تنميتنا في الميزان

مازن مرسول محمد

 في اغلب مناحي مجتمعاتنا نغض النظر عن كثير من القضايا السلبية المتصلة اتصالاً وثيقاً بحياتنا ونعدّها ايجابية، أما لان ذاك السلبي قد تناغم مع سجايانا ولا يسعنا التخلي عنه، أو لأننا نراعي أذواق العرف ولا نستطيع الخروج عنه، أو لأننا لا نفقه ذلك، وذلك قليل ربما.

لقد بُنيت كثير من تصرفاتنا حول مفاهيم جامدة تحتاج إلى كسر طوقها لتخرج إلى العالم لتمتص منه تطوره وتقدمه، وما صورتنا الحالية إلا نموذجاً لتقهقرٍ واضح في تنمية الذات والسجايا، فكيف سنبني ونحقق تنمية منشودة لمجتمعاتنا؟

بطبيعة الحال إن الحياة في اغلب تكويناتها تخضع لتصرفات الإنسان، إلا التي لا يستطيع هو السيطرة عليها فتخرج عن نطاق تفاعلاته، أفلا نلاحظ إننا لم نسخر تلك الحياة لما يلائمنا في اغلب الأحوال، والدليل على ذلك هو مأساويتنا في كل شيْ؟

إننا لا نريد أن نجلد ذاتنا بقدر ما نريد نقدها نقداً بناءً، لتحقيق تنمية إنسانية قويمة قادرة على الوقوف بصلابةٍ أمام التحديات التي للأسف قد شاركنا في صنعها.

سوف لن نوغل بإسهابٍ في هذا الموضوع، وإنما سنكتفي بطرح عدة تساؤلات نريد حقيقةً من أية مهتم بهذا الشأن أن يجيب عنها، ولو بآراءٍ بسيطة، لفحص وجهات النظر حولها وحول كوارثنا.

نقول مثلاً :

هل الإنسانية في خطر ( صفاتٍ وتكوين )؟

وإذا كنا في خطرٍ حقيقي، ما مدى  مساهمتنا نحن فعلاً في صنع هذه الكوارث؟

إن كنا نريد أن نخلق إنسان واعي، عسى أن يسارع الخطى لإنقاذ ما تبقى من الصفات الإنسانية، فهل تنمية الذات والارتفاع بشأنها هو من أولويات ذلك؟

وكيف نضمن أن لا تصطدم بالرغبات الإنسانية الشاذة؟

ولما لا نواجه أنفسنا ونقول الحقيقة في مآسينا؟  

هل نستطيع أن ننقد أنفسنا نقداً قد يكلفنا الكثير؟

وأن كنا نشرّع بالانطلاق لتنمية إنسانية حقيقية، ما السبيل لمثل هذه التنمية، أو ما نبغي منها؟

أهي لأعمار الذوات بدءً بها، أم لأعمار الحيز المادي، أم مشترك في أمور حياتية خاصة؟

وأن خطونا خطوةٍ تنموية أكثر انطلاقاً، هل ستنجح، أم إن ذلك رجماً في الغيب؟

وأخيراً، فهذه تساؤلات تحتاج إلى اجتماع وجهات النظر حولها، ولا يعتقد الكاتب إن وجهة نظرهِ كافية، لذا دعونا نقرأ أفكاركم حولها، ولربما قد لا نتفق عليها أو قد نصل بها إلى ذروة الأهمية والى ما نطمح إليه من تنمية الإنسان.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 25 آذار/2007 -5/ربيع الاول/1428