المؤسسات الثقافية في العراق بين الوهم والحقيقة

النبأ/تحقيق: عصام حاكم

 لاشك بان التجربة الثقافية العراقية اليوم تمر بامتحان صعب ومخاض عسير، وهي ابعد ما تكون عن نهج الصحوة الثقافية او النضج الاعلامي بقدر مايتعلق الامر كونها نتاج اكيد او انعكاس طبيعي للحالة السابقة أي حالة الاعلام الواحد.

وهذا مما يعطي انطباعا سيئا لدى الاوساط الثقافية والاعلامية على حد سواء.ويفتح الباب على مصراعيه عن جملة من التساؤلات ومن علامات الاستفهام ؟ بدء بالظروف الاستثنائية التي افرزتها ومرورا بمصادر التمويل المالي، وربما هي غير منتهية بثقافة العنف الفكرى.

 (شبكة النبأ) استطلعت اراء بعض الاعلاميين والمثقفين حول هذا الموضوع فكانت الحصيلة ما يلي:

اول من ابتدأنا الحديث معه السيد (عدنان عباس سلطان) عضو اتحاد الادباء العراقيين، حيث يقول، ان من السابق لاوانه ان نقيم التجربة الثقافية العراقية بهذة العجالة، كما يجب ان نؤكد على قصر الفترة وعدم نضوج الفكرة لحد الان، ناهيك عن الظروف غير الطبيعية التي رافقتها. مما اوجد هذا حالة من الاضطرب الفكري ما بين خلق مؤسسة ثقافية اعلامية هدفها الاساس النهوض بالواقع المجتمعي الى حالة افضل، وبين الانجرار خلف استراتيجية تأمن بتأطير المؤسسة الثقافية والاعلامية الى زوايا محددة من اجل تجميل صورة الجهة التي تنتمي اليها من دون ان ترفد الجانب الانساني والثقافي باي اسهام يذكر.

اما الاستاذ (توفيق الكريطي) وهو مراسل جريدة الدستور فقد تحدث لـ شبكة النبأ قائلا:

 نعم ان العمل الاعلامي والثقافي اليوم يكاد ان يكون وسيلة دعائية تخدم من يمولها بعيدا عن الثوابت والاخلاق المهنية.

واضاف: ليس هذا فحسب بل اصبحت في بعض الاحيان اداة قذرة للتشويه،  ولايمكن ان ينسب هذا السلوك لبعض المؤسسات الثقافية العراقية فقط بل يتعداه الى العالم العربي، بل والى العالم باسره.

واستدرك قائلا: بيد انه في الوقت ذاته هناك مؤسسات ثقافية اقل مايقال عليها انها مؤسسات انسانية خلاقة لما تحمل من مضامين تنسجم مع تطلعات الحس الانساني الذي هو سر ديدنها وسر تفاعلها الحياتي.   

الشاعر (محمد الغريب) كان له رأى اخر،  حيث قال لـ شبكة النبأ:

ان المؤسسات الثقافية اليوم في العراق هي بمثابة التعبير الدقيق عن حالة الصراع الازلى بين قوى الشر والخير حيث تنقسم الى شقين ففيها الجيد وفيها الرديء  ولكن يبقى الفيصل الاول هي الساحة الثقافية نفسها. فهي جديرة بان ترفض الردى وتستوعب الجيد كساحة كرة القدم. حيث لا تحتضن الا من يجيد فن اللعب والامتاع.

واضاف: اذن فلندع الجميع ان يدلو بدلائهم في الساحة ولكن ثق ومن منطق هذة الحكمة لايصح الا الصحيح.

 (حسن هادي) مراسل قناة الفضائية البغدادية قال لـ شبكة النبأ:

لااجد ضير في تعدد القنوات الثقافية والاعلامية شريطة ان تستند تلك المؤسسات على مقومات رصينة في التعبير عن ذاتها وان تدرك كذلك ان العمل الثقافي عمل خلاق يجتهد من اجل نبذ كل الوسائل البدائية كالقذف والسب ناهيك عن المسؤلية الاخلاقية والمهنية التي تدعوها الى الارتقاء بذاتها ومريديها الى جادة الصواب.

اما وقفتنا الاخيرة كانت مع السيد (سلام البناى) وهو صحفي في جريدة الاعلام العراقي،  حيث يقو ل:

اني اختلف جذريا عن الاراء السابقة التى تحاول ان تصب جل غضبها على ماتسميه حالة الفوضى العامة للمؤسسات الثقافية والاعلامية على حد سواء. بل اني انظر الى هذا الجانب من زاوية اخرى حيث تؤكد على صحة وسمو هذة  الامة اى الامة العراقية والتي تحاول ان تضمد جراحها بيد وباليد الاخرى تقراء وتبني.

واضاف لشبكة النبأ: للامانة فقط اقول ساذج من يقدم بضاعة رديئة امام القارىء والمشاهد العراقي الخطر جدى والدقيق جدا في نفس الوقت فى ابداء الراى او الحكم الناضج والصادق.

وفي نهاية المطاف نستشف  من اراء الاخوة الاعلاميين والمثقفين ان الخوف كل الخوف على المؤسسات الثقافية والاعلامية نفسها لانها تقف امام تجربة جديدة تستمد مصداقيتها من الواقع الديمقراطي الجديد، لذا يجب ان تتوخى الحذر والحيطة في ايجاد وسائل جديرة بالاقناع وان تكون في مستوى التحديات من حيث الصدق في الرسالة الاعلامية والكفاءة المهنية والتغطية الموضوعية، والا هي واقعة لا محال في فخ الوهم واختلاق الحقيقة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 20 شباط/2007 -2/صفر/1428