إعتقال رئيس (دولة العراق الإسلامية) والمالكي يمد غصن الزيتون

قالت وزارة الداخلية العراقية يوم الإثنين إن قوات عراقية إعتقلت "رئيس" ما يسمى (دولة العراق الإسلامية) للمنطقة الشمالية وخمسة من مساعديه ،في عملية نفذتها الأحد قرب الضلوعية ،فيما أفاد مصدر في الشرطة عن إعتقال ستة من المساعدين .

وأضاف عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية لوكالة (اصوات العراق) المستقلة "قامت قوات عراقية من الشرطة والجيش من إلقاء القبض على ما يسمى (رئيس دولة العراق الإسلامية) للمنطقة الشمالية ،ويدعى محارب عبد الله لطيف الجبوري."

وأوضح خلف أن إعتقال الجبوري جاء "خلال عملية عسكرية كبيرة نفذتها القوات العراقية ،

في الساعة الرابعة من صباح أمس الأحد ،في منطقة مناطق البساتين شرقي بلدة الضلوعية."

وأشار إلى أن العملية أسفرت أيضا عن إعتقال "خمسة من مساعدي الجبوري."

وتقع ناحية ( الضلوعية) ضمن إقليم محافظة صلاح الدين ،وعلى مسافة (90 كم) إلى الشمال من بغداد .

ورفض المتحدث باسم الداخلية إعطاء أي تفاصيل إضافية ،كما لم يصدر عن الجيش الأمريكي بيان حول الواقعة .

وكانت جماعات مسلحة يعتقد أن لها صلة بتنظيم ( القاعدة) في العراق ومنضوية تحت تجمع يطلق على نفسه (مجلس شورى المجاهدين) أعلنت ،منتصف تشرين الأول إكتوبر الماضي ،إقامة ما أطلقوا عليه (دولة العراق الإسلامية) .

وقالت الجماعة ،في بيان وقتذاك ،إن هذا التشكيل يأتي ردا على إقرار البرلمان العراقي قانون تشكيل الأقاليم ،وأن تلك الدولة تضم المحافظات والمناطق التي أغلب سكانها من السنة العرب.

ودعا البيان "المجاهدين وعلماء العراق وشيوخ العشائر وعامة أهل السنة إلى بيعة أمير المؤمنين الشيخ ( أبو عمر البغدادي) مرشد الدولة الجديدة" ،التي أشار إلى أنها ستقام في بغداد والأنبار وديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى وأجزاء من محافظتي بابل وواسط .

من جانبه ،ذكر مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أن العملية العسكرية المشتركة في الضلوعية " أسفرت عن إعتقال شخصية قيادية كبيرة من تنظيم ما يعرف بـ (دولة العراق الإسلامية) ،ومعه ستة من معاونيه."

وأضاف المصدر ،في إتصال مع ( أصوات العراق) اليوم ،أن قوات من الشرطة العراقية والفرقة الرابعة التابعة للجيش العراقي " تمكنت من إلقاء القبض على محارب عبد الله لطيف الجبوري ،وهو من الشخصيات القيادية في ما يعرف بتنظيم (دولة العراق الإسلامية)

مع ستة من معاونيه في مناطق البساتين شرقي الضلوعية."

ووصف المصدر العملية بـ "المباغتة... والناجحة جدا ،ومبنية على معلومات الإستخبارات الدقيقة."

وذكر أنه "لم تحدث مواجهات تذكر مع المسلحين" ،مشيرا إلى أنه العملية "عراقية بالمطلق... وإقتصر الدعم الأمريكي على الطيران."

فيما قال مصدر آخر في شرطة الضلوعية إن عدة إنفجارات قوية "وقعت في منطقة العمليات."

وكانت القوات العراقية قد بدأت ،أمس الأحد عملية عسكرية في منطقة ( الضلوعية) وفرضت حظرا للتجوال لا يزال ساري المفعول حتى اليوم الإثنين .

من جانبهم ،أفاد عدد من أهالي منطقة الضلوعية أن الجبوري يبلغ من العمر (36) عاما ، وهو متزوج ولديه أربعة أطفال... وحاصل على شهادة ( الماجستير ) في القانون ،ولديه ميول وتوجهات إسلامية متشددة .

وقال أحد الأهالي إن القوات الأمريكية "سبق واعتقلت الجبوري في العام (2004) ، ثم أطلقت سراحه بعد ما يقارب السنة."

وأضاف أن الجبوري " كان قد إعتقل أيضا في فترة حكم رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين ، بتهمة إنتمائه إلى حركات دينية متطرفة ،وأطلق سراحه بعد عدة أشهر."

بدوره دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الاحد المسلحين الذين يقاتلون حكومته الى قبول غصن الزيتون الذي يقدمه لهم والا فسوف يواجهون حملة امنية ستشمل كل شبر في ارض العراق.

وقال الجيش الامريكي انه يستعد لإقامة نقاط أمنية في مدينة الصدر ببغداد "في المستقبل القريب جدا" في ما سيصبح اختبارا للعزيمة العراقية والامريكية في التعامل مع أكثر المناطق حساسية من الناحية السياسية في بغداد.

وقامت القوات الامريكية والعراقية بدوريات في مدينة الصدر يوم الاحد لكن لم تبدأ بعد حملة واسعة النطاق كان القادة العسكريون الامريكيون قد وعدوا بها. ومدينة الصدر معقل لجيش المهدي التابع لرجل الدين المناويء للولايات المتحدة مقتدى الصدر وهو حليف أساسي للمالكي.

وقال المالكي أيضا انه ربما يعلن خلال اسبوعين عن تعديل وزاري طال انتظاره. ومن المتوقع ان يستبعد الوزراء الذين لا يؤدون مهامهم على خير وجه في التعديل الذي يعد به منذ اشهر.

وقال المالكي في مؤتمر ببغداد يهدف الى الاسراع بالمصالحة الوطنية انه لن يمكن التوصل الى توافق سياسي الا في وجود عراق مستقر.

وأعرب المالكي عن رضاه بالنتائج الاولية للخطة الامنية المدعومة من الولايات المتحدة في بغداد والمسماة بعملية فرض القانون. وأدى الهجوم الى تراجع عدد جرائم القتل التي ترتكبها فرق الموت الطائفية رغم ان تفجيرات السيارات ما تزال شائعة.

وقال المالكي ان الحكومة "لم تكن لتحتاج الى خطط امنية والى ممارسات امنية واستخدام للقوة الا مع الذين رفضوا منطق الحوار والذين اصروا على العمل من اجل اعادة الماضي.. وعدم الاستجابة الى نداء المصالحة والوحدة الوطنية" في اشارة الى المسلحين العرب السنة الموالين لصدام حسين.

وأضاف "نحن نمد يدا فيها غصن زيتون اخضر واخرى فيها القانون ولهذا استجاب الكثير الى اليد التي تحمل غصن الزيتون فيما تمرد اخرون."

ويقول مسؤولون شيعة ان حكومته من الممكن أن تنهار ما لم تنجح الخطة الامنية في القضاء على أعمال العنف الطائفية التي تهدد بالزج بالعراق في اتون حرب اهلية شاملة.

وتعهد المالكي وهو شيعي بالتصدي للميليشيات الشيعية بنفس العزم الذي يواجه به المسلحين السنة رغم ان بعض زعماء السنة يشككون في ذلك ويتهمونه بعدم التحمس للمحاولات التي تهدف الى ارضاء السنة الذين كانت لهم الهيمنة في عهد صدام حسين.

ولم يذكر رئيس الوزراء ما اذا كان سيتم العفو عن اي مسلحين يتوقفون عن القتال.

وقال مصدر في الشرطة العراقية ان قوات الامن بدأت انشاء نقاط تفتيش حول مشارف مدينة الصدر.

وتتجه الانظار لكيفية تنفيذ الخطة الامنية في مدينة الصدر باعتبارها اختبارا لمدى استعداد المالكي للتعامل مع الجميع على قدم المساواة.

وقال السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاد لمحطة تلفزيون سي.ان.ان "اليوم ذهبت قوات التحالف والقوات العراقية الى مدينة الصدر.

"رئيس بلدية مدينة الصدر رحب بقوات التحالف اليوم ووعد بالتعاون معها."

وقال الكابتن كيرتس كيلوج المتحدث باسم الجيش الامريكي انه سيجري عما قريب انشاء مركز أمني مشترك للقوات العراقية والامريكية في مدينة الصدر.

وأضاف "الخطط قيد الاعداد من أجل اقامة ذلك (المركز) هناك في المستقبل القريب جدا."

وقال شهود من رويترز في تلك المنطقة انهم لم يروا أو يسمعوا بأي نشاط عسكري غير عادي يوم الاحد في تلك المنطقة الشيعية الفقيرة.

وفي مؤتمر صحفي لاحق قال المالكي انه سيتم كشف النقاب عن التغييرات الوزارية اما هذا الاسبوع أو الاسبوع القادم. ولم يعط أي تلميحات بشأن الوزراء الذين سيتم الاستغناء عنهم في الحكومة الجديدة.

وفي أوائل نوفمبر تشرين الثاني دعا المالكي الى تعديل وزاري "شامل" لبعث رسالة لكل الوزراء بأنهم ربما يعزلون ما لم ينجحوا.

ويقول قادة أمريكيون ان خطة بغداد تهدف الى اتاحة الفرصة لالتقاط الانفاس للسماح للسياسيين بالتوصل الى توافق سياسي.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 6 آذار/2007 -16/صفر/1428