خبر ام رسالة تهديد: مع بدء الخطة الامنية السيد مقتدى الصدر غادر العراق الى ايران

قال مسؤولان امريكيان بارزان ان الجيش الامريكي يعتقد أن السيد مقتدى الصدر أحد أكثر الشخصيات نفوذا في العراق غادر البلاد وأنه الان في ايران.

لكم مساعدين للصدر قالوا يوم الاربعاء انه مازال في العراق.

وقال ناصر الربيعي رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي لرويترز دون ان يخوض في تفاصيل انه موجود الان في العراق.

وقال مساعد ثان طلب عدم نشر اسمه ان الصدر في مدينة النجف الاشرف لكنه قلل من ظهوره "لاسباب أمنية". ولم يذكر تفاصيل اخرى.

جاءت هذه التقارير المتضاربة بشأن مكان رجل الدين المتشدد بعد ان قال العراق يوم الثلاثاء انه سيغلق حدوده مع ايران وسوريا ويمدد حظر التجول الليلي في بغداد في محاولة للقضاء على العنف في العاصمة.

وتحدث المسؤولان الامريكيان في واشنطن بشأن الصدر الى رويترز بعد التقرير الذي أوردته أولا شبكة (ايه بي سي نيوز) التلفزيونية التي قالت انه فر الي ايران بسبب مخاوف من احتمال استهدافه في قصف امريكي والقلق على سلامته بسبب صدع داخل منظمته.

وتحدث المسؤولان الى رويترز بشرط عدم نشر اسميهما.

وتزعم الصدر وهو من أقوى رجال الدين في العراق ميليشيا جيش المهدي في تمردين ضد القوات الامريكية في عام 2004 .

وتصف واشنطن جيش المهدي بأنه أكبر تهديد لامن العراق وحثت رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي على نزع سلاحه. لكن المالكي يعتمد على التأييد السياسي للصدر.

وفي الاشهر الاخيرة قتلت القوات الامريكية أو اعتقلت مئات الاشخاص من حركة الصدر في العراق.

وفي تقرير اذاعته شبكة تلفزيون (سي.ان.ان) الاخبارية قال مسؤولون بالادارة الامريكية ان رحيل الصدر ربما كان بسبب خطة الرئيس جورج بوش لنشر 21500 جندي اضافي في العراق.

ويقيم الصدر عادة في النجف لكن معقله الرئيسي هو مدينة الصدر ببغداد.

بدوره اكد مسؤول عسكري اميركي رفيع المستوى في بغداد الاربعاء ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي تتهم ميليشياته بالتورط في العنف الطائفي غادر العراق الى ايران ولكن مسؤولي التيار الصدري نفوا هذه المعلومات.

وقال المسؤول الاميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه ردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول التقارير التي بثتها محطات التلفزة الاميركية وافادت بمغادرة الصدر الى ايران "لقد رايت هذه التقارير واعتقد انها صحيحة". ولم يدل المسؤول الاميركي باي تفاصيل اخرى.

واكد باسم الاعذاري عضو مكتب الصدر في النجف لوكالة فرانس فرانس برس ان " سماحة السيد مازال موجودا في النجف ولم يغادر الى اي مكان اخر وهذه الاخبار عارية عن الصحة ولا اساس لها اصلا".

واضاف "لو كان هناك نية لسفر السيد الى اي مكان فسيتم الاعلان عنه كما حصل في سفراته السابقة". وتابع "ندين كل وسائل الاعلام التي تحاول ترويج منثل هذه الاخبار للنيل من سماحته".

ووصفت وزارة الدفاع الاميركية ميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر بانها اكثر المجموعات المسلحة خطرا في العراق واتهمتها بقتل عشرات من السنة العراقيين في هجمات طائفية.

ونفى نصار الربيعي ما ذكرته محطات التلفزيون الاميركية عن وجود انشقاقات داخل التيار الصدري بسبب تاييد مقتدى الصدر للخطة الامنية. وقال "لا توجد اي انشقاقات ونحن ايدنا الخطة الامنية الجديدة في بغداد وندعمها دعما قويا". وتابع "نحن مع مصادرة اي قطعة سلاح ومع تفتيش وانهاء كل المظاهر المسلحة".

واعتبر ان "المظاهر المسلحة نوعان اما تسلح ذاتي للدفاع عن النفس وهذا النوع سينتهي عندما توفر الدولة الامن والامان اما السلاح الارهابي فنحن مع ضربه بقوة". واكد ان التيار الصدري "وافق على دخول قوات الجيش والشرطة اي مكان في العراق بما في ذلك مدينة الصدر (في بغداد)". وتابع "نحن مع تفتيش اي مسكن واي مكان من اجل توفير الامن في كل مكان".

وخلال الاسابيع الاخيرة اتهم مسؤولون اميركيون في بغداد طهران بامداد فصائل شيعية عراقية بالسلاح.

ويأتي الخبر وسط اتهامات أمريكية لإيران بتزويد المليشيات المسلحة في العراق بالقنابل والعبوات الناسفة المستخدمة ضد الجيش الأمريكي.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن مسؤول نفيه ان الصدر وصل الى الجمهورية الاسلامية.

وقلل السيد الصدر من ظهوره في الاشهر الاخيرة بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة في العراق. وهو يقيم عادة في النجف وليس في بغداد لكن معقله هو مدينة الصدر ببغداد.

وتزعم الصدر وهو من أقوى رجال الدين في العراق ميليشيا جيش المهدي في تمردين ضد القوات الامريكية في عام 2004 .

وقال بعض المسؤولين الشيعة من خارج الحركة الصدرية انه من غير المرجح ان تغامر الحركة بمعركة شاملة اخرى مع القوات الامريكية لاسباب منها ان الصدريين سيخسرون الكثير بعد ان رسخوا وضعهم السياسي في العراق.

واثناء الحملة الامنية في بغداد يتوقع محللون عراقيون ان يتوارى عن الانظار كثيرون من افراد جيش المهدي وينتظرون انتهاء الحملة.

وفي الاشهر القليلة الماضية قتلت القوات الامريكية أو اعتقلت مئات الاشخاص من الحركة التي يتزعمها الصدر في العراق.

وشن هجوم امريكي مباشر على الصدر نفسه أمر غير مرجح فيما يبدو نظرا لانه قد يتسبب في مزيد من اراقة الدماء ويسبب حرجا بالغا للمالكي.

وفي اجراءات جديدة بموجب خطة بغداد قال العراق يوم الثلاثاء ان حدوده مع ايران وسوريا ستكون مغلقة لمدة 72 ساعة.

واغلاق النقاط الحدودية شيء لكن محاولة اغلاق حدود العراق المليئة بالثغرات مع ايران وسوريا ستكون اصعب وتحتاج الى قوة بشرية هائلة.

واتهم مسؤولون امريكيون وعراقيون سوريا بعدم عمل ما يكفي لمنع مقاتلين اجانب من عبور الحدود الى العراق ويوم الاحد قدم مسؤولون عسكريون امريكيون في بغداد ما وصفوه بأدلة متزايدة على ان اسلحة ايرانية تستخدم في قتل جنودهم في العراق.

وتشمل الاجراءات الاخرى مصادرة الاسلحة والمتفجرات غير المشروعة وفرض قيود على حركة السيارات والافراد واقامة نقاط تفتيش في المدينة.

وفيما يلي خمس حقائق عن الصدر الحليف السياسي الرئيسي لنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الشيعي كما نقلتها (رويترز):

- تقول واشنطن ان جيش المهدي الذي هو ميليشيا شيعية تدين بالولاء للصدر يمثل أكبر تهديد لامن العراق. ويتهم مسؤولون امريكيون وزعماء من العرب السنة جيش المهدي بالوقوف وراء الكثير من جرائم القتل الطائفي في العراق.

ونفى الصدر علنا مسؤوليته عن العنف ضد ابناء وطنه من العراقيين.

- قاد الصدر ومعقله حي مدينة الصدر في بغداد انتفاضتين ضد القوات الامريكية عام 2004. وأصدرت سلطة الاحتلال الامريكي السابقة أمر اعتقال بحقه لدوره المزعوم في اغتيال رجل دين منافش بعد الغزو. ولم ينفذ الاعتقال قط.

- لعبت الكتلة الصدرية دورا أساسيا في تعيين المالكي رئيسا للوزراء وهو شيعي من حزب الدعوة في مايو ايار. وتتمتع الكتلة الصدرية بربع المقاعد في الائتلاف الشيعي أكبر الكتل البرلمانية وتسيطر على عدد من الوزارات.

- ويستمد الصدر الذي ينادي بانسحاب القوات الامريكية من العراق معظم نفوذه من أسرته. فوالده اية الله العظمى محمد صادق الصدر الذي يحظى باحترام كبير اغتيل عام 1999 لتحديه الرئيس العراقي السابق صدام حسين. كما قتل صدام عم والده محمد باقر عام 1980 بعد أن نادى باقامة دولة اسلامية على غرار ايران.

- يستقطب الصدر وهو في أوائل الثلاثينات من عمره أنصارا متحمسين من الشبان الفقراء. وأقلق ازدياد نفوذه كبار قادة المذهب الشيعي في مدينة النجف حيث يعتبر كثير منهم رجل الدين الشاب مدعيا يمثل خطرا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 15 شباط/2007 -27/محرم/1428