المصالح الاستراتيجية الامريكية تقتضي تقسيم العراق وغزو ايران

 قال جون بولتون سفير واشنطن السابق لدى الامم المتحدة في مقابلة نشرت يوم الاثنين إن الولايات المتحدة ليست لها مصلحة استراتيجية في ضمان أن يظل العراق موحدا.

وأبلغ بولتون صحيفة لو موند بأن الولايات المتحدة كان يجب ان تسلم السلطة للعراقيين بصورة اسرع. وكان بولتون وهو صديق مقرب للرئيس الامريكي جورج بوش تنحى عن منصبه بعد ان اوضح الديمقراطيون انهم سيقفوا ضد إعادة ترشيحه.

ونقلت الصحيفة عن بولتون قوله "ليست للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية في وجوب ان يكون هناك عراق واحد او ثلاثة."

واضاف "مصلحتنا الاستراتيجية هي ضمان ان ما ستخرج الى حيز الوجود لن تكون دولة فاشلة تماما او ان تصبح ملاذا للارهابيين او دولة ارهابية."

ويخوض السنة والشيعة صراعا طائفيا في العراق وقال بوش انه سيرسل 21500 جندي اضافي الى هناك في محاولة لاخماد العنف.

وقال بولتون ان هذا القرار هو "الافضل في سلسلة من الخيارات السيئة." مضيفا انه يعتقد ان قرار غزو العراق والاطاحة بصدام حسين كان قرارا صائبا لكنه اعترف بحدوث اخطاء.

وقال بولتون "اذا اعدنا النظر الى ما مضى فانه كان يجب علينا نقل السلطة الى العراقيين بصورة اسرع بعد الاطاحة بصدام حسين." مضيفا "اننا أسأنا للعراقيين بحرمانهم من مسؤولياتهم السياسية."

وبالنسبة لمن يقود البلاد الان قال بولتون ان واشنطن ليست لها مصلحة في اي نمط معين.

وقال "سواء كانت دولة واحدة او ثلاث او يقودها شيعة او ائتلاف فهذه مسألة لا تمثل لنا اي اهمية استراتيجية.

وردا على سؤال حول قرار الرئيس الاميركي المثير للجدل بارسال تعزيزات للقوات الاميركية في العراق في محاولة لوقف غرق البلاد في الفوضى قال "انه اخر جهد" للولايات المتحدة. واضاف "اذا لم يصحح العراقيون الوضع فانها مشكلتهم".

واعتبر جون بولتون ان المباحثات حول البرنامج النووي الايراني "فشلت" وان الحل الوحيد يكمن في "تغيير النظام" في طهران.

وقال بولتون احد ابرز "الصقور" المقربين من الرئيس الاميركي جورج بوش "يجب الاعتراف بذلك: لقد فشلت المفاوضات. الوقت ليس في صالحنا".

واضاف "الرد الوحيد هو عزلهم (الايرانيين) على الصعيد الدولي وكذلك على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وعلى المدى الطويل وآمل ليس المدى البعيد جدا ان يكون الحل الفعلي الوحيد تغيير النظام".

وردا على سؤال ما اذا كانت ادارة بوش تبحث هذا الخيار قال "لا تغيير النظام ليس جزءا من اطار العمل".

من جهة اخرى قال مسؤول أمريكي رشحه الرئيس الامريكي جورج بوش لمنصب نائب وزيرة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء ان مساندة ايران لمتطرفين معادين لامريكا في العراق يجب الا تمضي بغير مقاومة مع ان الولايات المتحدة تأمل بتفادي المواجهة مع طهران.

وقال جون نجروبونتي الذي كان أول سفير لحكومة الرئيس بوش لدى العراق في فترة ما بعد الحرب أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي انه اذا تجرأت ايران فان ذلك سيؤدي الى مصاعب جديدة للمصالح الامريكية في العراق ومنطقة الخليج ولبنان وفي جهود السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

وقال نجروبونتي أمام لجنة العلاقات الخارجية "أود ان أصف سياستنا بانها تريد حل اي خلافات بيننا وبين ايران بالسبل السلمية ولكن في الوقت نفسه فاننا لا نعتقد ان تصرفاتهم مثل مساندة المتطرفين الشيعة في العراق ينبغي ان تترك بلا مقاومة."

واضاف قوله "اذا أحسوا بأنهم يمكنهم الاستمرار في هذا النوع من النشاط دون عقاب فان ذلك سيكون ضارا بأمن العراق وبمصالحنا في ذلك البلد."

وحذر الديمقراطيون في الجلسة حكومة بوش لتتفادي الحرب مع ايران.

ويزعم مسؤولون امريكيون ان ايران تزود الشيعة بقنابل شديدة الانفجار قادرة على اختراق الدروع في المركبات العسكرية.

من جهته تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاثنين بالرد بكل حزم على اي محاولة من جانب ايران لاذكاء العنف في العراق لكنه قال انه لا ينوي غزو ايران.

وتتهم واشنطن طهران بتقويض الجهود الرامية الى استقرار الاوضاع في العراق وبالسعي للحصول على اسلحة نووية. وترابط حاملتا طائرات امريكيتان في الخليج كتحذير للجمهورية الاسلامية.

وقال بوش في حديث مع الاذاعة القومية العامة/ان.بي.ار/ "اذا صعدت ايران اعمالها العسكرية في العراق بقصد الاضرار بجنودنا او عراقيين ابرياء فسنرد بكل حزم."

وحذرت حكومة بوش ايران مرارا من اذكاء العنف في العراق واعتقلت القوات الامريكية عددا من المسؤولين الايرانيين في العراق خلال حملات مداهمة جرت خلال الثلاثين يوما الماضية.

ويصر بوش على انه يريد حل النزاع النووي مع ايران بالوسائل الدبلوماسية لكنه قال ايضا ان جميع الخيارات قائمة. وتنفي ايران العمل على صنع اسلحة نووية وتقول انها لا تريد سوى توليد الكهرباء.

واثارت تصريحات بوش تجاه ايران الى جانب التهديد بعقوبات مالية اشد قسوة واجراءات لمواجهة اي تورط ايراني في العراق تكهنات باحتمال شن الولايات المتحدة هجوما على ايران.

وقال بوش للاذاعة انه لا يخطط لغزو ايران لكنه سيفعل "اي شيء ممكن" لحماية القوات الامريكية في العراق من اي هجمات ايرانية.

وقال بوش "لا اعرف كيف يمكن لاحد ان يقول بعد ذلك ان حماية القوات تعني اننا سنغزو ايران."

وقال سفير ايران لدى بغداد حسن كاظمي قمي في حديث لصحيفة نيويورك تايمز نشرته يوم الاثنين ان ايران تتخذ خطوات لتوسيع نطاق علاقاتها العسكرية والاقتصادية مع العراق بشكل كبير.

وقال قمي ان ايران على استعداد لمساعدة العراق في مجال التدريب وتزويده بالمعدات والمستشارين من اجل "المعركة الامنية" ومساعدته في جهود اعادة الاعمار.

وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض ان الولايات المتحدة ستراقب الوضع لمعرفة ما اذا كانت ايران ستمضي قدما في تنفيذ بيان النوايا هذا.

وقال "سنرحب بالتأكيد بأن تلعب ايران دورا ايجابيا في المنطقة." مضيفا ان ايران يمكنها ان تتخذ خطوات ايجابية بالتوقف عن تهريب الاسلحة ودعم "المنظمات الارهابية".

وقال سنو ان هناك ادلة على ضلوع ايرانيين في انشطة ادت الى مقتل جنود امريكيين ومدنيين عراقيين.

ولكنه قال ان الامر يخص الحكومة العراقية في ان تقرر نوع العلاقة مع ايران. وقال "واظن انها لن تقدم على ترتيبات تضر بأمنها او ازدهارها."

واتهم البيت الابيض ايران بالمساعدة على تسليح المقاتلين في العراق والتورط في انشطة ادت الى مقتل جنود امريكيين ومدنيين عراقيين.

وقال بوش "اذا اكتشفنا ان الايرانيين يهربون أسلحة ينتهي بها الامر بالاضرار بالجنود الامريكيين فسوف نرد على ذلك."

وكرر بوش ان النزاع بشان برنامج ايران النووي يمكن حله بالطرق الدبلوماسية.

وقال بوش "الرسالة التي نعمل على توصيلها الى النظام الايراني والشعب الايراني هي انكم ستصبحون في عزلة متزايدة اذا واصلتم السعي لاكتساب سلاح نووي."

واضاف قوله "الرسالة الى الشعب الايراني هي ان حكومتكم ستسبب لكم الحرمان."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 1 شباط/2007 - 12 /محرم/1428