مذبحة الحبانية دليل آخر على استهداف الإرهاب لجميع العراقيين

علي حسين علي

 قلنا واكدنا، بأن الارهابيين التكفيريين لا يستهدفون الشيعة وحدهم، وأن الموت هي بضاعتهم الوحيدة التي يسوقونها للعراقيين..

وقد وقعت أحداث عديدة وعمليات إرهابية كثيرة راح ضحيتها المئات من اخواننا ابناء السنة، وكان الإعلام المضلل التكفيري يزعم في كل مرة ان وراء تلك الاحداث هو(الميليشيات الشيعية)  وهدفه من ذلك واضح وله وجهان: الأول زيادة حدة الفتنة الطائفية وتأجيج نارها باعتبار أن كل سنياً يقتل أنما يقتله الشيعي!!..

أما الوجه الثاني: فهو محاولة لاظهار التكفيريين والبعثيين وكأنهم يستهدفون في عملياتهم الأجرامية الشيعة فقط، وأنهم بذلك يأخذون بثأر السنة أو هم يدافعون عنهم.

وفي كل جريمة قتل جماعي يكون ضحاياه من أخواننا السنة كنا ندعو الى الحذر من الانسياق وراء ظواهر الأمور أو أخذها وكأنها هكذا..

وكنا نحث الآخرين بأن قتل عراقي أياً كان دينه أو مذهبه أو قوميته هي خسارة لكل العراق..وان لا فرق عندنا بين روح وروح فالكل هم عراقيون، وأن أستهدافهم بالقتل والتهجير انما هو الظلم بعينه، لا نقبله لأنفسنا كما لا نقبله لاخوتنا من ابناء الوطن الواحد.

ولكن تلك الدعوات الخيرة الحاثة على التبصر والانصاف قبل اطلاق الاتهامات الظالمة كانت تضيع وسط ضجيج اعلامي مفتعل تقوم به فضائيات تكفيرية واخرى عاشت على سحت صدام الحرام وثالثة طائفية لا ترى حقاً عند الآخرين..

 الى ان جاءت الجريمة الشنيعة والبشعة يوم السبت الماضي بتفجير صهريج محمل بالمواد الكيمياوية(الكلوردين) امام جامع في الحبانية وبعد انتهاء الصلاة مباشرة، واستشهد جراء هذا العمل الاجرامي (45) فرداً بينهم (17) امرأة و(110) مصابين، وكل هؤلاء الشهداء والمصابين هم من ابناء السنة ولم يكونوا من الشيعة.

ومر الحادث وكأنه أمر لا قيمة له بالنسبة لوعاظ السلاطين وفقهاء التكفير ولم تستنكر أو تدين أية جهة من الجهات اياها التي تدعي الحرص على حياة العراقيين، والتي كانت تدق الطبول زيفاً وبطلاناً عندما يتعرض مسجداً سنياً أو فرداً سنياً الى الاذى والاساءة..

فما الذي اسكت هؤلاء المضللين، وهم على دراية تامة بالقتل ومعرفة وثيقة بالتقتيل! وما هي جريرة هؤلاء الناس الابرياء الذين بينهم نساء وأطفال ليقتلوا بمثل هذه المذبحة الشنيعة؟ أما كان الأجدر بالهيئات والجمعيات المعنية أن تصدر بياناً تستنكر فيه الجريمة؟ أما كان الاحرى بها أن تظهر موقفاً صادقاً وحريصاً ان كانت هي فعلاً تتبنى(مظلومية السنة) كما تزعم وتدعي!.

أبن فلان..وعلان، الذين يملأون الفضائيات صراخاً وملؤوها فعلاً على فرية (العفيفة صابرين)؟ ألا يستحق 155 شهيداً وجريحاً في فاجعة الحبانية أن تعزى عوائلهم على الأقل؟.

كنا قد قلنا، ولاكثر من مرة بان الارهاب خطر داهم كل العراقيين، وانه لا يفرق بين شيعي وسني أو عربي وكردي أو مسلم ومسيحي..الارهاب لا دين له ولا نسب، فهو وباء على الجميع.

تحدثنا عن الذين سكتوا وكأنهم لم يسمعوا بما جرى في الحبانية وجامعها يوم السبت الماضي..وكأن الحادث لم يقع، فلا شيوخ الضلال قالوا شيئاً ولا فضائيات التلفيق والخدع اهتمت بالأمر، مع أن عديد الضحايا تجاوز المئة من المسلمين السنة الذين يدعي المضللون والضواري حرصاً عليهم.

من تحدث عن الحادث الجلل كأنه أصاب العراقيين جميعهم هو سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وزعيم الائتلاف العراقي الموحد في بيانه الذي صدر يوم الفاجعة داعياً فيه ابناء الشعب العراقي صفاً واحداً متراصاً في وجه جميع المحاولات اللئيمة التي تستهدف قتل وابادة ابناء العراق جميعاً..وان شعبنا الأبي الصابر سيبقى صامداً محتسباً قوياً بوجه اعدائه بكل شجاعة رغم خسة المحاولات الهمجية الخائبة التي نكشف يوماً بعد الآخر عن الوجه القبيح لاعداء العراق وابناء شعبه..داعياً الله عز وجل أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.

واخيراً، لابد أن نشير الى أن السبب الحقيقي وراء تلك الجريمة المتوحشة هو أن امام المسجد كان قد قال في خطبة الجمعة-قبل يوم من وقوع الجريمة- بضرورة طرد أتباع القاعدة من العراق لانهم أعاثوا في الأرض فساداً.. وكل جريرة هؤلاء الشهداء والجرحى انهم كانوا بالقرب من المسجد الذي قال امامه كلمة حق يخشاها الارهابيون التكفيريون..ولم يكن ردهم بالتي هي أحسن، بل بالأسوأ والأشد سوءاً وهو قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 28 شباط/2007 -11/صفر/1428