بسبب الفقر والارشاد التربوي الخاطئ: اكثرمن نصف الشباب السعودي يعانون مشكلة التطرف الديني

 

شبكة النبأ: في دولة تعد من اغنى الدول ولديها فائض سنوي يقدر بمليارات الدولارات يوجد هناك الكثير من مشاكل الفقر والاهمال التربوي الذي يؤدي الى استغلال الشباب من قبل كبار التطرف الاسلامي واصحاب النهج الوهابي المتشدد ومن ثم استقطابهم لتنفيذ مآرب تكفيرية الغرض منها فرض رؤية متطرفة توصم الاسلام بالعنف وسفك الدماء وهو ما يعد تشويها للقيم السمحاء والتعاليم السامية للدين الحنيف.

واعتبر 57،41% من عينة من الشباب السعودي ان مشكلة التطرف الديني التي ظهرت في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية تعد من ابرز المشكلات التي تواجه جيل الشباب الحالي.

وأكدت الدراسة التي قام بها الدكتور عبد العزيز بن عبد الكريم المصفى والدكتور عبد العزيز بن جمال الساعاتي من جامعة الملك فيصل بالاحساء (شرق) أن الشباب في المملكة يعانون عدة مشكلات وصفت بأنها أزمة تواجه جيل المستقبل. حسب تقرير نقلته(يو بي اي).

واعتبرت الدراسة أن 74.88% من الشباب يرون أن المشكلات الاقتصادية كضعف الدخل المادي لأسرهم وعدم توافر الوظائف هي اكثر الأزمات التي تواجههم مقابل 47.36% منهم اختاروا المشكلات الأسرية و56.13% اختاروا المشكلات الجامعية و60.09% اختاروا المشكلات الاجتماعية.

وأكد 57.41% من أفراد العينة أهمية المشكلات الدينية كالاتجاه إلى العنف لحل المشاكل وعدم إلمامهم بالواجبات الدينية وعجز القائمين على المساجد في تبني قضايا الشباب المعاصرة.

وجاء 45.44% من أفراد العينة من المستوى الاقتصادي الأقل من المتوسط و41.75% من المستوى المتوسط و12.81% من المستوى العالي .

وأجريت الدراسة على نحو 4670 شابا من عمر 18 إلى 24 سنة من مختلف التخصصات العلمية والأدبية في الجامعات وطلاب الثانوية العامة والفنية والتجارية وكذلك موظفي ومعلمي الدولة والقطاع الخاص وغير العاملين في بعض المدن والمحافظات .

على صعيد آخر قال عضو «لجنة مناصحة المتشددين» التابعة لوزارة الداخلية السعودية الشيخ صالح بن غانم السدلان إن %90 من الموقوفين من معتنقي «الفكر الضال» أعلنوا توبتهم وندمهم على ما أقدموا عليه.

وأوضح السدلان في تصريح لصحيفة «الوطن» ان «احد الموقوفين ابدى رغبته في عدم اعادته إلى السجن الجماعي لخوفه من تلقين بعض السجناء له الفكر المنحرف حيث يلقنون بعضهم بعضاً».

يشار الى ان السلطات السعودية تستعمل عبارتي «الفكر الضال والفكر المنحرف» للإشارة الى جماعات التكفير وتنظيم القاعدة.

واشار السدلان ايضاً الى ان الدولة تعمل على اعادة الموقوفين الى الحياة الدراسية والعملية بعد الإفراج عنهم.

بدورها كشفت صحيفة الرياض السعودية عن اصدار قيادات الدولة قرارا بإبعاد المدرسين الذين يحملون فكرا متطرفا عن التدريس حتى لا يؤثروا في افكار الطلبة.

وذكرت صحيفة انه صدرت موافقة المقام السامي الكريم على قرار مجلس الخدمة المدنية بشأن معاملة الموظف المشمول بلائحة الوظائف التعليمية الذي يرى وزير الداخلية او الوزير المختص ابعاده عن سلك التعليم لأسباب موجبة ومنها ابعاد من يحمل افكارا متطرفة.

وأوضحت الصحيفة ان القرار يتضمن نقل المدرس الذي يحمل افكارا متطرفة من وظيفته التعليمية الى وظيفة غير تعليمية تتوافر لديه شروط شغلها بعد تصنيفه وظيفيا وفقا للقواعد التي تتم بها إعادة تصنيف الموظف.

وأشار القرار إلى انه في حالة تعذر النقل إلى وظيفة غير تعليمية ذات مرتبة مناسبة يحال الى التقاعد بعد موافقته اذا كانت خدماته تتيح له الحصول على معاش تقاعدي أو ينقل لوظيفة ذات مرتبة اقل في الجهة التابع لها و جهة اخرى.

وطالب القرار وزارة التربية والتعليم بضرورة التنسيق مع وزارة الخدمة المدنية لوضع الضوابط والاجراءات التنفيذية التي تكفل حسن تطبيق هذه القواعد بما في ذلك تحديد الحالات التي تعتبر (أسبابا موجبة) للنقل من الوظائف التعليمية الى وظيفة غير تعليمية.

يذكر ان السعودية تبذل جهودا منذ عام 2003 لمحاربة الأفكار المتطرفة والارهاب بعد ضغوط امريكية وتقارير دولية انتقدت النهج التكفيري وطغيان التطرف، من خلال اعادة النظر في مناهج التعليم والارشاد التي غالبا ما يطغى عليها النهج الوهابي المتشدد المتنفذ في المملكة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 19 آذار/2007 -29/صفر/1428