الحلقة المفقودة في استراتيجية بوش الجديدة

عبدالامير علي الهماشي

  كل سارع الى تفسير استراتيجية بوش الجديدة وفق خلفيته، فالحكومة العراقية صرحت بأنها جاءت مغايرة للخطط والاستراتيجيات السابقة. وجبهة التوافق سارعت الى اعتبارها تحولا في المنحى الامريكي للاستراتيجتها في العراق.

 وبعد جدال عن نوايا الولايات المتحدة بابدال المالكي والفرصة الاخيرة الممنوحة له بما فيها تحديد مهلة زمنية سارع الى اعلانها السفير زلماي كنوع من التشفي بعد خلافات بين الرجلين قبيل إعدام  الطاغية سارع البيت الاربيض الى الاعلان عن دعمها للرئيس المالكي عن طريق متحدثها الرسمي،لتسقط كل التمنيات التي سبقت اعلان بوش لاستراتيجيته الجدية.

 ما حدا بطارق الهاشمي السفر الى لندن لبحث أو تعديل الاستراتيجية الجديدة التي بدأت ملامحها على الارض بدعم الحكومة العراقية المنتخبة والاستمرار بنهج العملية السياسية الى آخر الشوط.

 إن البيت الابيض لايمكن له قلب الطاولة على المالكي بسذاجة وببساطة وتثير حولها لغطا تريد التخلص منه على الاقل في هذه الفترة  بعد تغلب الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس ومجلس الشيوخ الامريكيين.

 لذلك يبدو من الصعب التكهن بأن الاستراتيجية الجديدة تهدف الى قلب الطاولة على المالكي الذي يبدو قد اتيحت له اتخاذ قرارات مصيرية  كانت بحاجة الى شجاعة وجرأة واثبات موقف للامريكان وللعراقيين في آن واحد وهاهو قد صادق على اعدام برزان بعد اكثر من اسبوعين من إعدام أخيه غير الشقيق غير مبال بنصائح الرئيس (المثبطة) للعزائم.

  ويبدو المالكي أكثر قوة في الموقف السياسي العراقي بعد استناده واستخدامه للمواد الدستورية  ولاننسى التهديدات التي أطلقها للسياسيين الذين يصروحون بما يحلو لهم دون رقيب وزاجر يزيد الوضع تعقيدا وتأزيما.

 وقد ننتظر جولة رايس للمنطقة ووصولها الى العراق لنرى ما مدى التزام الولايات المتحدة بالاستراتيجية الجديدة،وماأسفرت عنه تقارير الحكام العرب عن الحالة العراقية ومخاوفهم من العراق الجديد.

 ومما يجعل المحللين السياسيين وسياسي العراق والمنطقة في حيرة من أمرهم هو أن هناك عدة حلقات مبهمة في الاستراتيجية الامريكية في العراق.

 فالولايات المتحدة لاتسمح بتغلب جهة على اخرى مبقية على حالة الشد والجذب بين الكتل السياسية واذا ما تم محاصرة الادارة الامريكية في الداخل الامريكي تسعى الى فك بعض العقد التي نسجتها في العراق.

 وهذا مايفسر تسارع الجهات جميعها الى الترحيب بالاستراتيجية الجديدة للرئيس الامريكي.

 أما الحكام العرب فبقوا بحيرتهم المعهودة منذ تولي بوش الزعامة في البيت الابيض  واتباعه شعار أما أن تكون معي أو ضدي.

وسيعلنون تأييدهم للاستراتيجة الجديدة حيث لايملكون غير الـتأييد.!!

وتبقى الحلقة مفقودة بالنسبة لهم حيال تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية بتأييد الحكومة العراقية برئاسة المالكي ووجوب دعمها من العرب والسؤال الى أي مدى سيلتزم العرب بهذا الدعم؟

 أما المواطن العراقي مايهمه بطبيعة الحال هو استقرار الوضع المني والاقتصادي لبلده بعد قضاء ما يقارب الاربع سنوات اراد بها الخلاص من جور الطغاة ليقع تحت نير الارهاب الذي لايفرق بين أحد وآخر وهدفه الانسان العراقي.

  أما التساؤل الذي نثيره حول استراتيجية بوش الجديدة هو موقع الجيش العراقي وتجهيزه وقدرته في حماية حدوده؟

 وهل هذا السؤال والاجابة عليه يبقى أحد الحلقات المفقودة في الاستراتيجية الجديدة؟

[email protected] 

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 19 كانون الثاني/2007 - 29 /ذي الحجة /1427