حتى لا تكون مجرد شعارات جوفاء

تهاني خليل علي النيسر*

 (نظفوّا العالم للبيئة ) شعار رفيع المعاني جميل البيان يردده البيئون في كل عام تزامناً مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي، ولكن هناك ملاحظات  حول هذا الشعار:

منذ متى والبيئون وأمثالهم يرددون في كل عام مختلف الشعارات – التي في أحيان كثيرة – لاتسمن ولا تغني من جوع!!

أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا الشأن وتستوقفني بين الحين والآخر تحتاج منا لوقفة حاسمة منها على سبيل المثال لا الحصر:

هل نحن فعلاً نستشعر هذه المناسبات الاحتفالية التي تقيمها منظمات وجهات مختصة في العالم؟ وهل يتم تطبيق تلك الأمور على واقع دول وشعوب تلك المنطقة في كل عام بحيث يحدث تغيير جذري فور كل مناسبة؟

إن ما يحدث في العالم اليوم من مآسي وحروب وكوارث طبيعية منقطعة النظير في شتى أنحاء المعمورة أمر جد خطير يتطلب منّا تحركاً آنياً ذا وعي مدروس وخطط استراتيجية متقنة بعيدة المدى..

 يتطلب منا وضع أيدينا على الداء قبل أن يستفحل المرض في جميع مناحي الجسم الأرضي للعالم.

إنها صرخة من الأعماق يجسدها قوله تعالى: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) والتحرك الذي ننشده كأشخاص ليس بالضرورة يكون بالقوة المادية وإنما حتى بالقوة المعنوية وذلك أما عن طريق كلمة الحق أو الموقف الجاد أو الاستنكار القلبي أو الدعاء الالهي الفعلي، فالمهم أن تكون هناك خطوات جريئة على الدرب تنير دياجير شعوب العالم التي ترزخ تحت ضغط حكامها وظروفها وفسادها وواقعها المأساوي في كل يوم يمر عليها دون حسيب لها أو رقيب إلا من رحم الله به في هذه الدنيا.

ان ما تتعرض له البيئة اليوم من فساد وتدمير لهو جد خطير يهدد أمن البشرية جمعاء، وذلك لأن حماية البيئة اليوم مسئولية عهد الله بها الينا لنحميها ونحسن اليها ونستغلها أحسن استغلال بما يعود بالفائدة والجمال والراحة على الفرد والمجتمع على حد سواء، مصداقاً لقوله تعالى: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولاتبغ الفساد في الأرض إن الله لايحب المفسدين).

إن ما تتطلبه منا البيئة اليوم حمايتها من أخطار جمة تهدد حياتها في العالم اليوم.

وبالتالي فإن مسئولية المحافظة على البيئة تقع على عاتق الجميع أياً كان وفي مقدمتها وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة من خلال تكثيف البرامج التوعوية التربوية الهادفة لهذا الأمر.

وعوداً على بدء، فإن شعار ( نظفّوا العالم للبيئة ) ينبغي أن يكون موافقاً ظاهره لباطنه لا أن يكون ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، بمعنى أن يكون مجرد ترديد شعارات جوفاء نظرية دون أدنى تطبيق لها.

إنما علينا جميعاً – أفراداً وجماعات – في مؤسسات الدولة وقطاعاتها – الرسمية منها وغير الرسمية – أن نعمل معاً على غرس كل منا شجرة في موقعه الوظيفي لنعيد للبحرين وجهها الأخضر، لأن يوم البيئة بالنسبة لنا فرصة لتوحيد الجهود والأفكار، وكذلك تجديد الولاء لبيئة الوطن.

واننا مازلنا نقدم جهودنا وعطاءنا لتحسين الموضوع البيئي في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة، كما أنها أيضاً فرصة للبيئيين لإبراز قضاياهم عبر وسائل الإعلام المختلفة وتفعيلها على الواقع المعاش ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ( ويد الله مع الجماعة) فهل نحنُ فاعلون؟؟!!

*مملكة البحرين

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 آيار/2007 -12/ربيع الثاني/1428