في عيد الغدير: الوعي الولائي يغني مشروع الوحدة الإسلامية

بقلم: م.غريبي مراد عبد الملك(*)

 يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}  روى ابن جرير الطبري في كتاب الولاية عن زيد بن أرقم –الصحابي المعروف-أن هذه الآية نزلت في يوم غدير خم بشأن علي بن أبي طالب(ع)، وكذلك الخطيب البغدادي في تاريخه عن أبي هريرة، نقلا عن تفسير الأمثل،" عن النبي (ص) أن الآية:"اليوم أكملت لكم دينكم" نزلت عقيب (غدير خم) و العهد بالولاية لعلي عليه السلام، و في هذه المناسبة قال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولى كل مسلم"(1) كما جاء في كتاب الغدير إضافة إلى الروايتين السابقتين ثلاث عشر رواية أخرى لمن أراد الاستبصار أكثر...

و أيضا ورد ذكرها في تفسير القرآن العظيم لابن كثير  الدمشقي الجزء الثاني الصفحة555 طبعة دار الفكر 2002) برواية ابن مردويه من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري و من طريق أخرى  عن أبي هريرة أنها نزلت في اليوم الثامن عشر ذي الحجة، لكن عصبية الحافظ أبي الفداء لمذهبه جعلته يعقب بقوله"لايصح هذا و لا هذا، بل الصواب الذي لا شك فيه و لا مرية أنها نزلت يوم عرفة و كان يوم جمعة..."لا نريد مناقشة صدقية هذا الخبر لأننا على حد قول العلامة المرجع السيد فضل الله دام ظله في إحدى خطبه بمناسبة ذكرى عيد الغدير:" عندما نستعيد حدث الغدير، نتأكد أن الذي رواه من الصحابة، وبحسب ما ذكره صاحب الغدير، مئة وعشرة، ورواه من العلماء ثلاثمئة وستون عالماً، فحديث الغدير هو من الأحاديث الثابتة التي رواها باختلاف التفصيل والإجمال كبار السنّة والشيعة معاً، فلا ريب فيه ولا شك، بالرغم مما نسبه اليّ بعض الناس ـ زوراً وبهتاناً ـ بأنني أشكك في سند الغدير.

 ولكن علينا أن لا نجعل من اختلاف المسلمين في قضية الخلافة أساساً للعصبية، نقولها للسنة وللشيعة، لأن الله قال لنا فيما تنازعنا فيه، سواء كان الأمر في شؤون الخلافة والإمامة أو الفقه أو في أيّ شيء من تفاصيل القضايا الإسلامية: {فإن تنازعتم فيه شيء فردوه إلى الله والرسول}".

ثم إن  موسوعة الغدير رفعت كل الشبه و أنارت العقول و ركزت القضية و الرسالة العظيمة التي نستوحيها في رحاب هذه الذكرى الزكية و الاجتباء الرباني للإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام، كوني أسست هذه السطور لأجل قراءة معاصرة لذكرى الولاية في يوم الغدير العظيم عظمة الإمامة كمصداق  للنبوة  و إمتداد لها بمستوى لا يتلقى الوحي و لكنه استوعب الوحي المنزل على النبي الأكرم (ص) استيعابا أمينا و صادقا و عادلا...

قيمة الولاية أنها المصحح  الأمين و الأمثل لما يقع من أخطاء في  وعي مفاهيم الإسلام عبر الزمن الإسلامي كله بعد وفاة النبي الأكرم (ص)، بالمختصر المفيد الولاية حارسة للإسلام بعد غياب رسول الله (ص).

من الأمور الأساسية في  الحديث عن عيد الغدير هي مسألة بعث الوعي بمحوريته في حل المأزق التاريخي للمسلمين، وهذا الأمر رغم  صدقيته إلا انه ككل الحقائق التاريخية المغيبة أو التي تعرضت للتحوير و النفلسف، مشكلتها في عدة معوقات للتفكير السليم و التحقيق العلمي لدى المسلم عبر التاريخ الإسلامي كله، و من بين هذه المعوقات نذكر: العصبية و التقاليد والموروثات و الاستبداد بالرأي و الاستضعاف...إلى ما هنالك من معوقات أخرى.

و القرآن العظيم  حث في العديد من آياته  على تجاوز كل معوقات التفكير السليم كشرط لتحقق الوعي الإسلامي و أيضا  النبي الأكرم (ص) حث على التفكير السليم من خلال أمره بآلته (العقل) يقول: "استرشدوا العقل ترشدوا و لا تعصوه فتندموا" و كذلك أئمة الهدى عليهم السلام في أحاديثهم التربوية و مواعظهم  الرسالية لشيعتهم فقد ورد عن الإمام الجواد عليه السلام: "من أطاع هواه أعطى عدوه مناه، فطوبى لمن غلب نفسه  و لم تغلبه و ملك هواه و لم يملكه"، و عليه فمعوقات التفكير السليم كلها تتعلق بالهوى  حيث يقول جوزيف جاسترو: «إن الهوى هو الحكم على شيء مقدما، وفي أثناء عملية الاستدلال يجعلنا نتجاهل بعض الوقائع، ونبالغ في تقدير بعضها الآخر ميلا منا نحو نتيجة في ذهننا منذ البداية». ناهيك عن قتل العقل الإيماني في الإنسان، و عيد الغدير في هذا الخصوص تعرض لمؤامرات سياسية و اجتهادية زائفة لأجل تحويره أحيانا و دفنه في سراديب المذهبية أخرى لكن الحق دوما يعلوا و لا يعلى عليه لأن الغدير بذاته صميم  تجليات الثقلين اللذين أوصى بالتزامهما النبي الأكرم صلى الله عليه و آله التزاما رصينا و إلا الضلال... 

وعيد الغدير هو كاشف الحقائق في مصادر المسلمين و مرتب الأمور الإسلامية لذلك هناك حساسية من ذكره و خوف رهيب من ثقافته و تجلياته في أوساط المسلمين فتجد أشباه الدعاة و أنصاف المؤرخين يرهقون انفسهم في محاولات خائبة لتسييس المسألة ثم تلبيسها عنوان الخرافة افتراءا و بهتانا و أخرى الانعطاف عليها بأنها شعار الرافضة، وكل هذا الخبال والاحتقان  الحاصل في المدارس الإسلامية السنية ضد عيد الغدير  أولا و أخيرا هو ليس ذو منهج علمي في مناقشة الخلافات و الوقائع و الأحداث الإسلامية عبر التاريخ ولكن منشؤه العصبية المذهبية التي ألفت حرارة المذهب و تخشى من الهواء الطلق الإسلامي الذي يميت سموم أجوائها المذهبية بهبوبه اللطيفة الباعثة للعقل الإيماني و الرافعة لدعائم الإسلام الأصيل، و المستفيد من هذا كله الاستكبار العالمي الذي أنشأ مراكز تخصصية لدراسة  كل خلافات المسلمين فيما بينهم، حيث هناك أقسام خاصة بدراسة  خلافات السنّة فيما بينهم ليثير الفتنة بين السنّة، و أخرى لخلافات المسلمين الشيعة فيما بينهم ليثير الفتنة بين الشيعة أنفسهم، و الدائرة الأكثر صلاحية في المخطط الإستكباري" الفوضى الخلاقة" هي  الخلافات بين السنّة والشيعة ليثير الفتنة فيما بينهم، فتنة تقود إلى التباعد والاختلاف والتقاتل، والى أن يكفّر المسلمون بعضهم بعضاً، وهذا ما نعيشه ونسمعه من تكفير بعض السنة للشيعة ومن تكفير بعض الشيعة للسنة، ومن تكفير بعض السنّة لبعض السنّة، ومن تكفير بعض الشيعة لبعض الشيعة، لأن إسلامهم أختزل في عنوان المذهبية الضيقة و لم يسمحوا للأصول الإسلامية بان تنفتح على الساحة الإسلامية كلها ليتفكروا في  معرفة الإسلام الأصيل، فكانت النتيجة خضوع  للإشاعات ولخطط الاستكبار العالمي الذي وضع في جامعاته ومواقعه الثقافية منابر لدراسة كل الاختلافات المذهبية بين المسلمين أنفسهم.

 واليوم في ذكرى عيد الغدير السعيد واجبنا ليس الاستغراق في الكوميديا المذهبية التي تعيش البلادة على انها وعي بينما المستكبر يفتح لها كواليس هوليود و كان و روما و لندن و برلين و باريس  لتحرك  أهواءها و تسمح لغرائزها المتغطرسة بأن تملك الأجواء الإسلامية وتعتوا فيها فسادا، و نفس الأمر بالنسبة لجل مسائل الخلاف بين المسلمين، العاطفة 99%  و العقل لعله 1% إن لم يكن هذا الواحد في هامش  الحيلة و المكر...؟

والنقطة التي علينا أن نركز عليها في جل تعاطينا مع المناسبات الإسلامية هي قيمة الوحدة الإسلامية كخط احمر و كصمام أمان للأمة في نضالها المستمر من أجل النهوض من كبوتها التخلفية و العودة إلى دورة حضارية أخرى تستند على ذراعي العدل و الحق  واللذين ينبعان من مشكاة الولاية الحقة و السمحة التي أراد الله أن تكون العنوان الأبدي للإسلام الأصيل. في هذا اليوم لم يرد رسول الله صلى الله عليه و آله أن نتشدق بالإسلام  دون وعي، لقد جعله اليوم الذي يجمع المسلمين و يرشدهم إلى النهج السليم عبر الزمن الإسلامي كله حيث كان يوم كمال الدين، إذ لا داعي للعصبية أن تزاحم الحق لأن الإسلام دين حق و علم و صدق و عدل لا دين تعصب و عنف و نفاق و مراء و جدال  وكل من أراد أن يثير الفتنة بين المسلمين علينا طرده  من بيننا و كشفه بالتي هي أحسن،  سواء الذي ينطلق ليثير الخلافات بين السنّة والشيعة، أو بين السنّة انفسهم أو بين الشيعة أنفسهم، أما عن البحث  في الخلافات فإن السباب والشتائم  و الإفتراء و التكفير و الكذب لا تحل خلافاً، وهذا ما قاله عليّ (ع) عندما سمع بعض أهل العراق يسبون أهل الشام: "إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكن لو وصفتم أفعالهم ـ من خلال الحوار الموضوعي ـ وذكرتم حالهم لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم ربنا احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به". هذا هو أسلوب علي يا شيعة علي، هذا أسلوب علي يا من يحب عليا الشخص و لا يحب عليا الحقيقة، علي عليه السلام قال لنا جميعا عبر الزمن الإسلامي كله: "ليس أمري وأمركم واحداً إنني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم". لا تجعلوا من عيد الغدير ظلما لعلي عليه السلام يا سنة و يا شيعة، علي عليه السلام لم يطلب الولاية و لكنه استحقها وعلي كان أميرا للمسلمين من اليوم الأول للإسلام حيث رسول الله قائد الإسلام...

معنى الولاية:

ورد عن الإمام الباقر (ع): "أيكفي من ينتحل التشيّع أن يقول أحب علياً وأتولاه ثم لا يكون فعّالاً، فرسول الله خير من علي، أفحسب الرجل أن يقول أحب رسول الله ثم لا يعمل بسنته، من كان ولياً لله فهو لنا ولي، ومن كان عدوّاً لله فهو لنا عدو، والله لا تنال ولايتنا إلا بالورع عن محارم الله"

الولاية ليست مجرد حب لعليّ (ع)، وليست مجرد إرهاصة نعبر عليها في حياتنا،  الولاية خط وموقف، شعار و هدف، أن نكون في الخط الذي سار عليه عليّ (ع)، و عليّ (ع) قال: "ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع ـ عن الحرام ـ واجتهاد ـ في طاعة الله ـ وعفة وسداد"، هذا هو خط الولاية في مدرسة التشيّع الذي هو خط الإسلام، هذا هو موقف الإيمان في ظلمة الباطل و الطغيان، هذا شعار الحق و العدل في مدرسة علي عليه السلام بعيدا  عن شعارات الضوضاء الاستكبارية، هذا هدف الإسلام في خطه التربوي لأتباعه فيما أنزله الله على رسوله من كتابه، وفيما ألهم الله به رسوله من سنته، وفيما أخذ به الأئمة (ع) عن رسول الله، لأن حديثهم هو حديث رسول الله(ص).

لنفكر قليلا من السني فعلا و من الشيعي حقا و أين الإسلام في هذا و ذاك؟ فالوحدة الإسلامية كقيمة إسلامية عظيمة لا نعني بها أن يتسنن الشيعي أو يتشيع السني مع اعتقادنا بأن الولاية في التشيع هي  المدخل المنهجي للوحدة بين المسلمين، لكن لا نريدها كلمات صاخبة و منطلقة من عنفوان مذهبي نريدها فكرة مستوحاة من الكتاب و السنة في رحاب الحوار الإسلامي الموضوعي المرتكز على الأخوة الإسلامية النابعة من نقاط الوفاق الإسلامي الهادفة لصد المد الإستكباري و التخلف الديني و التعصب المذهبي، نريدها الإنسانية في التصور الإسلامي...

وأمير المؤمنين عليه السلام عندما أجاب الحارث بن حوط عن الخوارج قال «يا حارث، انك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت. انك لم تعرف الحق فتعرف من أتاه، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه».   

 

و قوله تعالى في الآية الكريمة : ﴿قل إنما اعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة﴾ فالعقل الجمعي السلبي فعل فعلته الشنيعة عبر التاريخ الإسلامي كله و القرآن يحذر في عدة مواضع  من الخضوع للتيار العام، على حساب الحق، بأن يجمد الإنسان عقله، ويعطل فكره، وينساق مع الحالة السائدة، وهذا ما أراد أمير المؤمنين عليه السلام أن يبلغه للحارث بن حوط، و كل الآيات التي تناقش المنهجية الخاطئة في الانتماء و القراءة للآخر تهدف لتصليب إرادة الفرد  للبحث عن الحق و  إمتلاك الشجاعة اللازمة على إتباعه، دون خشية الضغوط الاجتماعية  الأبوية والسياسية و المذهبية و الإستكبارية ككل...

ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في رجب و استشهد في رمضان و تألق في ذي الحجة وتمر الأيام، و عليّ (ع) يبقى هو الأمين على الإسلام والوصي لرسول الله (ص) في حماية الإسلام ورعايته حتى لما أخرج من  مركز الخلافة،  وقد أطلقها كلمة رائعة للنواصب عبر الزمن كله: "لقد علمتم أني أحق بها من غيري، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا عليّ خاصة، التماساً لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه".

لماذا الغدير؟

أمام هذا السؤال، يجد المسلم نفسه يشق طريقه في وسط الضباب التاريخي الذي أحدثه الاستكبار القديم و الجديد، حيث يصطدم بخدعة رهيبة عيشته فيما يعرف بالتخلف الديني المثقف، لذلك  فإن إثارة القضايا المتصلة بالأصالة الإسلامية بمنهج علمي أخلاقي، ولا سيما في هذه المرحلة بالذات، يخدم المصلحة الإسلامية العامة، لكن إثارتها بأسلوب بزنطي يمثل خدمة للعدو بشكل غير مباشر، و مسألة الغدير هي الذكرى التي يمكن فيها للمخلصين و المؤمنين فكرا و سلوكا بقيمة الوحدة الإسلامية  أن يمارسوا الأساليب الهادئة للوصول إلى النتائج الحاسمة للعديد من الخلافات النابعة من التعصب و التقليد، و ذكرى الغدير حضرها كل المقدسون لدى المسلمين بجميع أطيافهم لكن الأضواء استقرت على شخصيين معصومين حقا و عدلا بنص الكتاب و السنة، النبي الأكرم (ص) و الإمام علي (ع)، فالجامع المنطقي و الإسلامي بين المسلمين بعد النبي الأعظم (ص) ينطلق  من وعي الولاية لعلي أمير المؤمنين عليه السلام إلا من أبى...هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، إن أمريكا لا تعمل على حماية (السني/أو الشيعي) العالمي أو الإقليمي – كما تدّعي – بل تعمل عمل أبا سفيان على إيجاد الثغرات المتنوعة للنفاذ إلى مواقع الضعف في الأمة لاستكمال سيطرتها عليها. هذا في الوقت الذي نعرف فيه جميعا أن مصلحة أمريكا في الصراع بين المسلمين...

 

 بل هي - في سياستها مع الدول الإسلامية- تركز على الفوضى المذهبية الدينية و العرقية، ولا سيما دول الشرق الأوسط و المغرب العربي، باحثة عن إيجاد الخلل في علاقات الطوئف و المذاهب و الأعراق ببعضها البعض، دون أن تغفل  على تقوية إسرائيل لتكون الدولة الأقوى التي تهدد المسلمين جميعا، من خلال هذا الواقع نجد مفهوم الوحدة ليس خيالا أو حلما بل ضرورة و واجب آثم تاركه إنني آمل أن يكون  إحياء ذكرى عيد الغدير العظيم  حلقة في سلسلة الوعي الإسلامي تتوسع آفاقها، لتشكل دواءا وحلولاً لكثير من أمراض الجهل و التخلف والتعصب و لمعوقات اللقاء الإسلامي و التعاون بين المسلمين في المجتمعات الإسلامية كلها، والتي يعاني منها أكثر من مجتمع إسلامي...

أحبتي علينا أن نعبد  الطريق لحل بعض المشاكل وتضميد بعض الجراحات الإسلامية النازفة، ولا سيما الجرح الفلسطيني و العراقي و اللبناني و المظلومية  الإيرانية... إن الغدير هو عيد مواجهة التحديات الكبرى، فهل يرتفع الجميع إلى مستوى هذه التحديات التي نقف معها بين خيارين: الانهيار أو الثبات والاستمرار في حركة الإسلام الأصيل كله؟!

لنحاور إخواننا السنة بالكلم الطيب و الأسلوب الهادئ و الثقافة السمحة عن ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام، لنحدثهم عن علي إمام خير البرية، و على حد قول العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله دام ظله: (...علينا أن  لا ننطلق من ذكرى  عليّ لنسيء إلى الوحدة الإسلامية، فقد كان عليّ بطل الوحدة الإسلامية، ولم يتحرك أحد في الوحدة الإسلامية كما تحرك عليّ (ع).. مع عليّ ننطلق ونتحرك ونبلغ الأهداف، لأن علياً كان مع الله ورسوله، فمن سار مع عليّ سار مع الله ورسوله، "مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح – تعالوا إلى سفينة الحق والعدل – من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى").

كل عام و الأمة الإسلامية متوحدة... 

(*) كاتب و باحث إسلامي جزائري

[email protected] 

الهوامش:

الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير القرآن المنزل، ج3، ص528، مؤسسة البعثة، بيروت 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 14 كانون الثاني/2007 - 23 /ذي الحجة /1427