفق الوتيرة السنوية كما اعلنت المفوضية الوطنية للاصلاح والتنمية على موقعها على الانترنت بحسب الفرانس برس.

الا ان صدور الارقام الرسمية للاشهر الثلاثة الاولى من العام وسيكشف عنها المكتب الوطني للاحصاءات عن كل اوجه الاداء، في رابع اكبر قتصاد عالمي خلال الفصل الاول من 2007.

وفي الشهرين الاولين من العام الحالي بلغت الزيادة في الاستثمارات وهي المؤشر الرئيسي للاقتصاد الصيني نسبة 23,4%.

وتبذل الحكومة التي تحاول احلال التوازن في نمو الاقتصادي جهودا منذ سنوات لوقف الاستثمارات بالراسمال الثابت وخصوصا في بعض القطاعات التي تشهد مخاطر تضخمية او تعاني من فائض في الانتاج مثل القطاع العقاري.

وفي 2006 بلغت نسبة نمو الاقتصاد الصيني 10,7% ويتوقع الخبراء معدلا اعلى من 10% وحتى نحو 11% للفصل الاول من هذا العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثلاثاء 15 آيار/2007 -26/ربيع الثاني/1428