سيناريو الاختطاف والقتل الجماعي في ديالى تكتبه ايادي الدولة التكفيرية

عاد سيناريو الاختطاف والقتل الجماعي للظهور مرة أخرى في محافظة ديالى ليتصدر نشرات الاخبار وذلك من خلال حادث اختطاف 18 من عناصر قوة التدخل السريع على طريق بعقوبة الخالص يوم الخميس الماضي ، فيما كان العام الماضي شهد قيام عناصر مسلحة باختطاف العشرات على الطريق السريع بين بغداد ومدينة بعقوبة.

وقال مصدر امني مسؤول في الشرطة العراقية لوكالة أنباء( أصوات العراق) إن "قيام عناصر المجاميع المسلحة ( الاهابية) بخطف 18 عنصرا من قوة التدخل السريع في المنطقة الواقعة بين قضاء الخالص ومدينة بعقوبة يعطي مؤشرا خطيرا على ان هذه الجماعات تسيطر على مناطق محددة من ديالى ولها السطوة عليها رغم انتشار القوات الامنية في العديد من المناطق."

وأضاف أن عملية الخطف الجماعي لعناصر امنية يعد في منتهى الخطورة ويحتاج الى وقفة وفتح تحقيق من قبل كبار المسؤولين لمعرفة تفاصبل هذا الحادث الاجرامي.

وأضاف أن " الجماعات التكفيرية ومن والاها تضرب القوات الامنية في ديالي وتعتبرها مساندة للقوات المتعددة الجنسيات ويحاولون فرض امارة اسلامية في ديالى وهذا الامر لن يتحقق لهم لاننا سنطهر ديالى من فلولهم."

وكانت وزارة الداخلية العراقية أكدت امس الجمعة إختفاء مايقرب من 18 شخصا من منتسبيها في محافظة ديالى، وقالت انهم اختفوا يوم الخميس بعد أن غادروا اماكن عملهم متجهين الى مناطق سكناهم.

وقالت مصادر أمنية إن أغلب المختطفين من سكنة ناحية جديدة الشط التي تقع قرب الخالص، 20 كلم شمال بعقوبة.

وتقع بعقوبة على مسافة 55 كلم شمال شرق بغداد، وهي عاصمة محافظة ديالى.

وقال بيان على موقع بالانترنيت تستعمله جماعة تطلق على نفسها اسم "دولة العراق الاسلامية" أن هذه الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن اختطاف 18 شخصا من منتسبي الشرطة في ديالى.

واضاف البيان ان "هذه العملية تأتي انتقاما على حادثة اغتصاب صابرين الجنابي."

وكانت صابرين الجنابي، وهي من بغداد، قد زعمت قبل نحو اسبوعين انها تعرضت للاغتصاب من قبل مجموعة من قوات الشرطة العراقية غير أن الحكومة العراقية نفت هذه المزاعم وقدمت تقارير طبية تظهر أنها لم تتعرض لاغتصاب.

ويعد طريق بغداد - بعقوبة ، وحسب شهود العيان على هذا الطريق ، من الطرق الخطرة اذ تنشط فيه الجماعات المسلحة.

وقال السيد جبار فرج من اهالي بعقوبة(55) عام لـ ( اصوات العراق) " العام الماضي فقدنا اكثر من سبعة من عشيرتنا على هذا الطريق الذي يوصف ويطلق عليه (طريق الموت) لان الجماعات المسلحة تنصب نقاط تفتيش وهمية وتقوم باختطاف المدنيين ومن ثم تقتلهم وترمي بجثثهم على الطريق العام."

وأضاف " الجماعات المسلحة تحاول فعلا فرض سيطرتها ،وقد باشرت بعدد من مناطق ديالى بتطبيق قوانين الامارة الاسلامية التي اعلنوها في ديالى."

من جانبه قال السيد ابو ناصر من سكان بعقوبة " العديد من اهالي المدينة يخافون من السفر على طريق بغداد- بعقوبة خوفا من الاختطاف او التصفية من قبل الجماعات المسلحة التي تنتشر في تلك المناطق."

واشار إلى أن " الجماعات التي تنتشر بينهم عناصر أجنبية مثل من مختلف الجنسيات وحتى عناصر تحمل الجنسية العربية ، وهذا الطريق راح ضحيته العشرات من الابرياء نتيجة سطوة تلك الجماعات."

يذكر ان طريق بغداد- بعقوبة شهد العام الماضي اختطاف العشرات من قوات الامن العراقية والمدنيين وتفرض الجماعات المسلحة سطوة وسيطرة على العديد من مناطق ديالى.

وقامت الجماعات المسلحة العام الماضي باعلان قيام ما يسمي بامارة الدولة الاسلامية في عدد من محافظات العراق ومنها ديالى واطلقوا عليها ما يسمى" دولة العراق الاسلامية."

هذا وبث تنظيم "دولة العراق الإسلامية" السبت شريط فيديو بتفاصيل إعدام 18 شرطياً عراقياً في تأكيد لإعلانه السابق باختطاف العناصر الأمنية وتصفيتهم رداً على مزاعم اغتصاب امرأة سنية بواسطة عناصر من الأمن العراقي الذي يهيمن عليه الشيعة.

وأظهر الفيديو، ومدته ثلاث دقائق و43 ثانية، العناصر الأمنية معصوبة الأعين وقد صفت في ثلاثة صفوف وبدا خلفها مسلحاً ملثماً يشهر سلاحه على المجموعة.

وعرض المقطع الأخير من الفيديو، ومدته 21 ثانية، جميع العناصر الأمنية جاثية على الأرض في حقل وفي الخلف مسلحين أثنين ملثمين وثالث يحمل راية، وهلل صوت بالتكبير قبيل أن يبدأ إطلاق النار.

ونظراً لكيفية تساقط جثث القتلى بدا واضحاً مشاركة آخرين في عملية الإعدام دون الظهور أمام عدسات الكاميرا.

ولم يتسن لـCNN التأكد بصورة مستقلة أو منفصلة من مصداقية الفيديو الذي نشره موقع إلكتروني دأب على بث بيانات وأشرطة فيديو "تنظيم دولة العراق الإسلامية."

وبررت مواقع إلكترونية متشددة العملية كرد انتقامي على اغتصاب "صابرين الجنابي" التي زعمت تعرضها للاغتصاب على يد الشرطة العراقية كما تنقل الـ (CNN).

وتوعد بيان صادر عن الحكومة العراقية السبت بملاحقة المسؤولين عن عملية إعدام العناصر الأمنية وحملت المسؤولية في هذه الحادثة للاطراف التي "أثارت كذبة الاغتصاب وروجت لها".

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 5 آذار/2007 -15/صفر/1428