وتستمر الحياة

تهاني خليل علي النيسر

 في حياتنا التي نعيشها نرى أحداث كثيرة وأمور متشعبة حتى لايكاد العقل يستوعبها في ثوان , مما يجعلنا في مد وجزر بين العقل والقلب  من كل مايدور حولنا من هنا وهناك.

سواء في العالم او في المجتمع أو في أنفسنا , وماهذا الذي يحصل وذاك إلا جزءُ لايتجزء من سرمدية الحياة التي لابد لها أن تستمركما أرادها الله تعالى لها. أياً كانت الظروف وأياً كان الزمان والمكان.

وماعلى الإنسان في هذه الدنيا القصيرة سوى العمل بكل ماأعطاه الله تعالى من نعم وطاقات ولكن ضمن حدود الإيمان الإلهي والوجود المجتمعي المعقول لا إفراط ولا تفريط.

لعل تلك المقدمة البسيطة دفعتني لأحكي لكم غيض من فيض ,, فبالأمس رأيت فلماً مصرياً بالتلفاز بعنوان(الصرخة) أثر بي أيما تأثير, كان يتكلم عن شريحة مهملة من شرائح الحياة وفئة حساسة من  فئاته وهي فئة (الصم والبكم ) من ذوي الاحتياجات الخاصة , كان يصور لنا قدرة الله تعالى في جعل هذا الإنسان بهذه الطريقة ومدى تفاعل المجتمع معه , وردة فعل الناس تجاهه , كان يصور أيضاً طرق مختلفة لاستغلاله سواء في الخير أو الشر.. وكيف يجابه هذا الانسان كل ذلك.

وما ذاك الفيلم بالنسبة لي – على الأقل- إلا نموذج واقعي حي ملموس – وإن كان طبعاً لا يخلو في كثير من أموره من القصور- لأنه من صنع البشر وليس صنع الله تعالى – لكنه بالفعل تصوير  جميل وهادف لما يحدث في  مجتمعاتنا اليوم من ظلم وحرمان وفساد وخصوصاً هذه الفئة (الصم والبكم ) وغيرها من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا حول لهم ولا قوة إلا من رحم الله به في هذه الدنيا.

نعم.. هذه الفئة بحاجة لتسليط الضوء عليها أكثر والاهتمام بها قدر الإمكان حتى تلقى مكانها الملائم في المجتمع وذلك من قبل المسئولين بدول العالم العربي المسلم  أو عبر وسائل الإعلام المختلفة المسموعة منها والمرئية.

نعم ,, إن في الحياة صرخات كُثر شبيه بتلك التي في الفيلم وواقعاً نراه كل يوم في حياتنا ,  كما يقول المثل (كلُ يبكي على ليلاه) لكن ليس لهم إلا الله عزوجل ,, ولعل هذا الأمر يدفعنا أن نطرح بعض التساؤلات حول هذا الموضوع.. علنا نعيد النظر – عزيزي القارىء – في أمور حياتنا من جديد.. من هذه الأسئلة على سبيل المثال لا الحصر:

1-      ما هي حكمة الله عزوجل من وجود فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع؟

2-      وما هي أسباب إعاقاتهم على إختلافها ؟

3-      وكيف يستطيع الناس من لا تتوفرعندهم المساعدات المادي مساعدتهم ؟

4-      ولماذا تعقدت الحياة اليوم في كثير من أمورها؟

كل تلك الأسئلة وغيرها تدفعنا لمزيد من التفكر والعمل فيما هي صائرة إلينا الحياة...

فلتتعلم – عزيزي القارىء- أجيالنا الاستيقاظ في كل لحظة من لحظات الحياة , حتى لاتأخذهم غفلة النوم , ولتكن لهم عبرة وعظة يتناقلونها عاماً بعد عام.. مصداقاً لقول الشاعر:

وإذا نظرت إلى الحياة وجدتها

         عُرساً أقُيم على جوانب مآتم 

*مملكة البحرين

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 11 آيار/2007 -22/ربيع الثاني/1428