مؤتمر في كربلاء ناقش تداعيات وآثار تطبيق خطة فرض القانون

 تقرير: عصام حاكم

 تزامنا مع تداعيات واثار تطبيق الخطة الامنية لفرض القانون وزيارة رئيس الوزراء العراقي نوي المالكي الاخيرة والتطورات الحاصلة من ذلك، عقد في مدينة كربلاء المقدسة  مؤتمرا دينيا وامنيا في الخميس المصادف 22/2/2007 وتحت شعار(أمن مدينة الحسين مرهون بموقفنا) على قاعة البيت الثقافي في المحافظة، وقد جاء عقد المؤتمر حسب قول القائمين عليه بدعوة من مكاتب الحوزات العلمية في محافظة كربلاء المقدسة وشيوخ العشائر وممثلي الاحزاب السياسية والتجمعات المدنية والاجتماعية، وقد حضرالمؤتمركلا من السيد حميد الطرفي نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء والاستاذ القاضي عادل بدر رئيس محكمة كربلاء الاتحادية، والاستاذ الدكتور تحسين الطائي ممثل الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي، وسماحة الشيخ محمد ابراهيم الانصاري والشيخ عبد الهادي المحمداوي مدير مكتب السيد الشهيد الصدر(قدس) في كربلاء، وبعض السادة القضاة واعضاء من مجلس محافظة كربلاء، وجمع غفير من فضلاء الحوزة العلمية وشيوخ العشائر ووجهاء المدينة، وبعض الاساتذه الجامعيين فضلا عن عدد من أبناء المحافظة.

والقى الاستاذ عادل بدررئيس محكمة كربلاء الاتحادية كلمة تمحورت حول بعض النقاط المهمة منها:

1ـ  تفعيل دور القضاء بصفته قضاء مستقل ونزيه، ومن شأنه ان يكون الفيصل الاول والاخير في سيادة دور القانون كركيزة مهمة في أستتباب الامن.

2ـ يجب ان يكون للشرطة والجيش الدور الريادي في بسط سلطة القانون، كونهما الجهاز التنفيذي الاوحد لاستقرار المحافظة.

3ـ يجب ان يحرص الجميع على تقديم الدعم والعون الى الجهات الامنية من اجل استقرار المحافظة كونها تستعد لاستقبال الجموع الغفيرة من الزائرين الى مدينة الحسين(ع).

بعدها القى السيد حميد الطرفي نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، كلمة ربط فيها بين ما يحمل المؤتمر من شعار الا وهو أمن زيارة الاربعين والتي تعتبر حالة مهمة ويجب الاستعداد لها، وبين ما تشير اليه ورقة البيان التحريري الصادر من قبل المؤتمرين، والتي تؤكد قضية الاعتقالات المزمع المباشرة بها وتستهدف كل الخارجين على القانون والعابثين بأمن المحافظة، نعم ان هذا المؤتمر يمتلك خصوصية خاصة وليس كالمؤتمرات الامنية السابقة، وقال نائب رئيس مجلس المحافظة: فلنتكلم بصراحه مطلقة من القلب الى القلب، والقضية قد بدأت منذ زمن ليس بالقريب، وعليكم ايضا ان تعلموا ايها الاخوة بان الذين قد أغتيلوا في الشهر الماضي فقط (100) ضحية، وقد توجت هذه التصفيات الجسدية، باستشهاد الشيخ(أكرم الزبيدي) عضو مجلس المحافظة ومسؤول النزاهة وفي وضح النهار، ناهيك ان السيد (حميد الشريفي) مدير ناحية الحسينية هو الاخر قد استهدف من قبل تلك الزمر في حادثة الاغتيال المعروفة.

واضاف السيد حميد الطرفي ان حكومة كربلاء اليوم هي بين مطرقتين، بين الاستجابة الى نداء عوائل الشهداء وذويهم واقاربهم، والذين يطالبون بأخذ ثارهم، من خلال ملاحقة الجناة قانونيا. حتى وصل الامر الى ان يقف رئيس الوزراء ومن قاعة الادارة المحلية في كربلاء، ويقول من لم يستطع تحمل المسؤلية فليقدم استقالته، ومن يستطع ان يعمل فليعمل، فنحن ايها الاخوة لا نود ان نسيس القضية من اجل استخدام القوة او الميل الى طرف دون اخر، لذا نحن اتفقنا مع الاخوة في مجلس محافظة كربلاء، على ان نلاحق كل العابثين بامن الوطن والمواطن، فنحن بهذا التصرف لا نستهدف جهة دون سواها.

كما اود ان ابين على اني قبل مجيئي الى هذا المؤتمر اطلعت على عدد من مذكرات التوقيف، فلم تكن بهذا الرقم الذي اشيع له في الشارع الا وهو 140ـ150 شخص وهذا الامر غير صحيح وغير دقيق.

فنحن حريصون جدا على ان تكون حملة الاعتقالات مصحوبة بامر قضائي من قبل القاضي وان يكون للمتهم الحق في الدفاع عن نفسه ازاء التهم المنسوبه اليه، كما اكد الاستاذ (عادل بدر) رئيس المحكمة على امور عديدة من شأنها ان تعزز من موقف المتهمين، ولكن فاته ان يذكر ليس من الانصاف بالممكن ان يغتال الناس في بيوتهم او يغتالوا على الدراجات او يغتالوا بدون سبب، فثقوا ايها الاخوة ان لم نفرض القانون فسنخسر جميعا، ولا يقول احد انني قد ربحت المعركة، مهما كان مدربا ومهما اوتي من قوة، لان قتال العراقي للعراقي حرام، ودم العراقي على العراقي حرام، فنحن جميعا قتلنا وهجرنا واقاربنا ولكن يجب ان نبسط سلطة القانون فهي المصدر الوحيد لتطبيق العدل، نعم تاخرت الدولة في بسط القانون ولكن يجب ان لانجعل الحبل على الغارب، ولانخلط الامور كخلط الاوراق، ولكي لا يغتال الناس على الظن والشبهة على امل ان يكون هذا الشخص عضو فرقة او شعبة او بعثي.

واضاف السيد نائب رئيس المجلس، اخواني الاعزاء يجب ان يتفهم الجميع موقف الحكومة المحلية في كربلاء، وما صدر من اوامرالقاء قبض كانت بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء شخصيا ومن قبل الحكومة المركزية في بغداد، نعم هناك بعض التصريحات تجمل وكأنه التيار الصدري هو المستهدف ولن نسمح بهذا ابدا في كربلاء حتى لو عبروا على جثثنا، لن نسمح بان يتحول الصراع القانوني الى صراع سياسي، ولن نسمح بان يستغل تسييس الاغتيالات وتتجاوز الى الاساءة للتيار الصدري، التيار الصدري ازكى وانمى واجمل من ان يستهدف باعتقال 4 او 10 أشخاص، التيار الصدري تيار عميق وتيار متمكن ووجودنا من وجوده، ولكن على التيار الصدري ان ينتبه الا ان هناك اخطاء وهناك متغلغلين فيه وفي غيره من التيارات ولا اخص التيار الصدري، كثير من التيارات تحمل الشبهات والان ونحن في اجتماعنا هذا يثار بان هناك تيار بدأ يسيء وسنقف بوجهه وقد اشرنا في مجلس المحافظة في جلسة سابقة الى هذا الامر وقلنا بكل صراحة سوف نقف امام الخطء بوجهه، ولكن ان لا نجعل من هذا المؤتمر عصى تعرقل دواليب المسير نحو القانون.

واضاف الطرفي: لا نجعل من هذا المؤتمر واجهة نكف المسؤولين عن ملاحقة المجرمين، لابد ان نجتمع جميعا وان نقف جميعا من اجل مطاردة هولاء الذين اساءوا الى الدولة والى القانون، وكلنا حريصون على ان تنتهي هذه المسالة بتوافق تام ورضى من الجميع، ولم نتحرك قيد انمله الا بعد ان سالنا الجميع، هل انت مع الخارجين على القانون او لا؟ فاجابت جميع الكتل في مجلس المحافظة نحن ضد الخارجين على القانون ونحن معكم اليوم قبل غد ونحن براء مما يفعله فلان او فلان في ارض كربلاء، نريد كربلاء أمنة مستقرة، نريد كربلاء موحدة نريد كربلاء تلتحم بها كل الايادي، من هم التيار الصدري حتى يتبنى احد معاداتهم،  التيار الصدري في الجيش وفي الشرطة وفي الحكومة وفي البرلمان والتيار الصدري ركن من اركان الدولة العراقية ومن يريد ان يتوجه اليهم ليهدمهم، فليهدم الدولة على رؤوس من فيها، وصدقوني كل هذا التوجه موجود لدى جميع اعضاء الحكومة المحلية في كربلاء، ان كان هناك من في نفسه غمز او لمز فسنوقفه عند حده، ولكن يجب ان لا يستغل المعادون هذه التطورات من اجل احداث فتنة او هوة بيننا، ومن اجل ان لا يصاب الدم العراقي، الشرطي العراقي هو شرطي مكلف بواجب متى ما استهدفناه استهدفنا مؤسسات الصحة والتعليم والتربية، حينها ابحنا كربلاء لمن هب ودب ابحناها للسرقه وللنهب وللسلب، لا اتأمل من احد منكم الا خيرا ولا اتأمل من هذه الوجوه الكريمه الا ان تقف مع الدولة نعم نحن معكم في ان نرصد الاخطاء ونقيمها بعقل من اجل استعادة الامن والهدوء، وكلنا ان شاء الله يد موحدة على الخارجين على القانون من اجل ان تبقى كربلاء امنة مستقرة موحدة بوجودكم  وبدعائكم والسلام عليكم.

ثم  جاءت كلمة الاستاذ (عبد نور الفتلاوي) رئيس محكمة جنايات كربلاء، حيث اشار القاضي الى مفصل مهم الا وهو يجب على الجميع الالتزام بالقانون واحترام القانون، من اجل ان يرفل الجميع بالامن والامان، والا لن يكون هناك امن ما لم نحرص على تطبيق ادوات القانون والرجوع الى سلطة القضاء، حيث من دون القضاء تتحول الحياة الى غابة والكل يصبح يريد ان يأخذ حقه بيده، كما اشار القاضي (عبد نور) الى مواقف تاريخية تصب في مجال العدل والاخذ باسباب القضاء.

وفي الختام جاءت كلمة الشيخ (عبد الهادي المحمداوي) مدير مكتب الشهيد الصدر(قدس) عبر فيها عن حجم المعاناة التي يضطلع بها التيار الصدري من خلال استهداف عناصره من قبل قوات الاحتلال الامريكي، كمل انه حسب قوله حريص على الامتثال للاوامر الصادرة من قبل السيد القائد مقتدى الصدر(حفظه الله من كل مكروه) وذلك من اجل احتواء أي ازمة يحاول ان يفتعلها الامريكان مع جيش المهدي، وخصوصا في كربلاء، كما اشار الا ان كربلاء تنعم بالامن، فيجب على الامريكان ان يكونوا حريصين على تطبيق الامن كما يدعون في مناطق اخرى ساخنة، وفي نهاية حديثه اشار الى حرص جميع المكاتب الحوزوية ويخص بالذكر التيار الصدري على ان تنعم كربلاء بالامن وهي تستقبل زيارة الاربعين للامام الحسين(ع).

وفي نهاية كلمة الشيخ المحمداوي اثار احد الاخوة الحضور، موضوع حول تعرض بعض المعتقلين الى الاساءة والضرب المبرح وهذا مما دعا السلطات الحكومية في كربلاء، ان تدعو الى تبيان هذا الامر للتحقيق فيه.

وفي نهاية المؤتمرصدر بيان عن ممثلي مكاتب الحوزات العلمية الشريفة وشيوخ العشائر وممثلي التشكيلات الاجتماعية في كربلاء، يدعون فيه الى ضبط النفس والى احترام القانون ما لم يتعارض او يقفز فوق مصالح ومستقبل هذا الشعب المؤمن الصابر، ومذكرين بمدى المأساة التي مرت على محافظة كربلاء سابقا، وهذا مما يتطلب موقفا حازما تتضافر فيه كل الجهود من اجل تفويت الفرصة على العابثين بأمن مدينة الحسين(ع). 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 25 شباط/2007 -8/صفر/1428