"هتلر" يلهم الارهاب لاستخدام غاز الكلور ضد المدنيين في العراق

 شبكة النبأ: منذ ما يزيد على ثلاث سنوات دخلت الى العراق مصطلحات عنف وأساليب قتل جديدة قلما شهد التاريخ مثل بشاعتها فبعد عجز الارهاب عن مواجهة قوات الامن مباشرة تحول الشعب الأعزل الى اهداف مباشرة لتنظيم القاعدة والمتحالفين معه من البعثيين والتكفيريين عبر القصف العشوائي على الآمنين وتفجير السيارات المفخخة في الاسواق والاماكن العامة بهدف ايقاع اكبر خسائر بشرية وخلق انطباع لدى المواطن بضعف الدولة وعدم قدرتها على حمايته وتأمين مصالحه وبالتالي اسقاط الحكومة.

وقال محللون لشبكة النبأ المعلوماتية، آخر ما توصل اليه الارهابيون هو تفجير قناني غاز الكلور على المواطنين بهدف ايقاع اكبر عدد ممكن من الخسائر وخلق الذعر والهلع والايحاء بان الارهاب توصل الى صنع واستخدام الاسلحة الكيماوية وهم بهذا يعيدون جرائم "هتلر" الذي كان أول من عبأ غاز الكلور في قناني خاصة وضرب بها جيوش الحلفاء ابان الحرب العالمية الاولى.

ويضيف المحللون، بالرغم من ان غاز الكلور يعتبر من الغازات الخانقة المهيجة للاغشية المخاطية إلا انه لا يسبب الموت إلا في حدود دائرة ضيقة جداً من مركز الانفجار وقد يكون اقل تأثيراً بكثير من انفجار سيارة مفخخة، وهذا ما ثبت في انفجار صهريج الغاز الاربعاء الماضي حيث قتل خمسة فقط من 180 حالة اصابة كانت في منطقة التلوث.

واضاف المحللون لـ شبكة النبأ: يبدو ان الارهابيين يعانون من نقص حاد في امدادات المتفجرات ولذلك يلجأون الى هذه الاساليب البائسة لخلق الفوضى والقلاقل. ولعل مؤشر حدوث اعتدائين متماثلين بالغاز خلال الاسبوع الماضي يوضح حدوث سرقة منظمة مسبقاً لمخازن حاويات الكلور الموجودة اصلاً في المناطق الساخنة غرب بغداد على طريق المرور السريع للفلوجة. وهو ما يعد تقصيرا في واجب الحفاظ على ممتلكات الدولة ايضا.

كما ان هذا التكتيك محكوم بالفشل حتماً لصعوبة التحكم بالحاويات الضخمة للغاز وصعوبة نقلها واخفائها واذا ملئت منها اسطوانات صغيرة فستكون ذات مفعول شبه معدوم سوى تأثير شضايا الانفجار فقط، ومع ذلك كان حرياً بالحكومة ان تصدر اعلانات في كافة وسائل الاعلام عن كيفية التعامل والاستطباب والمعالجة الخاصة بالتسمم لغاز الكلور، وطمئنة المواطن بأن الابتعاد من منطقة التلوث واستنشاق الهواء النظيف هو اساس العلاج للاصابة بهذا الغاز، وعدم أخذ اية علاجات فورية.

وقال الجيش الامريكي يوم السبت إن مسلحين من تنظيم القاعدة في العراق كانوا يعدون لانتاج قنابل كيماوية بدائية باستخدام الكلور في مصنع لتلغيم السيارات اكتشف الاسبوع الماضي غربي بغداد حسب تقرير لـرويترز.

وقال الجيش ان المصنع الذي عثر عليه في الكرمة شرقي الفلوجة له صلة بهجمات نفذت في الآونة الاخيرة واستخدم فيها الكلور لتحويل المتفجرات الى أسلحة كيماوية تطلق غازاً خانقاً سبب الاعياء لعشرات الاشخاص.

وقالت اللفتنانت كولونيل فاليري كيفيني للصحفيين خلال مؤتمر صحفي عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة من محافظة الانبار الغربية ان القوات الامريكية عثرت على منشورات دعائية للقاعدة واسطوانات رقمية تفاعلية في المصنع الذي تمت مداهمته.

وأضافت "هذا بالطبع دليل على أن القاعدة تحاول تعديل تكتيكاتها الهجومية. هل هذا تهديد..نعم..هل نحن مستعدون للتعامل معه..نعم."

وتسببت قنبلتان هذا الاسبوع استخدم فيها الكلور في مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص في بغداد والتاجي شمالي بغداد. وأصابت القنبلتان بالاعياء عشرات اخرين شكوا من الشعور بالاختناق بعد استنشاق الغاز الذي انطلق بعد الانفجار.

وفي مصنع الكرمة عثرت القوات الامريكية على خمس سيارات وقذائف مورتر ومدفعية وقنابل بدائية وحاويات مليئة بغاز البروبان وثلاثة براميل مليئة بالكلور.

كما عثر على ثلاثة براميل أخرى تحوي النيتروجلسرين وهو مادة كيماوية تسرع الانفجار.

وقال الكابتن مات جريجوري قائد الوحدة التي اكتشفت المصنع "كان لديهم جميع الذخائر والسيارات. الكيماويات التي عثر عليها لم تحول لاسلحة بعد لكنهم على الارجح كانوا يخططون لاستخدامها."

وقال جنرال امريكي كبير ان المسلحين في العراق يستخدمون اسلحة كيماوية بدائية في حملة جديدة لإثارة القلاقل فيما عززت القوات الامريكية والعراقية حملة امنية في بغداد.

وتسببت قنبلتان استخدم فيهما غاز الكلور في مقتل ما يصل الى 11 شخصا هذا الاسبوع. واسفر الانفجاران اللذان وقع احدهما في بغداد والثاني شمالي العاصمة عن تصاعد ابخرة سامة تسببت في اصابة العشرات بمشاكل في التنفس.

وقال اللفتنانت جنرال ريموند اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق المسؤول عن ادارة العمليات اليومية للصحفيين في البنتاجون خلال اتصال عبر الاقمار الصناعية "ما يحاولون ان يفعلونه هو .. التكيف بشكل يسمح لهم بمواصلة اثارة القلاقل."

وقال "ذلك ما يفعلونه خاصة باستخدام متفجرات بدائية تحتوي على الكلور." مضيفا ان القوات الامريكية عثرت يوم الثلاثاء على اسطوانات من الكلور في مصنع للسيارات الملغومة قرب مدينة الفلوجة المتمردة الغربية.

وقال رجل يعالج في المستشفى لتلفزيون رويترز بعد تفجير قنبلة الاربعاء الماضي في بغداد "كنا نعمل في المحال عندما وقع فجأة انفجار ورأينا أبخرة صفراء. وشعر الجميع باختناق."

وقالت الشرطة العراقية ان شاحنة ملغومة انفجرت يوم الثلاثاء شمالي بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الاقل وانطلاق سحابة من غاز الكلور خلفت نحو 140 مصابا بالاختناق او الاعياء.

وقال اوديرنو في مصنع السيارات الملغومة القريب من الفلوجة ان القوات الامريكية عثرت على اربع مركبات في مراحل مختلفة من التجهيز لاستخدامها كقنابل اضافة الى مواد لتجهيز او تقوية المتفجرات مثل الأسمدة واسطوانات الكلور.

واستخدم غاز الكلور كسلاح في الحرب العالمية الاولى لكن استخدامه الان في هجمات المسلحين له وقع خاص على العراقيين. فقد استخدم الرئيس السابق صدام حسين أسلحة كيماوية ضد مناطق كردية في ثمانينات القرن الماضي اثناء الحرب بين العراق وايران.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 1آذار/2007 -11/صفر/1428