ماذا فعلت لنا الحكومة!!!؟

عبدالامير علي الهماشي

  يتحدث المواطن في الدول الاوروبية والاسكندنافية خصوصا عن الطقس كمفتاح للحوار  مع الآخر إذا ما حاول أن يبدأ علاقة أو حاول تقضية الوقت والفراغ وهو ينتظر الباص أو ينتظر في محطة القطار أو خلال رحلة المترو التي تستغرق وقتا طويلا بدلا من أن يقرأ الصحيفة اليومية مثلا أو كتابا بين يديه.

أما لماذا الطقس دون غيره فهو يمثل قاسما مشتركا بين الناس لاهميته ولتقلبه طوال ساعات النهار وقد يجد اتفاقا نحوه على خلاف القضايا  الاُخرى وهو ما لايحاول المواطن الاوروبي أن يفعله للوهلة الاولى.   

أما في العراق فالامر مختلف تماما فلا حاجة لذلك فعبارات التهكم والشكوى من الاوضاع السياسية والاجتماعية هي مفتاح الحوار مع الاخر أيا كان ذلك الاخر، وهكذا تجد هذه الحالة مع سائق الاجرة وعند ركوبك الباص (الكية) وعند الوقوف مع بعض الشباب أوعند زيارة الاصدقاء.                               

وقد لايكون هدف الحوار هو الابتداء بعلاقة  طويلة لتستمر بين إثنين  كما هو الحديث عن الطقس في الدول لاسكندنافية حيث أن الخجل والانغلاق لايدفع إلا  الابتداء بالطقس الذي قد ينتهي عند هذا الحد أو يستمر حسب تقبل الاخر، أما المواطن العراقي المنفتح والباحث عن الاخر وعن الارتباط به ومعرفة ما يدور في خلده وخصوصا إذا ما واجه الاحاديث بالصمت فيبادره علام سكوتك!!؟فقد لايروق لنا سكوت الاخر ونحن المتحدثين بصوت عال والمطلقين لافكارنا ومعلوماتنا في الهواء الطلق ومجانا لانأبه بمن حولنا واليوم نحن في زمن الحرية والتعبير عن الذات المكبوتة الخارجة من سجن ال_نعم_ للطاغية الى حرية الانتقاد للحكومة.

والكل يشترك في انتقاد الحكومة الحالية أو الحكومات التي جاءت بعد التغيير بعد أحداث التاسع من نيسان وانتقال الحكم الى العراقيين وقد ازدادت وتيرة وحدة الانتقادات لحكومة الجعفري وها هو الامر ذاته مع حكومة المالكي في ظل قوة الاعلام المضاد التضليلي وتلقي الامة للمعلومات الكاذبة أو الخاطئة والترويج لها كقناة ناقلة لكل ماهو محبط ومخوف مما هو قادم.!!!                                                                     

وقد تكون بعض هذه الشكاوى مبررة لاخفاق في أداء المؤسسات الحكومية الخدمية والامنية وهذا مما لانقاش فيه لإننا لانريد أن نحمل المواطن أعباء جميع الاخفاقات سواءا كانت عن طريق سوء التقدير أو غيرها ونبرر للمسؤولين وللمؤسسات الحكومية ذلك.                                                                                    

وقد تكون هذه الشكاوى نابعة من مخيلات  وتلفيقات وسائل الاعلام المضادة أو الدعايات المغرضة لتهديم جسور الثقة بين المواطن والحكومة واستمرار حال الانفصال بينهما لتكون المسؤولية والنجاح مشتركا.

ولكننا نتحدث عن مجمل الوضع العام في العراق في ظل عدم ادراك كامل للوضع العراقي وعدم الفصل بين رئاسة الحكومة ومهامها وبين رئاسة الجمهورية ومهامها وبين البرلمانيين ومهامهم وإذا  ما تصارع البرلمانيون فيما بينهم عبر وسائل الاعلام التي تغذي مثل هذه الحالات وحب بعضهم للظهور في هذه الوسائل ونقد كل ما يجري تحت قبة البرلمان يدعو المواطن الى القلق على مصيره ومصير البلد، وخصوصا   بعدما تسرب اليهم من تصارع وقتال البرلمانيين (حواريا) من أجل رفع رواتب البرلمانيين والاهتمام براتبهم التقاعدي مقابل إهمال زيادة الرواتب للموظفين ومناقشة قانون التقاعد لهم!!! هذا ماتسرب عبر  وسائل الاعلام من خلال بعض أعضاء البرلمان لحاجة في نفوسهم ولسنا في صدد مناقشة ذلك الان.                                

ومجمل الوضع العام في العراق لايمكن تحميل كل مايجري على الحكومة في ظل التقييد العلني والسري لخطواتها بسبب الاتفاقات المكبلة لها بينها وبين الجانب الامريكي كما نرى وجود فريق حكومي يعمل كمعارض لها وهو عضو فيها ووزراءه سبب الاخفاقات التي ينتقدها ويروج لها!!          

ومن غير الانصاف تحميل المسؤول دون أن تعينه على أداء واجبه ودون أن تتعرف على معوقات عمله والمعوقات التي تمنع بناء دولة ذات مؤسسات حضارية ترقى الى مستوى الدول المتحضرة.     

وفي المقابل لابد للمسؤولين من تحمل صيحات المواطنين ابتداءا من رئاسة الوزراء مرورا الى رئاسة الجمهورية وانتهاءا بالبرلمان المنتخب وعليهم الابتعاد عن لغة الوعود مهما كانت سلاسة المطالب لان مابعد الوعود تكون هناك الايفاءات ومن خلال الخبرة وجدنا أن الكثير من الوعود قد اُعقيت بشكل أو بآخر، وسيتذكر الناخب الوعود ومقدار الايفاء بها وقد لايتذكر المعوقات التي منعت من التنفيذ لانها ليست من مسؤوليته.

وإن كثرة التصريحات توقع في المطبات وعند عدم الايفاء وتأزم الاوضاع صغيرها وكبيرها ستأتي الجملة السهلة في فم المواطن لابتداء حديثه مع الاخر أو للتعبير عن سخطه وتبرمه ماذا فعلت لنا الحكومة؟ ليجر الحديث الى تعداد كل السلبيات أهذه الوعود التي وعدنا بها أمن أجل ذلك انتخبناهم؟ ويستمر المسلسل حتى تسقيط الكل وهو ما تهدف اليه أكثر من جهة متربصة بالعراق الجديد وللحديث بقية.

*بغداد -العراق

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 10 نيسان/2007 -19/ربيع الاول/1428