اصدارات جديدة: مجلة الآداب وصناعة الطوائف والطائفية

صدر العدد الجديد من مجلة الآداب ضم العديد من الأبواب والموضوعات..

في باب المقالات والأبحاث شارك سمير طاهر بموضوعه المعنون (المسار العربي والتنمية) وللباحث زياد منى نقرأ (جولة غير حذرة بين ألغام الصفحات الثقافية ومراجعات الكتب) وللباحث هشام البستاني نقرأ (من يحاكم من؟ مصداقية تقارير حقوق الإنسان أم مصداقية السلطة؟)

ملف العدد جاء مكملاً للملف الذي تناولته المجلة في عددها السابق والذي حمل عنوان (الطائفية في الوطن العربي) شارك فيه ياسين الحاج صالح، والذي حمل بحثه عنوان (صناعة الطوائف: الطائفية بوصفها استراتيجية سيطرة سياسية) رأى فيها: (يفترض هذا المقال أن الطوائف، لا الطائفية وحدها، نتاجات صنعية؛ أو أن الطائفية لا تُصنع من الطوائف بل هذه تصنع من تلك؛ وأنها معاً تصنع في سياقات محددة بغرض ضمان السيطرة السياسية لنخب طائفية وغير طائفية، ويصنع المركب الطائفي (الطوائف والطائفية) في حقل سياسي مستقطب، تتشكل فيه وتتصارع قوى اجتماعية على رهانات متصلة، بحيازة أفضل المواقع للنفاذ إلى السلطة والثروة والنفوذ.

 ونعرّف الطائفية، مبدئياً، بأنها مركب عمليات صراعية متعددة الجوانب تتكون فيها الطوائف بوصفها فاعلين سياسيين متنازعين بدرجات متفاوتة.

ليس التسليم بإنبثاق الطائفية من الطوائف موقفاً منعزلاً عن حقل الصراعات السياسية، ولا غير ذي أثر في رهانات الفاعلين ضمنه. فلو ملنا إلى اعتبار الطائفية مصنوعة من طوائف (طبيعية) هي ذاتها، فإن من المرجح أن نجنح إلى أن ننسب التطييف إلى فعل نخب سياسية عليا، في السلطة أو في المعارضة، وأن نعتبر أن تغيير النظام (أو المعارضة) هو العلاج الأمثل للطائفية أو لتحرير الطوائف الأسيرة من الطائفية المعتدية.

 أما الميل إلى اعتبار الطائفية والطوائف عمليات وعلاقات صنعية، فيدفع نحو تصور أن قاعدة الصناعة الطائفية أوسع أو (أكثر ديموقراطية) وأنها عملية تفاعلية يشارك فيها الجمهور مشاركة نشطة، وهي تالياً تقتضي معالجة أشد تعقيداً وتنوعاً.

إن إضفاء (الطبيعية) على الطوائف، واعتبارها كيانات معطاة تحمل تماثلها الذاتي واختلافها مع الغير أنىّ ذهبت وفي كل وقت، هو موقف الحس السليم الشائع. وهذا الموقف، الذي يمكن أن نسميه (النظرية الجوهرانية في الطائفية) هو الحرز الحريز للطائفية: ففيه تظهر الطوائف كيانات أو هويات، لا علاقات أو عمليات اجتماعية، وتظهر الطائفية تعبيراً عن طوائف مكونة للمجتمع، أو عن المجتمع بوصفه طوائف متعددة.

وكتب بشير موسى نافع عن (أساطير الخطاب الطائفي في العراق) وكتب زياد حافظ (الفئوية واقتصاد الريع والفساد) ولموفق نيربية نقرأ (عن الطائفية وتعريفها.. وطائفية تعريفها) والتي يقول في مقدمة بحثه: لـ(الطائفية) وقع مرذول.

 وقد يعود ذلك إلى أن المرء يخشى أن يفاجأ برؤية وجهه في مرآتها؛ أو لأن المفهوم – من خلال كونه منتجاً للطهرانية الغالية، تقتنع كل فئة من خلاله بأنها (الناجية) أو (المختارة) من دون الآخرين – يحمل شحنة تهدد النشاط العقلي، للنخبة قبل العامة أحياناً، وتنذر بالوقوع في عالم سفلي عميق يحمل رائحة الدم والنار المنقولة عبر الزمن.

فالكلمة تحيل في الوعي الشعبي على حقول مكروهة، يتدهور فيها الوطني والقومي، وتتآكل المواطنة، ويتهدد الاستقرار الاجتماعي أو السلم الأهلي، بل الأخوة في الإنسانية، وظلالها القاسية تدفع معارضين إلى الخوف من المستقبل، والتردد في الانخراط في عملية التغيير الوطني الديموقراطي؛ كما تدفع بعضهم الآخر إلى الخوف من الماضي، والتمويه على جوهر تلك العملية للتركيز على تصفية الحسابات.

لكي لا تعامل الطائفية كقوة عاتية هوجاء، ومجهولة غير متفق على تحديدها يستحسن النظر فيها وتفكيكها، والانطلاق من الأولويات التي يعرفها كثيرون، ولا يتفق عليها كثيرون.

ولباسم حسن نقرأ (موت لبنان.. أم قيامة اليسار؟) وكتب موريس ياسر عايق (في أصول المسألة الطائفية في المشرق) وختم نبيل سليمان هذا الملف ببحثه المعنون (التعبير الروائي في سورية عن الطائفية).

في باب قصائد شارك الشعراء سامي مهدي بقصيدته التي حملت عنوان (ذكريات المجند Cainwarwood وشارك حميد سعيد بقصيدة حملت عنوان (بستان قريش) ونقرأ لماهر رجا (الغريب.. وأنا) ولصالح الرحال (قصائد) ولمحمودعلي السعيد (مقص الرحيل).

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 16 شباط/2007 -28/محرم/1428