مهرجان السامبا: احتفالات اباحية بعوازل مجانية وسط الجريمة والعنف

مع قرب اطلالة الربيع ونهاية الشتاء تنطلق المهرجانات في العالم التي تحتفل بشكل جنوني وسط صخب جامح لايعرف حدودا واخلاقيات. احد هذا المهرجانات الذي يتجاوز كل الخطوط الاخلاقية الحمراء هو مهرجان السامبا البرازيلي الذي يتخذ من الجسد وسيلة ومن الجنس تجارة لجذ السياح والاحتفال الاباحي في الهواء الطلق دون قيود.

فقد شارك الالاف من الراقصين والمغنيين والموسيقيين البرازيليين في عروض كرنفال ريو دي جانيرو السنوي باستعراضات تخلب العقول لمركبات مزينة وازياء ذات الوان زاهية وايقاعات موسيقية تشتهر بها امريكا اللاتينية في ساحة العرض بوسط ريو.

يبدأ موسم الكرنفالات، عادة مع العطلة التي تسبق الصيام الكبير، في المسيحية. لا أحد يعلم تحديداً المصدر الأساسي لكلمة "كرنفال"، لكن المرجح أنها أتت من الكلمة الإيطالية كارني carne أو كارنوفالي carnovale، ومصدرها من اللاتينية، carnem أي اللحم، وlevare والتي تعني "المخفف". وبذلك تعني حرفياً "الإبتعاد عن اللحوم". وقيل أيضا أنها نشأت من المعنى اللاتيني carrus navalis، والتي أتت من اليونانية، وهي عربة كانت تحمل الإله أبولو، ليطوف بها بين الناس.

وبدأت المنافسات بين الفرق المشاركة في الكرنفال مبكرا في الكثير من المناطق يوم الجمعة الماضي.

وفي منطقة العرض سلطت الاضواء على أكبر 13 مدرسة سامبا تتكون الواحدة منها من حوالي خمسة الاف عضو وحصلت المدرسة الواحدة على نحو الساعة لتقديم فنونها على مدار ليلتين. وتقدم اخر مدرسة عروضها عند ظهور الشمس.

وفي الليلة الاولى من المهرجان الرسمي لريو دي جانيرو يوم السبت أمرت وزارة الصحة البرازيلية بتوزيع عشرات الالوف من العوازل الذكرية عند مدخل المنطقة التي تقام فيها الاستعراضات في ريو دي جانيرو ضمن برنامجها للوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز). وسوف توزع الحكومة ما يبلغ اجماليه 25 مليون عازل ذكري مجانا خلال احتفالات هذا العام.

وقالت مانويلي ماركيز وهي طالبة عمرها 17 عاما لم تنم منذ ثلاثة ايام قبل مشاركتها في الاستعراض لاول مرة "أشعر باثارة كبيرة... العام الماضي توفي جدي ولذلك أريد ان أكرمه."

وكانت اول مدرسة في ساحة العرض هي استاسيو دي سا والتي قدمت معالجة جديدة لاغنية كانت تقدم منذ 20 عاما عن احد انواع الاشجار تستخدم ثمارها في صنع العلكة. وحملت واحدة من المركبات نسخة من تمثال الحرية صنعت من حوالي 800 الف قطعة علكة مغلفة بالحلوى.

وظهرت مركبة اخرى تستقلها نساء ترتدي ثيابا كاشفة.

وكانت ساحة الاستعراض المسماة السامبادروم التي صممها المصمم البرازيلي اوسكار نيماير وبنيت عام 1984 تعج بالمشاهدين وارتفعت درجات الحرارة كثيرا. ونقل بعض المشاركين في الكرنفال من راقصين وعازفي طبول الى مستشفيات بسبب اصابتهم بارهاق بفعل الحرارة العالية.

ويرى بعض المشاركين في الكرنفال مصدرا للاعتزاز بمجتمعهم وثقافتهم امام العالم. ولم يخل الكرنفال من مشاركة بعض الاجانب.

وقال فابيو بيانشي وهو مواطن ايطالي عمره 32 عاما انتقل الى البرازيل منذ ثلاث سنوات حبا في السامبا "من الصعب جدا وصف احساس المرء قبل ان يشارك في العرض."

وقالت صحيفة او جلوبو ان مدراس موسيقى السامبا في ريو انفقت رقما قياسيا قدره 58.5 مليون ريال (28 مليون دولار) على تصميم وصنع مركبات وازياء للمشاركة في كرنفال العام الحالي.

وتدر "التجمعات الترفيهية" وهو الاسم الرسمي للكرنفالات في البرازيل 2.6 مليون ريال من مبيعات التذاكر وحقوق البث التلفزيوني والرعاية لشركات الجعة وسلاسل الفنادق وشركات الطيران.

ولا يخلو كرنفال ريو دي جانيرو كالعادة من أحداث جامحة لكن ملكة الجمال انجيلا بيسمارشي دفعته خطوة أبعد ليل الاثنين حين سقطت وسط الاستعراض أمام ملايين الاعين قطعة صغيرة براقة كانت تستر بها نفسها.

وأصبحت بيسمارشي حديث المدينة في الليلة الثانية والاخيرة من مواكب كرنفال ريو دي جانيرو الذي يحظر رسميا التعري الكامل وان كانت الازياء التي ترتديها الفرق لا تترك لخيال المشاهد الكثير.

ووقفت بيسمارشي ملكة مدرسة بويرتو دا بيدرا للسامبا فترة من الوقت عارية تماما الا من بعض الريش والالوان حين سقط قطعة الملابس التحتية الوحيدة التي كانت ترتديها المغطاة بفصوص براقة.

لكن بيسمارشي سارعت بالتصرف واستبدلت القطعة بشريط وواصلت الرقص وقالت ضاحكة وهي تتذكر الموقف "المرأة حسنة التصرف تساوي اثنتين."

شارك في الكرنفال الاف الراقصين والراقصات من فرق مدارس السامبا المختلفة وأخذوا يرقصون ويغنون وهم يسيرون في المسار المخصص للموكب على وقع الطبول.

وقال فينسان كاسيل نجم السينما الفرنسية الذي يحضر كرنفال البرازيل للمرة الثالثة وقد جلس في المقصورة المخصصة لكبار الشخصيات "انها متعة. أحب الناس وأحب الازياء. الحفل هنا رائع".

وأقيم كرنفال ريو لهذا العام وسط تصاعد لاعمال العنف في الاحياء الفقيرة بالمدينة البرازيلية حيث قتل عشرات خلال معارك بين الشرطة ومهربي المخدرات وخلال معارك بين عصابات الجريمة المنظمة.

وكان من بين القتلى رئيس مدرسة سالجويرو الذي قتل بالرصاص هو وزوجته الاسبوع الماضي لدى مغادرتهما مقر المدرسة.

ورغم العنف قال مسؤولون ان نحو 700 ألف سائح أجنبي وصل الى المدينة لحضور كرنفال ريو.

ويخيم على الانشطة الاحتفالية هذا العام شبح اشتباكات بين عصابات قتل فيها عشرات الاشخاص في الاسابيع الاخيرة وكشفت عن الجانب المظلم لريو دي جانيرو. وتتضمن الخطة الامنية قيام ألف من ضباط الشرطة و750 من حرس المدينة بدوريات حول المكان الذي تقام فيه الاستعراضات.

كما ستنتشر وحدات من الشرطة حول الاحياء الفقيرة التي يعتبر سكانها قلب وروح المهرجان.

واستعراضات مهرجان ريو هي الاكبر والاعلى تكلفة في البلاد.

ولم تتمكن احدى المشاركات من التحكم في احاسيسها وبكت وهي تدخل أكبر مكان لاقامة الاحتفالات قائلة ان مدرستها للسامبا وهي مدرسة اكاديميكوس دا روسينها سوف تشارك ضمن صفوة الراقصين في العام القادم.

وقالت "في العام المقبل سنكون هنا في يوم الاحد (عندما يقدم صفوة الراقصين استعراضاتهم) لان (مدرسة) روسينها (للرقص) تستحق ذلك".

وشارك في الاحتفال سياح من انحاء العالم. ومجرد مشاهدة الاستعراض ليس كافيا بالنسبة لهم. فهم يريدون المشاركة فيه.

وقال سائح أمريكي "لا يمكنك وصفه. يتعين على الجميع أن يأتوا ويجربوه."

ويقول مسؤولون ان نحو 700 ألف سائح سيزورون البلاد خلال المهرجان بزيادة بنسبة 2 في المئة عن العام الماضي لكن فنادق ريو دي جانيرو تقول انها تتوقع هبوطا في نسبة الاشغال من 93 في المئة الى 85 في المئة عن العام الماضي بسبب الجريمة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 21 شباط/2007 -3/صفر/1428