خطة فرض القانون تفتح ابوابا نحو الامل بعد تحقيقها خطوات ايجابية

 شبكة النبأ: بعد دخول الخطة الامنية الجديدة لفرض القانون في بغداد وضواحيها يبدو ان الحديث اصبح ممكناً عن وجود نجاحات اولية تشير الى انخفاض نسبة القتل الطائفي ووصوله الى ادنى مستوى خلال العام المنصرم وكذلك استهداف بؤر الارهاب بعمليات اكثر تنظيما ونجاحا من ذي قبل مما يدل على حرص الاطراف كافة العراقية والامريكية على انجاح الامل الاخير في فرض القانون ووقف التدهور الامني المضطرد.

وقال مسؤول عسكري أمريكي إن عمليات العنف المسلح إنخفضت بنسبة (60%) خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى عودة (25) عائلة مهجرة إلى منازلها في منطقة الدورة جنوبي بغداد.

وأضاف براين روبرت، آمر اللواء الثاني في فرقة الخيالة الأولى للجيش الأمريكي والمسؤول عن قاطع عمليات (الرشيد) جنوبي بغداد، في تصريح لوكالة أنباء أصوات العراق المستقلة "لمسنا نجاحات للخطة الأمنية (فرض القانون) خلال الأيام العشرة الماضية."

وأوضح أن تلك النجاحات " تمثلت في إنخفاض العمليات ( الإرهابية) والتفجيرات والسيارات المفخخة وشن الهجمات المسلحة على القوات الأمنية بنسبة (60%)."

وزاد " كما إنخفضت أعمال التهجير القسري بنسبة كبيرة... بل أن اعدادا من المهجرين عادوا فعلا إلى منازلهم."

وذكر روبرت أنه " تم عودة (25) عائلة مهجرة في منطقة ( الدورة) وحدها إلى منازلهم" ،

مشيرا إلى وجود "إحصائيات عن عودة عوائل أخرى في مناطق أخرى من بغداد."

وأردف قائلا "القوات الأمنية العراقية تعمل جنبا إلى جنب مع القوات المتعددة الجنسيات لتنفيذ خطة (فرض القانون) في بغداد."

وأعلنت الحكومة العراقية قبل عدة أيام عن بدء تنفيذ خطة أمنية جديدة سميت (خطة فرض القانون) تهدف إلى التصدي للجماعات المسلحة التي تشن هجمات ضد المدنيين وقوات الأمن العراقية والقوات الأمريكية والمتعددة الجنسيات في بغداد وعدد من المدن العراقية المتاخمة للعاصمة.

وقالت الإدارة الأمريكية إنها تدعم الخطة الجديدة، وقرر الرئيس جورج بوش إرسال (21500) جندي إضافي إلى العراق للمشاركة في تنفيذ الخطة إلى جانب قوات الأمن العراقية.

وذكر المسؤول الأمريكي أنه تم صرف "مبلغ عشرة ملايين ومائتي ألف دولار لتنفيذ (60) مشروعاً خدمياً في حي ( الرشيد) جنوب غربي بغداد"، موضحا أن جهوداً أخرى تبذل "من أجل تنفيذ مشاريع إعمارية وخدمية" جديدة .

وأشار إلى أن المشروعات التي نفذت في حي الرشيد " تشمل إعادة إعمار البنية التحتية والمياه والمجاري والكهرباء، فضلاً عن خدمات تربوية وصحية ورفع القمامة" من الشوارع. 

ونقلت رويترز عن الجيش الامريكي قوله ان الحملة الامنية الامريكية العراقية في بغداد قللت من جرائم القتل الطائفي لتسجل أدنى مستوياتها منذ نحو عام كما أن الحملة الامنية تعوق حركة تنظيم القاعدة في المدينة.

وقال الجيش الامريكي في بيان ان الهجمات بقنابل مزروعة على الطريق انخفضت أيضا.

وأضاف القادة أن الخطة الامنية ما زالت في أيامها الاولى وأنها ستحتاج بعض الوقت لكي تُحدث أثرا كبيرا في وقف العنف الذي يخشى كثيرون أن يؤدي الى انزلاق العراق صوب حرب أهلية بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية.

وقال البريجادير جنرال جون كامبل نائب القائد العام للمناورات التي تقوم بها القوات الامريكية في بغداد "بالرغم من مرور عدة أيام على الخطة الأمنية الا أن الوقت ما زال مبكرا للغاية للحديث عن الاتجاهات.

"ما زال القادة العراقيون وقادة الائتلاف على كل المستويات يشعرون بتفاؤل حذر."

وأوضح البيان أن التقارير عن جرائم قتل طائفية سجلت أدنى مستوياتها منذ نحوعام.

وقبل بدء الخطة الأمنية كان يعثر على ما بين 40 و50 جثة في شوارع بغدد يوميا وكثير منها يحمل آثار تعذيب. وانخفضت جرائم القتل هذه وفي بعض الاحيان تصل الى ما يصل الى خمسة يوميا.

وأضاف البيان الامريكي أن الخطة الامنية التي دفعت بآلاف اضافية من القوات الى الشوارع تحبط جهود تنظيم القاعدة لاعادة امداد خلاياه وتعرقل أيضا حركة القاعدة في شتى أنحاء بغداد.

من جهته قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان القوات الامريكية والعراقية قتلت نحو 400 ممن يشتبه في كونهم من المسلحين منذ بدء حملة أمنية كبيرة في بغداد.

وزار المالكي مركز قيادة العملية التي بدأت قبل عشرة أيام وحث قوات الامن على عدم الوقوع تحت تأثير الولاءات الطائفية.

ويتعرض رئيس الوزراء الشيعي لضغوط من واشنطن لاجتثاث الميليشيات الشيعية بنفس العزم الذي يواجه به المسلحين السنة.

وقد يؤدي احتجاز القوات الامريكية لفترة وجيزة يوم الجمعة لنجل عبد العزيز الحكيم أحد الزعماء الشيعة الاكثر نفوذا في العراق الى توتر علاقات حكومة المالكي مع واشنطن.

وقال المالكي للصحفيين انه جرى اعتقال 426 من المشتبه في كونهم من المسلحين خلال الحملة وان عددا "مقاربا من هذا الرقم تم قتلهم" منذ بدء الحملة في منتصف فبراير شباط. وينظر الى الحملة على انها الفرصة الاخيرة لمنع اندلاع حرب اهلية شاملة.

والى الشمال من بغداد قالت وزارة الداخلية العراقية ان القوات العراقية تدعمها طائرات أمريكية قتلت "عشرات" من المسلحين في قاعدة للمتمردين في وقت مبكر من صباح يوم السبت.

وقال العميد عبد الكريم خلف المتحدث باسم الوزارة ان قوة عراقية كبيرة اشتبكت مع المسلحين في منطقة مشهدة الريفية عند الفجر. ودمرت الضربات الجوية الامريكية القاعدة.

وقال المالكي ان خطة تأمين بغداد ستمتد الى محافظات اخرى فور نجاحها في تحقيق الاستقرار ببغداد. واضاف انه متفائل للغاية تجاه هذه الخطة بسبب التعاون بين الناس وقوات الامن.

وذكر بيان صادر عن مكتبه ان رئيس الوزراء أعاد تذكير قوات الامن باحترام المدنيين خلال عمليات المداهمة. وقال البيان انه سيتم معاقبة كل الذين يتساهلون في عمليات التفتيش التي تستهدف افرادا من طائفتهم او عرقيتهم.

وأدت الحملة الامنية على ما يبدو الى تقليص عدد ضحايا فرق الاعدام الذي كان يتراوح يوميا في بغداد بين 40 و50 في الاشهر الماضية لكن القادة الامريكيين يقولون ان الامر سيستغرق عدة اشهر لاصدار حكم حقيقي على مدى نجاحها.

وكانت خطة أمن بغداد قد بدأت قبل عشرة ايام ، وتسعى من خلالها الحكومة للقضاء على العمليات المسلحة والمظاهر المسلحة والميليشيات المنتشرة في بغداد.

وأضاف المالكي أن خطة أمن بغداد تهدف الى " تفكيك البنى التحتية للمؤسسات التي تنطلق منها العمليات (الارهابية) والتي تحولت الى متلقى للمساعدات التي تقدم (للارهابيين) والخارجين على القانون من قبل دول او منظمات من خارج العراق."

وأشار إلى أن " تحطيم هذه المؤسسات سواء كان فيها عراقيون او من قبل عناصر خارجية غير عراقية يعني عدم إفساح المجال امام التدخل الخارجي لكي يترجم موقفه المعادي للعراق وللعملية السياسية فيها."

وتوعد المالكي القيادات والشخصيات السياسية المعارضة التي تقوم بتوجيه انتقادات لاذعة لخطة امن بغداد باتخاذ اجراءات ضدهم من خلال تفعيل قانون (الارهاب) ،وقال إن مثل هذه التصريحات تتعارض "مع الارادة الوطنية."

وأضاف " هناك بعض الناس لديهم مخلفات ويحنون الى الماضي ويحملون اجندات سياسية وجدوا انها اصبحت امام عاصفة فمن الطبيعي ان نسمع منهم تصريحات غير سليمة وسلبية."

واشار " قد نعذرهم اذا صرحوا تصريحات سيئة لكن لن نسمح لهم الى الابد بهذه التصريحات." وأضاف أن " قانون مكافحة (الارهاب) والمصلحة الوطنية العليا تقتضي الالتزام ووحدة الخطاب على كل الذين يشتركون بالعملية الساسية وعلى من هم خارج العملية السياسية ان يعلموا ان عليهم ان يحترموا القرار الوطني وارادة الشعب العراقي التي عبر عنها من خلال صناديق الانتخابات."

من جهة اخرى وصف سليم عبد الله الناطق بأسم جبهة التوافق العراقية الخطة الامنية بالناجحة وذلك بعد اقل من اسبوعين من بدء تطبيقها ، فيما اعرب النائب حميد مجيد موسى عن القائمة العراقية عن امله ان تكون القوات العراقية قد استفادت من الاخطاء التي وقعت فيها سابقا و قال النائب حسن الشمري أن الخطة حققت نجاحا في وقف الاقتتال الطائفي.

وقال عبد الله لوكالة أنباء (أصوات العراق) " يمكننا القول ان الامان قد عاد في مناطق كانت غير امنة قبل تنفيذ الخطة وعد ذلك بالمؤشر الجيد بالاضافة الى عودة عدد من النازحين والمهجرين الى منازلهم."

واوضح عبدالله أن" ذلك لا يعني عدم وجود بعض الخروقات التي تم تاشيرها والتي نتمنى ان لا تاخذ طابعا منهجيا بقدر ما تكون سلوكيات وتصرفات سلبية فردية."

وعن دور مجلس النواب في انجاح الخطة قل عبد الله أن" دور الاعضاء يكون رقابيا وبالذات فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الانسان مع ادراكنا ان خطة كبيرة بهذا الحجم لا يمكن ان تمر بدون اخطاء." وطالب أن" يلجاء المسؤولين عن تنفيذ الخطة للقضاء خصوصا في مجالات التفتيش والاعتقال مشيرا الى ان ذلك لم نلحظة في الايام الماضية."

من جانبه اعرب النائب حميد مجيد موسى عن القائمة العراقية عن امله ان تكون القوات العراقية قد استفادت من الاخطاء التي وقعت فيها اثناء تنفيذها الخطط السابقة، وان تكون قد جمعت امكانيات النجاح وفقا للمباديء التي اعلنها رئيس الوزراء في الجلسة الخاصة بمناقشة مبادىء الخطة والتي حصلت على موافقة اجماع البرلمان.

وقال موسى (لأصوات العراق) أن" المؤشرات الاولية لتنفيذ الخطة الامنية تدعو للاطمئنان وان النجاح سيحالفها رغم التحديات والصعوبات التي تقف امامها."

وطالب"بتفعيل الاجراءات السياسية التي تركز على المصالحة الوطنية وتنشيظ العلاقات السياسية الداخلية والخارجية لمصلحة الاستقرار وتفعيل النشاط الجماهيري المصاحب لتنفيذ الخطة."

وقال "ان الحاجة الملحة والمسؤولية الوطنية تتطلب من الجميع خطابا متوازنا وحذرا في تناول الوقائع والتاكد والتدقيق من تناول الاخبار والابتعاد عن التهييج والاثارة وتاجيج المشاعر."

وقال حسن الشمري عضو مجلس النواب (عن قائمة الائتلاف الموحد) ان "القراءة الاولية لخطة أمن بغداد تقول انها حققت نجاحا في وقف الاقتتال الطائفي مع وجود خروقات سواء كانت عن طريق السيارات المفخخة او الاحزمة الناسفة."

واوضح" ان الاجراءات الامنية لخطة (فرض القانون) ما زالت بدائية ولم تعتمد على التكنولوجيا العالية كأجهزة السونار لمساعدة الاجهزة الامنية في الكشف المبكر عن السيارات المفخخة عن بعد."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 1 آذار/2007 -11/صفر/1428