ماهي أهم الصحف التي يقرأها المواطن الكر بلائي ولماذا يقرأها؟

النبأ/عدسة وتحقيق: عصام حاكم

 شبكة النبأ: في الساعات الاولى من الصباح الكر بلائي، يلفت نظري حقا ذلك الازدحام الذي يحدث امام المكتبات بانتظار ورود الصحف اليومية.

 ويتحول الازدحام إلى نوع من التدافع بين المواطنين وبائعي الصحف الجوالين في اللحظات التي ترد فيها الصحف المتنوعة لكي يفوز كل واحد منهم بنسخة من الصحيفة المفضلة لديه، فيما يخوض صاحب المكتبة مهمته العسيرة أمام الطلبات المتضاربة والإلحاح الذي يصل إلى حد العصبية المتبادلة، وهي مهمة فيها الكثير من الإرباك والإحراج مع الزبائن.

ومن هنا توجهت(شبكة النبأ) بالسؤال إلى أصحاب المكتبات والباعة المتجولين وبعض المواطنين حول هذه الظاهرة وعن اهم الصحف التي يقرأونها ولماذا.. فكانت الحصيلة ما يلي:

أول من تحدثنا إليه (محمد حاكم محمد) وهو بائع متجول، الذي قال لـ شبكة النبأ:

 نعم هناك إقبال ملحوظ على قراءة الصحف اليومية والمجلات، وربما في أيام كثيرة لا تفي حصة الجرائد ما يطلبه الشارع الكر بلائي واخص بالذكر جريدة الصباح، بيد أن الأمر يتعلق بخصوصية القارىء ذاته في اختيار الجريدة المفضلة لديه.

أما(احمد كريم) وهو صاحب مكتبة في حي الغدير، فهو يدعي، بأن تكنولوجيا الانترنيت كان لها حضور طيب في الساحة الابداعية فهي قد تلبي طموح الكثير من القراء، ولكن والكلام  لأحمد يبقى سحر القراءة واخص بالذكر قراءة الصحف اليومية يعني الشيء الكثير لمن يحاول متابعة الوضع العام، أما بالنسبة للصحف اليومية فالصباح لديها مساحة واسعة من االقراء، ولكن يبقى الاختيار الاول للقارىء نفسه في اقتناء الصحيفة المفضلة لديه.

واضاف: في نهاية حديثي أود ان أشير إلى وجود حالة صراع قائم بين القراءة والتكنولوجيا الحديثة والزمن وحده كفيل بأن يضع نهاية لذلك الصراع.

الا ان احد المواطنين قد أستوقفني ليبدى رأيا مغايرا وطلب عدم ذكر اسمه، حيث يقول، أني لا أجد ضرورة قصوى للقراءة في الوقت الحاضر فكل ما أود معرفته من أخبار سياسية أو علمية أو ادبية استطيع ان اجده عبر جهاز الستلايت، علما بأني لا اهتم كثيرا الا باخبار العراق  السياسية فقط، كما ان الوضع الحالي وتعاظم الأزمات علينا، لم يدع متسع للمواطن أن يفكر بشيء اخر سوى الأمن وكسب قوت العيال وما عدى ذلك لا يشكل إلا هامشا ضئيلا جدا.

في حين أبدى (صادق غريب) رأيا ودافع عنه بحرارة عالية قائلا لـ شبكة النبأ:

هناك كم هائل من الصحف والمجلات العراقية اليوم، وهذه الظاهرة تحمل دلالة مهمة بالنسبة للمتلقي أو القارىء العراقي، وهو الذي أعتاد على نمط معين من الثقافة، بيد انه اليوم يستلهم ثقافات متعددة ومن مصادر متعددة ، ولكن تبقى الساحة مرهونة بعوامل شتى منها الذوق العام وطبيعة القارىء فمنهم من يتابع جريدة الصباح باعتبارها الناطقة باسم الحكومة وتحمل مصداقية أكثر، ومنهم من يتابع المدى والآخر يقرأ البينة ومنهم جريدة المؤتمر ولكن تبقى جريدة الصباح هي الأكثر انتشارا ويبقى الفيصل الاول والاخير هي الرغبة إلى متابعة مواضيع محددة في هذه أو تلك من الصحف.

واضاف: الا اني شخصيا ارغب في قراءة جريدة الصباح الجديد كونها تمتلك مساحة كافية لكافة المجالات.

ومن ثم التقينا بالموزع الرئيسي للصحف في كربلاء وهو(عباس عبد الزهرة)  الذي قال لـ شبكة النبأ:

 اني امارس هذا العمل منذ زمن بعيد، بالاضافة الى كون هذا العمل يدر علي بعض المال الا أنه من جانب اخر يلبي رغبتي المستمرة في مطالعة الصحف اليومية، علما بأن عدد الصحف التي تباع يوميا من خلال مكتبتي هي(1250) صحيفة، وهذا مؤشر أكيد على مدى الإقبال لمطالعة الصحف اليومية.

واضاف: اني افهم القراءة حسب تصوري المتواضع، انها حالة استكشاف للمجهول، وربما قد أتضامن في احيان كثيرة مع الأخ الذي يدعو الى المزاوجة بين السلوك والقراءة، ولكني أقيّم القراءة كمن يبحث عن الحقيقة فلابد يوما أن يجدها، والقراءة هي مفتاح لكل الاسرار.

 ثم استدرك قائلا اني ارجو المعذرة على الاطاله ولكن اهالي كربلاء قراء جيدين والدليل على ذلك ما تشهده الساحة الثقافية من منتديات ومراكز ثقافية بشكل يلفت النظر ويبشر بالف خير.

اما فيما يخص الصحف المفضلة لدى الكثير من القراء فأني اجد شغف كبير على قراءة  صحيفة الصباح والمشرق والمدى والبينة وصحف أخرى ولكن يبقى الهم الأول لدى القارىء طبيعة المواد والمواضيع التي تتضمنها الصحيفة ذاتها.

الا ان الامر لا ينتهي عند هذا الحد بل يتعداه الى وجود حالة صراع مستمر بين الصحف الالكترونية والصحف المقروءة، ولكن حتما ثمة غلبة لطرف دون الاخر وتبعا لما يقدم أي الطرفين من مادة تستحق الثناء والمتابعة من قبل المتلقي العراقي، والذي هو بدوره الفيصل  الاول والاهم في عملية الموازنة بين الصحافة المقروءة والصحافة الالكترونية.  

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 27 آذار/2007 -7/ربيع الاول/1428