رسائل الزيارة المليونية

عبدالامير علي الهماشي

 لاشك أن الظواهرفي المجتمع  التي تستمد زخمها من وحي التاريخ ولاسيما تلك التي ترتبط بشخصيات مقدسة تمثل الهوية لهذا المجتمع..

 والزيارة الاربعينية إحدى هذه الظواهر التي حاول النظام البائد منعها ومحو أثارها من المجتمع العراقي.

 وبمجرد زوال السبب عادت لتنطلق في أول عام بعد سقوطه بزخم مليوني  رائع ومن ثم استمرت خلال السنتين الماضيتين مع هواجس التفجيرات والقذائف الموجهة لشل زخم هذه المسيرة وفي هذا الموسم.

 شهدت المسيرة تدافعا غير مسبوق من الجماهير العراقية لتُسجل أرقاما مليونية  بالرغم من الهجمات الارهابية التي حاولت يائسة خلخلة الزخم الجماهيري لهذه المسيرة التي جاءت وفي وضع يُبشر بنجاح الخطة الامنية التي سميتها خطة (إثبات الوجود) في مقال ((شيعة العراق بين نجاح المالكي وعدمه)) وكذلك جاءت الزيارة مع انعقاد مؤتمر بغداد لتتناغم مع تصريحات رئيس الوزراء في كلمته امام المجتمعين بحق هذا الشعب في تقرير مصيره من خلال الدستور الذي صوتت عليه هذه الملايين بنعم..

جاءت الزيارة المليونية  لتؤكد الاستفتاء ولتؤكد للاخرين انتماء العراقيين الحقيقي لتاريخهم ولحضارتهم.

 واما رسائل الزيارة فهي تقول مايلي:

أولا : إن هذه الجماهير المليونية التي تيسر لها المسير على الاقدام باجواء سلمية تعكس وجها حضاريا لها قللما نُشاهدُ نظيره وبهذه الاعداد دون مشاكل فيما بينها وبين الاخرين بالرغم من الاعتداءات التي تحاول تعكير الاجواء.

 ثانيا: كمراقب للاحداث أرى أن هذه الزيارات قد قتلت كل المشاريع التآمرية منذ مجيء البعث حتى يومنا هذا من تغيير الهوية وطمسها.

 ثالثا: وأرى أن هذه المسيرة المليونية سوف تُعيد النظر كثيرا بمن يُحاول أن يُعادي هذه الملايين الهادئة حتى هذه اللحظة لانها اختارت طريقا تُجد فيه الصلاح للجميع.

 تلك الجماهير التي تنادي لبيك ياحسين لبيك ياحسين فهي تختزن في داخلها الروح الحسينية التي تأبى الذلة والظلم.

رابعا: وأرى أن هذه المسيرة قد قالت للوفود التي حضرت بغداد أنكم مازلتم لاتودون قبول الحقيقة وتسعون لاعادة عجلات الزمن الى الوراء وأن هذه الملايين قد تحررت من سجن الطاغية ولن تعود الى سجن آخر مهما بلغت التضحيات.

 خامسا : إن هذه الملايين تريد أن ترسخ مبدأ انتصار الدم على السيف من خلال هذه المسيرات المليونية وليسأل المراقبون ما الذي يمنع هذه الملايين من فعل آخر رغم كل هذا الاستهداف.

 سادسا: هذه المسيرة تعبر عن استفتاء عفوي لقادتها التي تشارك معهم شعائرهم ورغم كل المؤامرات التي تهدف الى شق الصفوف.

سابعا: لقد قالت هذه المسيرة المليونية للعالم أجمع أن هذا الشعب التي يتزاحم لاكرام الضيوف وتقديم كل الخدمات هم أبناء العراق الاصيل وأن ثقافة قتل الانسان هي من صنع الاخرين وليس من انتاجنا..!!!

ثامنا: إن رسالة المسيرة تقول للدوائر التي تدرس الظواهر الاجتماعية للعراق والتخطيط لرسم مستقبل آخر للعراقيين إن مشاريعكم ستولد ميتة إذا ما مست حدودنا التي اخترناها!!!

تاسعا :الرسالة المليونية تقول أننا لانخفي شيئا ولن نعادي أحدا إلا إذا!!!

 عاشرا: الرسالة الاخيرة تقول ابحثوا عن حالة الوئام مع هذه الجماهير المليونية التي تسير مئات الكليومترات من شمال العراق وجنوبه غير آبهة بما ينتظرها من خفافيش الظلام أعداء الانسانية.

 لاتعادوا هذه الجماهير الهادئة فقد تزلزل الارض من تحت أقدامكم  إذا ما شعرت أن هناك من يُريد النيل منها و شعارها  والله لاأعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولااٌقر إقرار العبيد منهجا تتحرك به.

  وأخيرا احذروا أحذروا من غضب هذه الجماهير الحليمة ولاتحاولوا استعداءاها فقد تخسرون كل ما تخططون له!!!!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 13 آذار/2007 -23/صفر/1428