اغتيال الزوبعي وصهاريج الغاز هل تؤشر على اندلاع حرب اهلية سنية سنية؟

 شبكة النبأ: تشهد الساحة العراقية تطورات كبيرة على صعيد انكشاف ضعف وانحسار وجود تنظيم القاعدة الذي يطلق على نفسه الدولة الاسلامية، من ناحية عملياته القذرة سكان وقيام المناطق السنية بمواجهته. وآخر العمليات كانت تفجير صهاريج غاز الكلور ومحاولة اغتيار الزوبعي في عملية انتحارية في المسجد. لكن التحرك الحكومي لاستقطاب الجماعات المسلحة واحتواءها هو الذي يغضب تنظيم القاعدة، مما يؤشر على انطلاق حرب اهلية داخلية تهدف الى ابعاد السنة عن العملية السياسية.

فقد قال مسؤول عراقي كبير ان الحكومة تجري محادثات مع بعض الجماعات المسلحة الكبرى وانها قد تكون قريبة من الوصول الى نقطة يمكن ان ينضم عدد منها الى حملة من أجل طرد تنظيم القاعدة من العراق.

وقال سعد يوسف المطلبي مسؤول العلاقات الدولية بوزارة الدولة لشؤون الحوار الوطني ان المحادثات ترمي الى اقناع الجماعات بوقف القتال ضد الحكومة والمساعدة في دحر القاعدة.

وقال المطلبي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) في مقابلة "لقد أقمنا صلات واتصالات مع جماعات مسلحة رئيسية."

وأضاف "أحد أهداف المباحثات هو الانضمام اليهم في مكافحة القاعدة. وقد أوشكت المباحثات على التوصل الى توحيد الجهود لمهاجمة القاعدة وطردها من البلاد."

وفي رد فعل معاكس أصيب نائب رئيس الوزراء العراقي سلام الزوبعي وهو سياسي سني بارز بجروح عندما فجر انتحاري نفسه في قاعة حيث كان الزوبعي يؤدي صلاة الجمعة. وقال مسؤولون ان ستة على الاقل من حرس الزوبعي قتلوا في ثاني محاولة اغتيال يتعرض لها مسؤول كبير في الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة خلال شهر.

وقال مساعد للزوبعي ان المفجر الانتحاري يدعى وهاب السعدي وهو واحد من حراس نائب رئيس الوزراء.

وقال اللواء قاسم موسوي المتحدث باسم خطة الامن في بغداد لتلفزيون العراقية ان الزوبعي اصيب في اجزاء مختلفة من جسده وتجرى له جراحة. وقال مساعد للزوبعي ان نائب رئيس الوزراء اصيب بشظية في البطن والكتف وان اثنين من اشقائه كانوا ضمن القتلى والجرحى.

وقال الموسوي ان هجومين منسقين استهدفا الزوبعي احدهما كان انفجار سيارة ملغومة عند منزله والاخر قام به المفجر الانتحاري في القاعة التي كان الزوبعي موجودا فيها حينئذ. وأضاف ان ستة من حراس الزوبعي قتلوا واصيب 15 شخصا بجروح.

والزوبعي وهو احد نائبين لرئيس الوزراء العراقي عضو في جبهة التوافق وهي التجمع الرئيسي للعرب السنة في حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الشيعة. كما انه ينتمي لقبيلة مشهورة من منطقة ابو غريب شمال غربي بغداد.

وقال احد مساعدي الزوبعي انه كان هناك صراع بين جماعات متنافسة في القبيلة بعضها يؤيد متشددي القاعدة والاخرون موالون لنائب رئيس الوزراء والحكومة.

وشهدت محافظة الانبار في غرب البلاد تصاعدا في العنف مؤخرا بين القبائل التي ابدت معارضتها للقاعدة والمسلحين الذين ينتقمون منهم لهذا السبب.

واكد موظف كبير في مجلس الوزراء ان الفاعل الذي نفذ الهجوم بحزام ناسف هو نفسه وهب السعدي ، حيث كان يحتفظ في سيارته من نوع برازيلي ، بعبوة ناسفة انفجرت بعد دقائق من تنفيذ هجومه مما يشير الى انه قام بتوقيتها لتنفجر بعد تنفيذه للعملية لكي تحقق اكبر قدر  من الاصابات في صفوف المرافقين والمسعفين ، وقال ان هناك معلومات يتداولها مقربون من الزوبعي  الى ان الانتحاري  كان على علاقة قوية  برئيس هيئة علماء السنة  حارث الضاري وانه كان كثيرا ما يتصل بالضاري  قبل مغادرته العراق ، وهو من المتحمسين والمتعاطفين مع الضاري .

وكشف هذا المسؤول ،ان القوات الاميركية قامت بتبني ملف التحقيق و قامت باحتجاز عدد كبير من حماية الدكتور الزوبعي للتحقيق معهم وكشف خيوط جديدة ربما تدلهم على مندسين في حمايته من اعضاء تنظيمات ارهابية .

من جهة اخرى ذكر مصدر في الحكومة المحلية بقضاء الصويرة، شمال الكوت يوم السبت أن العشائر التي تقطن مناطق شمال المدينة تسعى حالياً لتأسيس «مجلس انقاذ» للحد من سيطرة تنظيمات القاعدة والجيش الاسلامي في المنطقة وتطالب الحكومة المركزية بدعم هذا المجلس .

وقال المصدر لـ (أصوات العراق)  ان العشائر التي تسكن مناطق السيافية والديوانية الغربية وقرية اللج والدرعية الاولى والثانية، وسطيح شمال الصويرة ، (نحو 150 كم شمال الكوت) تسعى لتأسيس مجلس انقاذ لشبيه بالمجلس الذى شكلته عشائر الأنبار لخلاص من سيطرة تنظيمات القاعدة والجيش الاسلامي التي بدأت تنشط هناك.

وأضاف ان الجماعات المسلحة الناشطة شمال الصويرة «تحكم سيطرتها على منطقة تعاني فراغا امنيا وتمتد من" السيافية جنوب بغداد الى غابات السمرة شمال واسط بمحاذاة دجلة بطول 6 - 7 كلم، وهي منطقة غابات وبساتين كثيفة وتكثر فيها الانهار الصغيرة التي يمكن استخدامها للتنقل ونقل الامدادات بعيداً عن رقابة الاجهزة الامنية".

وأشار المصدر أن العشائر المتواجدة هناك" سنية وشيعية " تطالب بالخلاص من تلك التنظيمات التي نزحت الى مناطقها بشكل متزايد بعد تطبيق خطة أمن بغداد ( فرض القانون ) التي دخلت شهرها الثاني .

وقال إن الموقف في تلك المناطق أصبح لا يحتمل بسبب نفوذ المسلحين، وانه لابد من وجود قوة كافية لطردهم من هناك .

وتابع أن عدم وجود تلك القوة دفع أبناء تلك العشائر للمطالبة بتشكيل مجلس انقاذ عله يخلصها من سطوة المسلحين .

وزاد ان هؤلاء (المسلحين) يقصفون منطقة الرحمانية التابعة للمدائن جنوب بغداد، والمناطق الغريبة بالصواريخ ويأتون عبر الحدود الشمالية الغربية للصويرة عن طرق جسر "المعامرة" لمهاجمة العشائر الشيعية هناك .

وقال إن هؤلاء المسلحين يحكمون سيطرتهم على مدينة المدائن (سلمان باك) جنوب بغداد وانهم يسعون للسيطرة على الطريق العام بغداد – الكوت .

وحذر المصدر من نزوح المسلحين الى منطقة المدائن لافتا انتباه الحكومة الى ضرورة التصدي لهم ومنعهم من السيطرة على هذا الطريق الذي يصل العاصمة العراقية بغداد بالمحافظات الجنوبية ( البصرة والناصرية والعمارة ومحافظة واسط).

كانت قوات الامن العراقية في محافظة واسط أحبطت العام الماضي وفي وقت سابق من العام الحالي أكثر من محاولة لقطع الطريق العام (الكوت - بغداد) من قبل الجماعات المسلحة وكبدتهم في حينه خسائر كبيرة .

وأوضح المصدر أن ما يميز تلك المناطق هو النسيج الاجتماعي المترابط الذي كان سائدا قبل تزايد عملية العنف الطائفي في البلاد وان العشائر هنا ( سنية وشيعية ) متصاهرة فيما بينها وليست بينها أية خلافات أو تقاطعات تذكر .

وطالب المصدر بضرورة فتح باب التطوع للاجهزة الامنية من أبناء تلك العشائر لتشكيل قوة أمنية توكل لها مهمة حماية تلك المناطق .

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 25 آذار/2007 -5/ربيع الاول/1428