سيرة ذاتية عن المجرمين: برزان مصرفي صدام كانت لديه آلة لفرم اللحم البشري

 أعدم برزان ابراهيم التكريتي اخو صدام غير الشقيق ورئيس جهاز المخابرات السابق وعواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة السابق شنقا يوم الاثنين لارتكابهما جرائم ضد الانسانية.

وقال متحدث باسم الحكومة ان رأس برزان انفصلت عن جسده لدى اعدامه.

ونقلت وكالات الانباء نبذتان موجزتان عن الرجلين اللذين حكم عليهما بالاعدام لدورهما في قتل 148 شيعيا من الدجيل في الثمانينيات:

برزان ابراهيم التكريتي:

اخو صدام غير الشقيق ويصغره بأربعة عشر عاما وكان رئيسا لجهاز المخابرات مرهوب الجانب من عام 1979 الى عام 1983. وقال شهود في المحاكمة انه أشرف بنفسه على عمليات تعذيب وفي احدى المرات كان يأكل العنب وهو يشاهد عملية من هذا النوع وكان لديه جهاز لفرم اللحم البشري في المنشأة التي كان يجري فيها الاستجوابات.

كان سفيرا للعراق لدى الولايات المتحدة في جنيف من عام 1988 الى عام 1997 وكان رجلا أنيقا أطلق عليه وصف "مصرفي صدام في الغرب".

كان أصغر بعثي من الجهاز المدني المسلح الذي قام بالانقلاب الثاني في 30 تموز يوليو 1968 بعد 13 يوما من الإنقلاب الأول في 17تموز يوليو 1968 الذي أعاد حزب البعث للمرة الثانية الى السلطة منذ إنقلاب شباط فبراير عام 1963.

الانقلاب الثاني أطاح بالتحالف العسكري الذي كان يضم عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود الشخصيتين البارزتين في فترة حكم الرئيس العراقي الأسبق عبد الرحمن عارف (1966 -1968) واللذين سهلا للبعث اختراق الحرس الجمهوري والوصول إلى عارف بـ(انقلاب ابيض) دون مصاعب تذكر.

وأثمر الإنقلاب الثاني عن صعود نجم صدام الذي تولى عام 1969 منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة , ونائب رئيس الجمهورية في حين كان يشغل قريبه أحمد حسن البكر رئاسة المجلس والجمهورية منذ 17 تموز يوليو 1968.

كان اللواء المدرع العاشر يطوق مقر رئيس الوزراء النايف حين دخلت المجموعة المدنية المسلحة وفي مقدمتها صدام وبرزان عليه وأجبرته تحت تهديد السلاح على مغادرة القصر الجمهوري بطائرة معدة لنقله إلى ألمانيا الغربية وبذلك انفرد البعث بالسلطة دون منافسين عسكريين .

صعود برزان الثاني جاء من خلال ترؤسه اللجنة التحقيقية مع البعثيين فيما سمي بـ (مؤامرة عايش ومحجوب) العضوان البارزان في قيادة قطر العراق لحزب البعث المنحل في تموز يوليو 1979قبيل صعود صدام حسين من موقع النائب الى سدة الرئاسة بعد اعتزال البكر .وكانت نتيجة التحقيق إعدام ثلث أعضاء مجلس قيادة الثورة بأسلحة رفاقهم.

ونتيجة لذلك أحيلت له رئاسة جهاز المخابرات منذ 1979 الى 1983 وهي الفترة التي شهدت تصفية واسعة للخصوم السياسيين وخاصة حزب الدعوة والشيوعيين.

كما شهدت واقعة الدجيل عام 1983 التي كانت الموضوع الأول في محاكمة الرئيس العراقي السابق وسبعة من معاونيه ومنهم برزان التكريتي المتهم بالاشرف على تصفية 148من سكان ناحية الدجيل بعد محاولة لاغتيال صدام حسين خلال مرور موكبه بالمدينة.

أعفي من منصبه بسبب خلافات عائلية مع الرئيس السابق وأبعد الى جنيف ممثلا دائما للعراق في الأمم المتحدة واتهم من خلال منصبه هذا بإدارة جهاز المخابرات في الخارج وإدارة أموال القيادة القومية لحزب البعث المنحل التي سجلت باسم صدام بعد وفاة ميشيل عفلق.

عام 1998 عاد الى العراق بعد علاجه في سويسرا من مرض السرطان دون أن يتولى أية مناصب، لكن صدام حسين منحه وسام الرافدين في أول لقاء علني مع أخويه غير الشقيقين وطبان وسبعاوي وسط شائعات عن مشاركته في مؤامرة للإطاحة بصدام وأسندت اليه في عام 2002 مسؤوليات حزبية داخل بغداد.

اعتقلت القوات الخاصة الامريكية برزان في بغداد في ابريل نيسان عام 2003. وكان الخامس بين مجموعة من أوراق اللعب حددتها الولايات المتحدة وتمثل اهم الشخصيات المطلوب القاء القبض عليها في العراق.

وبوصفه رئيسا للمخابرات اتهم برزان باصدار أوامر بالقتل الجماعي والتعذيب وبالمشاركة شخصيا في انتهاكات لحقوق الانسان منها تدمير قرى كردية.

تزوجت كبرى بنات برزان -وكانت في سن المراهقة وقتها- بعدي ابن صدام الاكبر عام 1993 غير أن عدي رغب عنها فيما بعد وأعادها الى والدها.

كان برزان الذي يعتقد أنه بلغ من العمر 55 عاما يعاني من السرطان لكن هذا لم يمنعه من شن هجمات عاصفة على المحكمة والولايات المتحدة التي تدعمها.

ولدى دفاعه عن نفسه في مارس اذار الماضي قال ان صدام كان له الحق في معاقبة من حاولوا قتله لكنه نفى اي دور له في الاعمال الانتقامية وقال ان يديه نظيفتان "مثل يدي موسى" وغير ملطختين بالدماء.

وفي جنيف كان برزان ابراهيم التكريتي الانيق "مصرفي صدام في الغرب" لكنه كان في العراق منفذ الاحكام الذي لا يرحم.. رجل كان يأكل العنب فيما يشاهد عمليات التعذيب وتردد أنه كانت لديه آلة لفرم اللحم البشري.

كان موته مروعا بقدر ما روع هو نفسه الاخرين. فقد قال متحدث باسم الحكومة ان رأسه انفصلت عن جسده بأنشوطة جلاده في واقعة وصفها بأنها نادرة.

برزان أحد ثلاثة اخوة غير اشقاء لصدام وهو يصغر الرئيس المخلوع بأربعة عشر عاما. كان رئيسا للمخابرات وأحد اكثر الرجال مرهوبي الجانب في العراق.

وقال شاهد في محاكمته ان برزان أشرف بنفسه على تعذيبه بالصدمات الكهربائية في بغداد في الثمانينات وانه كان يأكل العنب فيما كان الرجل يصرخ ألما. ووصفت شاهدة أخرى كيف أن برزان ضربها وكسر ضلوعها بعد أن علقت عارية من قدميها في السقف.

وروى شاهد الاثبات احمد حسن كيف نقل الى المنشأة التي كان يقوم فيها برزان بالاستجوابات في بغداد وأنه رأى آلة لفرم اللحم البشري.

وقيل ان برزان بعد الهجوم على موكب صدام كان يجوب الدجيل ببندقية قناصة ويطلق النيران دون تمييز.

وقال حسن للمحكمة ان برزان كان موجودا وقتها وكان يرتدي حذاء احمر طويل العنق كالذي يرتديه رعاة البقر وسروالا من الجينز ويحمل بندقية قناصة.

وفي فيلم جرى تداوله على نطاق واسع ظهر برزان وهو يركل رجلا منكمشا على الارض على نحو ثبت صورته كمنفذ الاحكام الخاص بصدام.

واثناء الحرب استهدفت "القنابل الذكية" الامريكية منزله الواقع قرب الرمادي والذي كان ايضا مركز عمليات لجهاز المخابرات. وقد كان الخامس في مجموعة من أوراق اللعب أعلنتها الولايات المتحدة وتمثل اهم الشخصيات المطلوب القاء القبض عليها في العراق.

وبوصفه رئيسا للمخابرات اتهم برزان باصدار أوامر بالقتل الجماعي والتعذيب وبالمشاركة بنفسه في انتهاكات لحقوق الانسان منها تدمير قرى كردية.

وبعد واحدة من خطبه الكثيرة والمطولة في المحكمة قال القاضي رؤوف عبد الرحمن لبرزان "كفى دما" وان يديه متشبعتان بالدماء منذ طفولته.

أدار برزان جهاز المخابرات العراقي من عام 1979 الى عام 1983 لكن وضعه لدى القيادة العراقية ساء بسبب كراهيته للفريق حسين كامل حسن الذي تزوج من رغد ابنة صدام.

وقتل حسين كامل في نهاية المطاف عند عودته الى العراق عام 1996 بعد لجوئه القصير للاردن.

عاد برزان الذي ولد في تكريت في فبراير شباط عام 1951 كسفير للعراق لدى الامم المتحدة في جنيف من عام 1988 الى عام 1997. وكان من بين الادوار التي اضطلع بها هناك دور مبعوث العراق لمؤتمر نزع السلاح الذي كان يجري محادثات اولية بشأن انتاج المواد الانشطارية للقنابل النووية.

وقال دبلوماسي غربي سابق في جنيف لرويترز هذا الشهر "كان غامضا بشكل متعمد. كان كل شيء يكتنفه الغموض." وتذكر الدبلوماسي السابق برزان الذي كان يرتدي دوما حللا أنيقة.

وأضاف "كان يقال انه مصرفي صدام في الغرب".

في عام 1993 تزوجت كبرى بناته التي كانت مراهقة حينذاك من ابن صدام الاكبر عدي الذي اشتهر بعلاقاته المتعددة. ورغب عنها عدي فيما بعد وأعادها الى والدها.

بعد أن خدم لنحو عقد في المدينة السويسرية استدعي برزان لبغداد في اواخر عام 1998 بعد وفاة زوجته اثر مرضها بالسرطان. لكنه كان يعود بانتظام الى جنيف لزيارة ابنائه الستة الذين مكثوا هناك لاستكمال دراستهم.

كان برزان وفيا لصدام حتى النهاية وكانت له وقائع صاخبة في المحكمة. في يناير كانون الثاني حين خرج صدام غاضبا من احدى الجلسات جر الحراس برزان الى خارج القاعة بعد أن رفض التزام الصمت وسب المحاكمة.

وفي جلسة أخرى وبينما كان يشكك في وثائق قال الادعاء انها تحمل توقيعه أشار الى فيلم "امسكني ان استطعت" catch me if you can بطولة الممثل ليوناردو دي كابريو الذي يجسد القصة الحقيقية لشاب محتال سرق اكثر من 2.5 مليون دولار كمثال على مدى سهولة تزوير توقيع.

وبعد اجباره على حضور جلسات المحكمة على عكس رغبته حين كان المتهمون يقاطعون الاجراءات حضر مرتديا بيجامة فيما يبدو.

وكان برزان يعاني من مرض السرطان لكن هذا لم يمنعه من شن هجمات عاصفة على المحكمة والولايات المتحدة التي تدعمها.

وحين دافع عن نفسه في مارس اذار الماضي قال ان صدام كان له الحق في معاقبة من حاولوا قتله ونفى ان يكون له اي دور في الاعمال الانتقامية قائلا ان يديه نظيفتان "مثل يدي موسى" وغير ملطختين بالدماء.

عواد حمد البندر:

بلغ من العمر نحو 61 عاما. كان ابان حكم صدام رئيسا لمحكمة الثورة التي اتهمت بتنظيم محاكمات صورية صدرت في معظمها أحكام بالاعدام.

وكان البندر القاضي المسؤول عن محاكمة الكثيرين من بين 148 شيعيا قتلوا بعد محاولة فاشلة لاغتيال صدام عام 1982.

وقال ممثلو ادعاء انه أصدر احكاما بحق رجال من الدجيل كانوا قد قتلوا بالفعل وان من هؤلاء أحداثا دون الثامنة عشرة من العمر لا يسمح القانون باعدامهم.

حين بدأت المحاكمة في اكتوبر تشرين الاول عام 2005 جلس البندر مرتديا جلبابا ابيض الى يمين صدام في المحكمة موجها مطالب بصوت عال ثم واظب مع استمرار الاجراءات على ارتداء غطاء رأس عربي.

وكان يجلس هادئا في معظم جلسات المحكمة غير أنه كان يسارع لدعم صدام وبرزان في مشاحناتهما الكثيرة مع القاضي.

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 16/كانون الثاني/2007 - 25 /ذي الحجة /1427