السعودية دولة التطرف المذهبي

بقلم: د. وليد سعيد البياتي

 الاقنعة:

   مسكين ذلك الشعب العتيق في شبه الجزيرة العربية، فقد اوقعه جهل حكامه بين مطرقة التاريخ الاسلامي العريق وجاهلية التطرف الوهابي، والحقيقة انه ليس لقبائل شبه الجزيرة العربية اي فضل في نشر الفكر الاسلامي بقدر ما لهذا الفكر الالهي من فضل في انتشال الانسان من قيعان الجاهلية ليسمو به الى علياء النور الالهي.

 ولما كان للعقيدة الاسلامية ذلك الاثر في تاريخ القبائل المتناحرة التي لم تتمكن من الافادة من القيم العليا للاسلام ففضلت الانكفاء فأن هذه القبائل بقيت تتعامل  والفكر الاسلامي من باب المصلحة الذاتية، ومن هنا فأن عملية للتطور والانتقال بالفكر الاسلامي من حالة الركود التي حالة التطور والاستنهاض جائت من خارج شبه الجزيرة العربية، فمعظم العلماء كانوا من العراق ومن بلاد فارس والشام،  بل ومن شمال افريقيا وفي بعض الاحيان من الاندلس، وذلك بسبب الانكفاء الذي ذكرناه، ومما يؤسف ان تنتهي مدرستي مكة والمدينة في الفقه والتفسير بعد تصلت الحكام والطواغيت الذين تسموا بالخلافة في العصرين الاموي والعباسي وبعد ذلك ما عرف بخلافة الدولة العثمانية.

 وهكذا فعندما ظهر ابن عبد الوهاب ( يهودي الاصل) في الجزيرة العربية بعد ان انكره علماء زمانه من اصحاب المذاهب لجاهليته الفكرية كما انكروا استاذه في التكفير والتجسيم ابن تيمية من قبل، لم يجد في ارض الجزيرة من يرد عليه فالفقهاء كانوا في العراق والشام، والجزيرة ارض تتسم بالنظام القبلي اولا وآخرا، فوجد ضالته هناك بعد التنسيق مع حكومة جلالة الملكة كما كانت تعرف به بريطانيا.

 فقد وجد كل من ابن سعود و ابن عبد الوهاب انه لا شيء افضل من لبس القناع الاسلامي للسيطرة على القبائل العربية، ولا شيء افضل من استغلال تسامح العقيدة الاسلامية للعمل من اجل الوصول للحكم، فتم استغلال الجهل الشعبي العام في الجزيرة لمزيد من تجهيل الناس ولاخماد أيه محاولة للتطوير الفكري.

من ظلم التاريخ ان يأتي من ينسب لنفسة مساحة من الارض وكل مناقبه انه يحمل كما هائلا من جاهلية العصر القديم وأن تمرغ بكل العطور العصرية، فأبن سعود قد سرق التاريخ والارض بأسم الدين في حين انه حتى الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله الاطهار لم ينسب الى نفسه الشريفه لا الارض التي ولد عليها ولا تلك التي صارت محل هجرته، ويثرب التي صار اسمها المدينة كان يطلق عليها المسلمون تحببا اسم ( مدينة الرسول) إيفاءا للدين لذلك الانسان العظيم.

وهكذا نجد ان كل من ابن سعود وابن عبد الوهاب قد امتطى مطية غير مطيته ولا تصلح له وتمنطق بغير سيفه، ومن اجل الوصول الى مبتغاه وضع قناع الاسلام، ولبس عباءة العروبة وهو بعيد عن كليهما.

منهج التطرف والحقد على أهل البيت عليهم السلام:

لم يكن منهج الحقد على آل النبي عليهم السلام مجرد نتاج لحدث تاريخي، بل انه نتاج لصراع عقائدي، فكل الذين هاجموا البيت النبوي الذي طهره الله من الدنس، كل هؤلاء تبنوا عقيدة جاهلية، تمظهرت مرة بمظهر الخلافة فيما عرف بمدرسة الخلافة، ومرة بصورة العربي الذي رفض التخلي عن جاهلية المنهج في التعامل مع متغيرات الحدث التاريخي, ولقد اتسم التطرف المذهبي لدى مدرسة الخلافة بالتجني السافرعلى العقيدة الاسلامية طعنا في أهل البيت عليهم السلام وفي شيعتهم ومواليهم.

 فمنهج الاقصاء وابعاد الذرية الصالحة عن اي منصب سياسي خلال ما يعرف العصر الراشدي (الخلفاء الثلاثة الاوائل، اما امير المؤمنين علي بن ابي طالب فاني من الناحية التاريخية اصنفة لوحده) الذي تكرس في منهج القتل والتشريد عصر الدولة الاموية ثم العباسية بعد ذلك، ولا خلاف ان فقهاء مدرسة الخلافة في هذين العصرين لم يتبنوا فقة أهل البيت مع ان كلهم تتلمذ على يد الامام جعفر الصادق عليه السلام او على احد تلامذته لكنهم ومن اتى بعدهم نبذوا مذهب استاذهم الصادق عليه السلام.

 وعندما ظهر عبد الحليم ابن تيمية تبنى فكرة نقض وتكفير كل من لم يتبعه, ثم اعلن في الكثير من كتاباته مبدأ تكفير الشيعة والطعن في مذهب أهل بيت النبوة من غير وجهة حق، وقد سار ابن عبد الوهاب على نفس النمط الكريه متفقا في ذلك مع ابن سعود ليشكل احدهما الانحراف الديني والثاني الانحراف السياسي.

ويمكن للباحث ان يجد بسهولة ذلك التشابه بين قيام دولة ابن سعود والدولة الصهيونية في اسرائيل، مع ملاحظة أن آل سعود انفسهم يعترفون بأصولهم اليهودية، والشواهد والوثائق التاريخية اصبحت تتداول بسهولة عن طريق الانترنيت مما لا يترك مجالا للشك.

 وقد كتبنا والكثير من الاخوة الباحثين حول هذا الموضوع مدعمين كل ذلك بالوثائق من مصادرها الاصيلة. واليهود كما عرب الجاهلية يدركون ان محمدا صلى الله عليه وآله الاطهار هو من نقض كل من العقيدة الجاهلية كما جاء بالشريعة التي نسخت شريعة موسى عليه السلام، ولهذا نجد ان من حارب الاسلام هو العقيدة الجاهلية والفكر اليهودي فكلاهما شريكان في الجريمة، من جانب آخر فقد شهدت حركة التاريخ تقاربا موضوعيا بين الجاهلية واليهودية في سعيهما لمحاربة الفكر الاسلامي الاصيل،  وقد سعى اليهود الى التقرب لكل من تبنى فكرا اسلاميا منحرفا فحاولوا تمجيده وطرحة في الساحة الفكرية باعتبارة يمثل الشكل الاسلامي الوحيد، والوهابية تمجد العلاقات مع اليهود ولا ننسى مفتي الوهابية القرضاوي في هذا الموقف وعلاقاته المشبوهة باليهود التي تحدثت عنها الصحف ووسائل الاعلام وخاصة بعد الزيارة الشهيرة لبيريز الى قطر التي هي الاخرى احد معاقل الاتجاهين الوهابي واليهودي في آن والصورة ليست غريبة على القرآء والمتصفحين على الانترنيت وقد نشرتها العديد من المواقع وسنكشف في بحوث قادمة تفاصيل علاقة اليهودية بالوهابية.

ويحق لنا ان نسأل شيخ الوهابية القرضاوي (ربما يعود نسبه للقوارض) هل غسلت يديك بعد مصافحة حاخامات اليهود ام ان ابن عبد الوهاب قد حكم بطهارتهم، فاذا كان الامر كذلك فلماذا تتعبون آذاننا بالحديث عن ضرورة تدمير اسرائيل؟؟ ربما يقول البعض ان القرضاوي ليس سعوديا بل شيخ مصري يسكن قطر! والداهية ان هذا القرضاوي لم يكتفي بانه طرد من الازهر، بل انه تخلى عن ابي حنيفة لصالح ابن عبد الوهاب. وبالتأكيد فان السعودية (معذرة الجزيرة العربية) وقطر (دولة الفيل المترهل) تهتم اهتماما كبيرا بنتاج التطرف من امثال الضاري والقرضاوي لانهم يمثلون الاتجاه المنحرف في الفكر الاسلامي وهو ما تبحث عنه السعودية وتموله لنشر كل ما هو مضاد لفكر وعقيدة اهل بيت النبوة الاطهار عليهم السلام. فالسعودية مثيلة اسرائيل انشاها اليهود ووضعوا مفاتيح الكعبة بين يدي حكامها ليتم تمويل الانحراف الديني من داخل المركز الاسلامي (الكعبة المشرفة والمدينة المنورة) ولقد ذكرت في محاضرة سابقة انه لو وجدت السعودية تبريرا لهدم الكعبة والتخلص منها لفعلت وهي التي هدمت كل التاريخ الاسلامي بحجة حرمة بناء القبور حسب فتاوى الوهابية التكفيرية.

بل ان لدينا من الصور والوثائق التي حصلنا عليها من مصادرها الاصلية والتي حاولت السعودية انكارها وكلها تكشف تاريخ ابن سعود اليهودي بل وشجرة العائلة التي ينتسبون اليها، كما سنجري مقارنة بين العقيدة اليهودية والعقيد السلفية الوهابية وسنضع امام القاريء نقاط وخطوط التشابه بل التماثل الكامل.

فظهور ابن سعود وقتها وحكم ابناءه واحفادة لم يكن اعتباطا، ولم تضعة الحكومة البريطانية في هذا الموضع من اجل لاشيء. والتاريخ السعودي مليء بالتجاوزات بحق الشيعة وليس آخرها منع رئيس الوزراء العراقي المنتخب السيد نوري المالكي من دخول السعودية التي تستقبل يوميا زعماء الارهاب من امثال الضاري والجنابي والدليمي، ومن هنا يجب ان يكون الرد الحكومي العراقي ردا مباشرا عن طريق التعامل بالمثل وايقاف اية علاقة من الدولة الوهابية، ومما يؤسف له ذلك التبرير الواهي للدكتور الدباغ والذي لايقنع طفلا في الابتدائية فكيف بالمفكرين والاعلاميين ورجال السياسة. 

*المملكة المتحدة – لندن

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 آيار/2007 -12/ربيع الثاني/1428