اصدارات جديدة: مجلة كتابات معاصرة ومتعة الإيديولوجيات

شبكة النبأ: حفل العدد الجديد من (كتابات معاصرة) بالعديد من المواضع.

كتب رئيس التحرير إلياس لحود (الهامش وترميم الأصل): الثقافة والسياسة وجهان لعملة مغشوشة واحدة؟.

* رغم (هويتنا)، تحاول الثقافة عندنا بقوة تأسيس هويتها ومأسستها، هنا خطورة السباق العملي للنخب ومشتقاتها في المحيط والهوامش الإيديولوجية. أنساق البنى الثقافية غير مفروزة عن السياسي لدينا. باختصار: (السياسي العربي) يساوي السلطة، الثقافي تابع كالعادة.. الثقافي ملحق أو ضحية اعتقال أو مشروع إلغاء، السلطة (الرسمية) تستحوذ على المشهد كله وعلى الأدوات والممثلين بعد المخرجين. بعض الثقافي يتواطأ. ينافق حتى ضد ذاته. يبرر. يفسر بحمق ولا يؤول بعمق. يتآمر وهو يئن أنيناً جاهزاً من (نظرية المؤامرة) من مئات السنين الصوتية ونحن ضحايا (المؤامرة). نعطل أوقاتنا بصرفها في بورصة... المؤامرة. قلت علينا أن نبرع في اختراع مؤامراتنا لكي نطرد من تسلياتنا المجانية نظرية المتآمرين علينا، مجتمع مترام تمتصه المؤامرة- السيدة المؤامرة منه على نفسه ومن الآخر؟!

* السياسة تستحوذ البرامج، المشاريع، المؤسسات (منذ ما بعد الاستقلال) وكذلك الأدمغة غير السياسية، أقصد المسيسة، السياسة في بلداننا (المكموشة والمفلوشة في آن) سلطة (مبوشقة) والثقافة مشروع سلطة (عصفوري)، فاشل أو غاشم أو غبي في كل الأحوال متحامق لأنه يقبل بمبدأ المشاركة مع سياسي ديماغوجي انتهازي، متملقاً مسايراً مهادناً حيث واجب الصراع، محارباً حيث لا تدعو الحاجة. وغالباً بعد فشل تملقه ومحاباته وتلوثه في السمسرات الثقافية و... (براعته) في إعطاء هذا كتابة على الحساب يسددها لنا هذا وذاك على الحساب المفتوح أو الذي يفتح...

* طبقة المثقين العرب (اليوم تساير أكثر مما تحاور... تتحذلق مع شبهائها وتتملق مع السياسيين محدودي الثقافة بارعي الالتزام بالنظام الواحد، الذي يتوسل الديمقراطية والحرية والخدمات والمشروعات وحتى العلوم والجامعات والصحف والحقول الثقافية والفنية والعلمية لتأييد استمراره في الأبناء بعد الآباء على طريقة الأجداد الأحفاد الميراثية المشهودة، بدءاً من مسرودات تاريخ الطبري وحتى ما بعد منقودات (جيل الجابري) الظاهرة والباطنة. عندنا نظام واحد للأنظمة جميعاً رغم اختلاف الشكليات. هل ثمة فارق بين كاتب أو فنان جمهوري أو ثوروي أو ملكي.

في الثقافة أيضاً نظام واحد للثقافة العربية رغم الفوارق الطرائقية والأسلوبيات. لبنان استثناء نافر وحيّ تتم المحاولة لتدمير التمايز الطليعي الثقافي) فيه قبل تدمير نظامه (السياسي الديمقراطي أو ثلاثة أرباع الديمقراطي) ومنظومة بنياته التكوينية. لست معجباً شفاهياً باللغة الإنشائية التي كانت تمتدح، عربياً ولبنانياً، هذا النموذج المتفرد.. ولكن بعد ما يحدث، منذ سنتين خصوصاً في لبنان، تأكد أن هذا النموذج كان منذ التاريخ الغابر وسيبقى رغم المخاطر، لأن الثقافة هنا رغمنا تتجاوز السخافة. والسياسة كما تفهمها أنظمتنا وتمارسها بشعارات (الديمقراطية والحرية و..) تبدأ من اعتبار الثقافة سخافة: (التثقيف) سخيف حتى يثبت تواطؤه مع ألعوبانية السياسي وأفعوانيته (بمعنى حربائيته) لا مع المسؤول المتخصص. الوطني. المضحي. المناضل في سبيل العامل في الحقل الاجتماعي. الاقتصادي الفكري التربوي.

في ملف/ النص الخالد: النص المفتوح نطالع لكارلوس فوينتيس (في مدح الرواية: انتصار التصوير النقدي) وللناصر عمارة نقرأ (التأويلية وفتح النص / مشروع إنقاذ المعنى الغربي) ولعصام شرتح نقرأ (النص المفتوح وأمبرتوأيكو).

في ملف / فلسفة للقيم: تطهير بالمقدس نطالع (المفاهيم الفلسفية كقيم دينية/ تأسيسات أفلوطين) للباحث بن دنيا سعدية سعاد ولمحمد حيرش نقرأ (فلسفة للقيم والعدالة/ الفلسفة الألمانية الحديثة والعلاقات الدولية) وللهادي العيادي نقرأ (إنموذج النبي المتألم في الكتاب المقدس).

في ملف متعة الأيديولوجيات نطالع لبوخريسة بو بكر (الإيديولوجيات/ الموضوعانية) يرى فيها الكاتب ان إحدى الصعوبات الجوهرية التي يواجهها البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية؛ والتي تترك أثرها البليغ والجلي في كل محاولة لإيجاد حل ذكي لمشاكل اجتماعية ملحة، تتمثل في أنه يوجد في الواقع المعيشي عدد لا متناهٍ من المتغيرات أو المقولات التي ترتبط بقوة فيما بينها. هذا يعني أنه يصعب الفصل بين أسبابها وآثارها. وعليه وبالقدر نفسه، يمكن توفر نظريات، تأويلات أو مؤلفين يصوغونها.

وهكذا، فإن خطة البحث والفعل العلمي تنتشر أمامها عقبات، نتيجة الأخطاء والهفوات الفردية والإيديولوجية. ويترتب على ذلك أن البعض، إن لم نقل الكثير من الدارسين وأشباه الباحثين، يفضلون العزوف عن هذه المحاولة، مدعين أن كل علم اجتماعي (موضوعي) هو قضية مستحيلة، وأن طبيعة هذه المشاكل (الاجتماعية) تجد حلولها في نهاية المطاف وفق مقاييس سياسية وتتمثل العقبات، في وجه المعرفة العلمية و/ أو الموضوعية، فيما يلي:

إشكالية الإيديولوجيات

العلوم التاريخية والعلوم الإنسانية ليست (مثل العلوم الفيزيائية والكيميائية) دراسة لجملة من الحوادث الخارجية عن الأفراد أو العالم الذي تؤثر فيه أفعالهم، هذا من جهة، بل بالعكس، إنها دراسة هذه الأفعال ذاتها، بنيتها والدوافع التي تحركها والتغيرات التي تطرأ عليها، من جهة ثانية. ونظراً لكون (الوعي) ليس سوى جانب من مظهر واقعي، لكنه جزئي من النشاط الإنساني، فالدراسة التاريخية ليس من حقها الاكتفاء بالظواهر الواعية، بل يجب عليها أن تربط النوايا (الواعية) للفاعلين في التاريخ بالمعنى (الموضوعي) لسلوكاتهم وأفعالهم.

إن سيرورة البحث العلمي لا يجب أن تثير المشكلة المزيفة للموضوعية. فأثناء عملية البحث العلمي، يكون تدخل الباحث في عملية التأويل (شبه – مطلق) بينما يكون محدوداً جداً في أثناء جمع المعطيات الحقلية. لكن يجب الاعتراف هنا أن الواقعة لا تحمل أي معنى بمفردها؛ ذلك أن الموازاة بين التدخل المحدود والحدث بلا معنى، لا تمثل سوى هذيان.

وكتب يوسف بن عدي (تحولات الفكر المغربي/ منطق الفلسفات أو خطاب الإيديولوجيات) وللباحث عبد الوهاب بو شليحة نقرأ (إيديولوجيا الأنوثة) ويكتب علي سالم (الأيديولوجيات وإسقاط المفاهيم المسبقة) ونطالع للباحث أحمد طالب (البطل: الجمال الفني والواقع الإيديولوجي).

في ملف علم مستقبليات (الأنا الآخر)

كتب أحمد بوزيان (الأنا الآخر والخطاب الصوفي) وكتب العربي ميلود (نحو علم مستقبليات) ولحسن عجمي نقرأ السوبر حداثة: الكون موسيقى أم كومبيوتر أم كائن حي ونقرأ للباحث غليفورد غورتز (الدين موضوع المستقبل/ الصراعات والاختلافات والمَفْهَمة الجديدة) رأى فيه:

ان على العلوم الاجتماعية أن تهتم بوصف ظهور الصراعات الدينية في الدول الجديدة والعالم الثالث، والجنوب المعولم وتحليلها، أو أي صيغة نروم استخدامها حالياً لتسمية دول آسيا وإفريقيا الهشة والدول المتراجعة لأمريكا اللاتينية علاوة على هجرة أفراد تلك الشعوب وعائلاتها باتجاه دول أوروبا وأمريكا المتقدمة وذات الاختلافات الثقافية الضئيلة وحيث نشأت الحروب والصراعات، كما عليها أن تتفادى الحديث عن نزعة عامة موهومة نحو العلمنة وتراجع العقيدة. فنحن نجد من جهة إخفاقاً شبه عام للقومية في تجاوز الاختلافات التقليدية واحتوائها داخل البلدان التي شرعت في التخلص من التراث لدى أكثر من مائة وثلاثين دولة بين 1950 و2000، كما نجد من جهة أخرى تخطي تلك الاختلافات لحدود البلدان وارتقائها إلى المسرح العالمي بوصفها قوى شمولية إن هذه الوضعية المتحولة تقتضي منهجاً جديداً في الوصف والتحليل والتقويم. وفي الواقع، فهي تستوجب مفهمة جديدة للدين ولدوره في المجتمع بوصفه ديناً. ولئن لم يبد الاعتقاد والالتزام الديني أي دليل على الضعف، بل إنهما على عكس ما يُعتقد، اكتسبا قوة بقدر ما يزداد تشابك المعتقدات كثافة وحجماً، عندها تتمثل مهمة المحلل لا في الوصف، أي في قياس تمشً (موضوعي) بالعقل على غرار العلمنة بل في الوصف، أي تأويل تمش (ذاتي) على غرار (إنتاج المعنى) ومن أجل الخير والشر، فإن بناء رؤى العالم انطلاقاً من تصادم الحساسيات (وبناء الحساسيات انطلاقاً من تصادم رؤى العالم: التمشي دائري) هو الذي يجب إبرازه وفهمه.

وكتب محمد الجوة المذاهب الفلسفية في الفكر العربي المعاصر.

في ملف / التفكيكية، اللسانية، السيميائية: نقد مصطلح التلقي العربي كتب يوسف وغليسي (الانتشار، الآنية والزمنية في الثقافة التفكيكية العربية) .

وكتب سليم الشريطي (في المصطلح السيميائي/ التشاكل مثالاً) ونقرأ لديزيره سقال (التفكيك والدراسة التفكيكية / مصطلح الفوضى والغياب) ونقرأ لابن نكاع بن دهيبة (جمالية التلقي/ التأصيل ومصطلح التلقي) وكتب إلياس الحايك (فلسفة تطور العربي الفصيح / الحديث) فيما كتب شريط سنوسي القراءة والتأويل / مصطلحات التلقي والمشاهدة)

ضم العدد أيضاً ملف القصة القصيرة ونصوص وديوان كتابات معاصرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 13 نيسان/2007 -22/ربيع الاول/1428