الاختراق الايراني في جنوب العراق.. هل يؤذن بحرب امريكية ايرانية؟

كشفت صحيفة ديلي تليغراف أن الاستخبارات الايرانية تعد لبسط هيمنتها الكاملة على جنوب العراق عند انسحاب القوات البريطانية من هناك من خلال اختراق الشبكة الأمنية والأحزاب السياسية في محافظة البصرة.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر استخباراتية عراقية ان ايران تخطط لجني مكاسب مالية ضخمة من حقول النفط في جنوب العراق ومنع شركات النفط الغربية من الحصول على موطئ قدم لها داخل البصرة، مشيرة الى أن المسؤولين السياسيين والعسكريين البريطانيين والأمريكيين قلقون أيضاً من تقديم طهران الدعم للارهابيين الذين يستمرون في قتل قواتهم كل يوم، ويخشون من قيام الميليشيات المدعومة من ايران بالسيطرة على البنية الأمنية والسياسية عند انسحاب القوات البريطانية من البصرة المقرر في مايو المقبل.

ونوّهت بأن ايران لا تجد صعوبة في بناء تحالفات مع الشيعة الذين يشكلون الغالبية في جنوب العراق، كما أن الميليشيات المدعومة من قبلها تستهدف العاطلين عن العمل لتجنيدهم.

ونسبت الى مسؤول عراقي لم تكشف عن هويته القول ان ايران تشجع الميليشيات على مهاجمة الدوريات والمواقع البريطانية في عرض للقوة في اطار الصراع على النفوذ في البصرة، محذراً من أنه في حال انسحب البريطانيون بوقت مبكر من المنطقة فان السنة سيتعرضون للقتل لاخراجهم من المنطقة.

وفيما أشارت الصحيفة الى أن الاستخبارات العسكرية البريطانية متيقنة من أن المتمردين تلقوا تدريبات من الحرس الثوري الايراني، نقلت عن ضابط أمريكي بارز يعمل مع القوات البريطانية، قوله هناك قلق كبير بشأن الدور الذي تلعبه ايران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، كما أن المؤشرات التي نتلقاها تفيد بأن الميليشيات تحصل على الدعم من جهات ايرانية.

وقالت ان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي يزور لندن حالياً اتهم ايران بـ لعب دور مدمر في شؤوننا الداخلية، ولدينا الكثير من الأدلة بأن طهران وللأسف أصبحت اللاعب الأساسي وتتمتع بتأثير كبير في العراق حيث ترى بصماتها على أي شيء.

لكن الصحيفة أضافت ان هناك دليلاً على أن الأقلية السنية في جنوب العراق التي تُقدر بنحو 200 ألف شخص تتلقى الدعم من السعودية مما يعزز المخاوف من احتمال اندلاع حرب طائفية دموية على نطاق واسع يمكن أن تنتشر بين أوساط السنة والشيعة في أرجاء الشرق الأوسط.

بدوره اعتبر الأميرال ادوارد بالتين، القائد السابق للأسطول الروسي في البحر الأسود، في تصريحات نقلتها الوطن الكويتية، أن وجود غواصة أمريكية تحمل صواريخ مجهزة برؤوس نووية (هي نيوبورت نيوز) في منطقة مضيق هرمز يدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد حشد قوة عسكرية بالقرب من شواطئ ايران.

ونقلت صحيفة ترود الصادرة بموسكو عن الأميرال تأكيده أن الغواصات كانت تمهد لاجراء الهجمات الجوية بتدمير أنظمة الدفاع الجوي خلال عمليات عسكرية شنتها القوات الأمريكية في الأعوام القليلة الماضية مثل العملية التي استهدفت يوغسلافيا أو عملية عاصفة الصحراء. واوضح الأميرال انه تتواجد 3 أو 4 غواصات أمريكية بالقرب من شواطئ ايران حتى الآن. وتستطيع هذه الغواصات اطلاق 45 الى 60 صاروخا دفعة واحدة، أي أنها تستطيع تدمير المنشآت النووية والعسكرية الايرانية الرئيسية.

كما أرسلت القيادة الأمريكية حاملة الطائرات انتربرايز الى المنطقة والتي تحمل 88 طائرة. ويدل كل ذلك ـ والكلام ما زال للأميرال بالتين ـ على أن البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) لم يخطط للسيطرة على الملاحة البحرية في الخليج الفارسي فحسب بل تتضمن خططه الاستراتيجية ضرب منشآت ايرانية.

ويرى الأميرال الروسي أن العملية التي أجريت في الصومال مؤخرا لم تستهدف الا تضليل الرأي العام. وكذلك الحال بالنسبة لقرار ارسال قوة اضافية قوامها 22 ألف جندي الى العراق. فحتى الخبراء العسكريون الأمريكيون يقولون انه لا لزوم للمزيد من الجنود الأمريكيين في العراق. ولكن ثمة حاجة الى هؤلاء في حال نشوب نزاع مسلح مع ايران.

ولا يستبعد الأميرال بالتين امكانية فرض الحصار البحري على الخليج في أقرب وقت كمرحلة أولى من العملية ضد ايران.

وكانت الادارة الأمريكية قد فرضت حظرا على تعامل الشركات الأمريكية مع مؤسستين صناعيتين روسيتين تنتجان الأسلحة والمعدات العسكرية ومؤسسة حكومية روسية لتصدير الأسلحة تدعى روس اوبورون اكسبورت. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان هذه المؤسسات تزود سورية وايران بالأسلحة مخالفة القانون الأمريكي بهذا الشأن.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 18 كانون الثاني/2007 - 28 /ذي الحجة /1427