سقوط 1800 مدني خلال شهر آذار: خطة فرض القانون استهدفت التيار الصدري وافرغت الاحياء من الحراسات

شبكة النبأ: موجة الارهاب الجديدة التي يشهدها العراق حاليا تنبئ عن خطط موضوعة لإظهار مقدرة التكفيريين والبعثيين على الامساك بزمام الوضع الامني في العراق واظهار الحكومة والاجهزة الامنية بصورة العاجز عن حماية المواطنين لكي يتم النظر جديا بمطالب هؤلاء القتلة الارهابيين القائمة على اساس ازاحة العملية السياسية بأكملها وهوى ما يعد من المستحيلات لأن اكثر من 70% من الشعب العراقي هو الذي اقام العملية السياسية في انتخابات حرة نزيهة عبرت عن الرأي العام وانتجت حكومة منتخبة وبرلماناً يمثل كافة شرائح ومكونات المجتمع.

ان من اسباب ضعف الاداء الحكومي والتلكؤ في تطبيق القانون بصورة عامة هو ان السيادة الامنية ناقصة وجزء غير قليل من الملف الامني وبخاصة اجهزة المخابرات تتحكم به قوات الاحتلال. مع ووجود استجابة لدى الحكومة للضغوط التي يمارسها الاميركيون عليها.

التقرير ربع السنوي

وكشف التقرير الذي اصدرته وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون"، اعد في منتصف مارس/آذار الفائت، ان معدل الضحايا والهجمات الموثقة في نهاية العام الفائت هو الاعلى منذ الغزو، الذي دخل عامه الخامس في 20 من الشهر الماضي. حسب تقرير نقله موقع نهرين نت، فيما قدرت الامم المتحدة ان اكثر من 6 آلاف مدنياً قتلوا أو اصيبوا في ديسمبر/كانون الاول الماضي، وهو ضعف البيانات المسجلة لدى قوات التحالف.

وأوضح التقرير ان الهجمات التي وقعت خلال الربع الاخير من عام 2006 تركزت في بغداد والمناطق ذات الاغلبية السنّية، الانبار، وصلاح الدين، وديالى فيما سجلت الهجمات في العاصمة بغداد رقماً قياسياً بلغ 45 هجوماً في اليوم.

أودت الهجمات الارهابية للمجموعات المسلحة التكفيرية المتعاونة مع فصائل بعثية، بحياة أكثر من 1800 مدني عراقي خلال مارس/ آذار الفائت، سقط العديد منهم في سلسلة تفجيرات اجرامية مروعة شهدتها مؤخراً كل من العاصمة بغداد والخالص ومحافظة ديالى وتلعفر في محافظة نينوى.

واظهرت البيانات، التي كشفت عنها وزارة الداخلية العراقية، تصاعد ضحايا الشهر الفائت بـ226 قتيلاً مقارنة بفبراير/ شباط. كما أصيب 2708 مدني عراقي بجراح في مارس/آذار مقابل 2702 في فبراير/شباط.

وتاتي هذه الاحصائيات لتلقي ظلالاً من الشك على اهداف خطة فرض القانون، وتثير اسئلة محقّة في جدوى هذه الخطة اذا كانت حصيلة العمليات الارهابية في ازدياد.

وتعطي مبررا بالاعتقاد الى ان خطة فرض القانون، انما تهدف الى مطاردة التيار الصدري وتفريغ الاحياء الشيعية من افراد هذا التيار، بينما التنظيمات التكفيرية الوهابية والبعثيون يقومون باستغلال هذا الفراغ لتنفيذ عمليات التفجير الارهابية دون عوائق !! حيث باتت احياء كاملة خالية من الحراسات ونقاط التفتيش التي كانت تقيمها اللجان الشعبية التي تضم المتطوعين من شباب الاحياء البغدادية ومعظمهم من التيار الصدري.

تزايد التفجيرات الارهابية للقاعدة مع استهداف السياسيين السنّة

وكانت وزارة الداخلية قد اعلنت ارتفاع ضحايا تفجيرين انتحاريين مختلفين استهدفا سوق " شلال" ذو الاغلبية الشيعية في حي الشعب المجاور لمدينة الصدر، في العاصمة الى 124 شهيدا.

وكان الحي القديم في قضاء تلعفر الذي يسكنه الشيعة قد تعرض الى تفجير ارهابي وحشي استخدمت فيه ثلاثة اطنان من المتفجرات، راح ضحيته 158 شهيد، مما أستدعى رداً انتقامياً استهدف ضاحية سنيّة في المنطقة راح ضحيته اكثر من 40 شخصاً.

واعتقلت السلطات العراقية 18 رجل شرطة في محافظة نينوى لتورطهم في الهجوم الانتقامي.

وأسفر انفجار ثلاث سيارات مفخخة في مكان عام بمدينة الخالص التابعة لمحافظة ديالى عن استشهاد 43 شخصاً معظمهم من المدنيين.

وانفجرت عبوة ناسفة كان يحملها صبي يقود دراجته بالقرب من رتل عسكري عراقي مما أدى إلى مصرعه على الفور في 21 مارس/آذار الماضي، وقبيل الحادثة بعدة أيام، وقعت عملية ارهابية استخدم فيها الوهابيون التكفيريون اثنين من الاطفال، بشهادة القوات الاميركية هذه المرة، بينما كانت هناك شهادات سابقة من مواطنين تؤكد انهم لاحظوا استخدام الوهابيين التكفيريين للأطفال كغطاء في عمليات تفجير السيارات الانتحارية، ويستخدمون الاطفال لتمرير المفخخات عبر نقاط التفتيش.

وفي سياق متصل اعلنت مصادر امنية ان حصيلة القتلى الذين قضوا في اعمال عنف في العراق خلال اذار/مارس سجلت ارتفاعا نسبته 15% مقارنة مع شهر شباط/فبراير في حين تراجعت اعداد الجثث الملقاة خصوصا في شوارع بغداد. حسب تقرير لوكالة فرانس برس.

الى ذلك بلغ عدد القتلى من "الارهابيين 481 شخصا فيما اعتقل 5664 ارهابيا ومشتبها به" حسب المصادر نفسها التي اوضحت ان هذه الحصيلة اعدت وفق بيانات وزارات الداخلية والدفاع والصحة.

وعلى صعيد العنف اليومي قتل عشرة اشخاص على الاقل بينهم خمسة من حراس محافظ سابق وجرح آخرون في بغداد حيث عثرت الشرطة مساء على 17 جثة.

دفن ستين جثة مجهولة الهوية في كركوك

وفي محافظة كركوك (255 كم شمال بغداد) قررت السلطات المحلية دفن ستين جثة مجهولة الهوية قضى اصحابها في اعمال عنف خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة.

وقال مصدر امني ان "الجثث ستدفن في مقبرة خصصت لها في منطقة بنجا علي (جنوب شرق كركوك) بعد مضي ثلاثة اشهر بدون التعرف الى هوية اصحابها الذين سقطوا في كركوك ومنطقتها".

من جهته اكد مصدر في الطب العدلي ان "الجثث وضعت باكياس بلاستيكية اثر مرور فترة طويلة دون ان يتعرف عليها احد بسبب تعرض بعضها للتعذيب او الحرق بشكل كامل" مشيرا الى تصويرها قبل دفنها لحفظ بعض المعلومات عنها".

وتم دفن اكثر من سبعين جثة مجهولة الهوية اواخر العام 2006 لأسباب مماثلة.

انخفاض معدلات العنف الطائفي

ويضيف تقرير للـ CNN عن قائد القوات الامريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيتريوس، قوله إن معدلات العنف الطائفي تراجعت بشدة خلال الاسابيع الست الأولى من بدء العملية الامنية مقارنة بذات الفترة قبل بدئها. ويعزي محللون ذلك نتيجة انسحاب جيش المهدي لفسح المجال امام القوات الحكومية لتنفيذ خطة فرض القانون وبسط السيطرة على بغداد وضواحيها.

وأبدى بيتريوس انزعاجه البالغ من ظاهرة استخدام الأطفال في الهجمات الإرهابية.

وانفجرت عبوة ناسفة كان يحملها صبي يقود دراجته بالقرب من رتل عسكري عراقي مما أدى إلى مصرعه على الفور في 21 مارس/آذار الماضي، وقبيل الحادثة بعدة أيام، وقعت عملية انتحارية استخدم خلالها أطفال كذلك.

قتلى الجيش الامريكي ضعف نظرائهم في الجيش العراقي

ويضيف تقرير لـCNN عن كشوفات احصائية، ان حصيلة قتلى الجيش الأمريكي بلغت قرابة ضعف الخسائر البشرية بين القوات العراقية خلال مارس/آذار الفائت الأمر الذي عزاه مسؤولون امريكيون وعراقيون الى الدور القيادي الذي تلعبه القوة الامريكية لكبح العنف في بغداد والمناطق المحيطة لها.

وبحسب احصائية وكالة الأسوشيتد برس، بلغت محصلة قتلى القوات الأمريكية خلال الشهر الفائت 81 جندياً، من بينهم جندي لقي حتفه في حادث لا يمت بصلة إلى المهام القتالية.

وفي المقابل أظهرت بيانات، منقولة عن مصادر عراقية  مسؤولة، آثرت عدم الكشف عن هويتها، في وزارات الدفاع والصحة والداخلية، مقتل 44 جندياً عراقياً في مارس/آذار الماضي، مقارنة بـ165 قتيلاً بين صفوف رجال الشرطة العراقية.

هذا وقد بلغت الخسائر البشرية التي تكبدتها القوات الأمريكية، منذ غزو العراق في مارس/آذار عام 2003، 3246 قتيلاً، وفق حصيلة الأسوشيتد برس.

ويتزامن الاستمرار في تساقط القتلى بين أفراد القوات الامريكية بالعراق، مع تصاعد الخلافات بين الادارة الأمريكية، والديمقراطيين المعارضين لمواصلة الحرب في العراق، والذين يسيطرون على غالبية مقاعد الكونغرس.

ومازال يوم السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني من العام 2005، أكثر الايام دموية للقوات الامريكية، حيث شهد مقتل 37 جندياً، بينهم 31 من عناصر المارينز، قضوا في تحطم مروحية كانت تقلهم.

وكان يوم 23 مارس/ آذار عام 2003، أي بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب على العراق، قد سجل مقتل 31 جندياً من عناصر المارينز، حيث يعد ثاني أسوأ يوم للجيش الامريكي هناك.

وشهد يوم20 يناير/ كانون الثاني، مقتل 25 جندياً أمريكياً، بينهم 12 في تحطم مروحية عسكرية بشمال شرق بغداد، مما يضعه كثالث أكثر الأيام دموية للقوات الأمريكية.

ويعتبر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2004، أكثر الشهور التي سقط فيها جنود قضوا في مواجهات عنيفة مع مسلحين في الفلوجة، حيث سجل مقتل 137 جندياً.

كما يأتي شهر أبريل/ نيسان من العام نفسه (2004)، في المرتبة الثانية، حيث سجل مقتل 135 جندياً.

ويحل ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في المرتبة الثالثة، بعدما سجل مقتل 109 جنود امريكيين، كما يعد الأعلى في العام 2006.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 4 نيسان/2007 -13/ربيع الاول/1428