منتدى دافوس مكان لاستراحة اباطرة الاعمال ام حل لمشكلات السياسة والفقر والمعاناة والمناخ

هيمنت قضايا الشرق الاوسط على اعمال منتدى دافوس حيث وصف نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي احتلال الولايات المتحدة للعراق بانه "قرار احمق" كما جرت مباحثات على اعلى مستوى بشان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

فقد طغت تعليقات عادل عبد المهدي وحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس على المباحثات التجارية والاقتصادية التي تشكل تقليديا مضمون اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي.

ورغم ان نائب الرئيس العراقي الشيعي الذي شارك في المباحثات بشان العراق دعم ارسال المزيد من القوات الاميركية لكسب"الحرب" في بغداد الا انه انتقد بشدة قرار الولايات المتحدة احتلال بلاده عام 2003.

وقال عبد المهدي ان "العراقيين والعراق وضعوا تحت الاحتلال وهو قرار احمق" معددا العديد من الاخطاء التي ارتكبها الجانبان الولايات المتحدة والعراق في السنوات الاربع الماضية.

من جانبه اجرى الرئيس الفلسطيني مباحثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل صباح اليوم قبل المشاركة في مناقشة عامة لاحقا مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ونائب رئيس الوزراء شيمون بيريز.

وجاء الاجتماع مع ميركل في اطار احياء الجهود الدولية لتفعيل عملية السلام المجمدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

والمانيا التي تولت رئاسة الاتحاد الاوروبي في اول كانون الثاني/يناير الحالي هي عضو في اللجنة الرباعية للشرق الاوسط التي تضم ايضا الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والتي تسعى الى ايجاد تسوية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

وكان المؤتمر بدا اعماله الاربعاء بكلمة لميركل عن مخاطر النزعة الحمائية والتحديات الشاملة المتمثلة في امن الطاقة وارتفاع حرارة الارض.

ودعت ميركل ايضا الى مباحثات تجارية شاملة وهي احد من المواضيع الرئيسية التي ستتناولها قمة مصغرة تعقد السبت ويشارك فيها وزراء تجارة نحو 30 دولة.

وكانت مباحثات جولة الدوحة علقت بقرار من المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي في تموز/يوليو الماضي بعد خمس سنوات من اللقاءات التي تخللتها خلافات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبين الدول الناشئة.

ويمكن ان تستانف هذه المفاوضات اذا ابدى ممثلو الولايات المتحدة والاتحاد الاوروي ودولتي الهند والبرازيل الناشئتين رغبة في ايجاد ارضية مشتركة.

وحضر المحاضرة التي القتها ميركل الاربعاء عدد كبير من كبار ضيوف دافوس مثل مؤسس ميكروسوفت بيل غيتس ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.

ويتضمن برنامج المنتدى موضوعات مختلفة مثل تنامي القوة الجغرافية السياسية لاسيا وزيادة دور الانترنت في الاقتصاد والتجارة وجمع المعلومات.

وساعدت قلة الثلوج في دافوس هذا العام في ظاهرة غير معتادة في تسليط الضوء على تاثيرات التغييرات المناخية التي يشملها برنامج المنتدى هذا العام.

ومع استحواذ المواضيع البيئية على الاهتمام يبدو ان نجم المشاهير في دافوس قد افل.

فباستثناء نجم البوب بونو المعتاد على المنتدى افتقر دافوس هذا العام للاسماء الشهيرة في عالم الفن مقارنة بالسنوات السابقة حيث خطفت انجيليا جولي وبراد بيت وشارون ستون العام الماضي الاضواء من الزعماء السياسيين.

ومن المتوقع ان يوجه توني بلير في اخر ظهور له في دافوس الجمعة مع بونو ورئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي وبيل غيتس والرئيس الليبيري الن جونسون نداء ملحا لتقديم المساعدات التي وعدت بها افريقيا.

وينتظر أن يضغط رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ورئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي، ومؤسس شركة مايكروسوف العملاقة للبرمجيات بيل غيتس وغيرهم، لمطالبة الدول المتقدمة بالوفاء بتعهداتها بمساعدة القارة الافريقية.

ويناقش القادة في الوقت ذاته مسألة ما إذا كانت الدول الافريقية تقوم بما يكفي من الجهود لخلق الظروف المواتية لنمو مستدام في بلدانهم.

يذكر أن منتدى دافوس تعرض لانتقادات في السابق ووصف بأنه مجرد مكان للاستراحة الشتوية لاباطرة الاعمال الذين يخرجون بتصريحات جيدة بشأن مشكلات الفقر والمعاناة الاجتماعية التي يتهمون هم أنفسهم بالاسهام في تفاقمها.

وقال مسؤولون في المنتدى إنه يتعين على الاقتصاديات الصاعدة بقوة مثل الصين والهند أن تسعى للحصول على تكنولوجيات نظيفة لان مساعي مواجهة تغير المناخ تواجه مصاعب كبيرة بسبب النمو الاقتصادي الكبير الذي تحققه هذه الدول.

وقال خبراء اقتصاد بارزين من الهند والصين الاربعاء إن دولهم تطبق سياسات لخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في قطاعات الصناعة والنقل والاسكان، وذلك من خلال الترويج لاستخدام الطاقة النظيفة.

لكن هؤلاء الخبراء يترددون في وضع قواعد إجبارية بنسب الخفض لما قد ينتج عن ذلك من إعاقة التقدم الصناعي على المدى القصير في الوقت الذي ترفض فيه الدول الغنية الالتزام بنسب الخفض التي وضعتها لنفسها بمقتضى بروتوكول كيوتو بشأن المناخ.

بدوره وجه الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الجمعة نداء الى الدول الغنية لخفض دعمها للمزارعين في اليوم الثالث لمنتدى دافوس الذي خصص في معظمه للوضع في الدول النامية.

وقال الرئيس البرازيلي "على الولايات المتحدة ان تخفض مساعداتها وعلى الاتحاد الاوروبي ان يخفض مساعداته للمزارعين وان يفتح اسواقه بشكل اكبر" في اشارة الى مفاوضات مقررة بهدف التوصل الى اتفاق عام بخفض الرسوم الجمركية في المنظمة العالمية للتجارة.

ومن المقرر ان يجتمع حوالى 25 وزيرا من الدول الاعضاء في المنظمة العالمية للتجارة السبت على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في مسعى لاعادة اطلاق المفاوضات المعطلة منذ الصيف الماضي بسبب الفشل في التوصل الى حل بشأن ملف الزراعة.

واضاف دا سيلفا "نريد ارسال اشارة الى الدول الاشد فقرا وان نقول لها انها ستحصل على فرصة في القرن الحادي والعشرين".

وبعد ان تطرق الى النمو العالمي والتغييرات المناخية والوضع في الشرق الاوسط والادنى يركز البرنامج الرسمي لمنتدى دافوس الجمعة على الآفاق المتاحة امام الدول الفقيرة.

الى جانب ذلك يتناول المنتدى الذي يضم 2400 شخصية بينها 800 رئيس مؤسسة ايضا عالم الاعمال مع ورش عمل حول الرأسمال المضارب او اسواق المنتجات الفرعية في حين تتواصل اجتماعات الاعمال في ردهات وفنادق منتجع دافوس السويسري.

وتطرق الملياردير الاميركي بيل غيتس الذي يشارك سنويا في هذا اللقاء الجامع للنخبة السياسية والاقتصادية في العالم كما في كل عام الى نشاطه الخيري من خلال تقديم نتائج حملات تلقيح يقوم بها التحالف العالمي للقاحات والمناعة بتمويل جزئي من مؤسسته.

وقال ان التحالف تولى تلقيح 138 مليون طفل افريقي ضد العديد من الامراض وذلك منذ انشائه في دافوس العام 2000 مقدرا عدد الارواح التي انقذها ب32 مليون شخص.

ويتوقع ان تكون افريقيا حاضرة بقوة اليوم في دافوس مع اجتماع الرئيسة الليبيرية الين جونسون سيرليف ورئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وبيل غيتس والمغني الايرلندي بونو معا على منصته.

وعلاوة على دعوته الى اتفاق تجاري داعم للدول الفقيرة دعا الرئيس البرازيلي المستثمرين الغربيين الى استلهام النموذج البرازيلي من خلال تشجيع انتاج المحروقات غير الملوثة من اجل الدفع بالتنمية مع احترام البيئة.

واوضح دا سيلفا ان البرنامج البرازيلي "يمكن ان يعطي مثالا للدول الغنية حتى تمول (برنامجا شبيها) في الدول الافريقية ودول اميركا الوسطى".

وتم في اليومين الاولين من المنتدى التداول بشكل واسع في محوري انتاج الطاقة واستهلاكها من جهة ومكافحة حرارة الجو من جهة اخرى.

وقالت البلدان النامية الاكثر معاناة من الآثار المترتبة على التغير المناخي إنها لن تتحمل المسؤولية الكاملة عن مشكلة تسببت فيها أساسا الدول الغنية.

وأكد زعماء من الهند والصين والبرازيل على الحق في دفع اقتصادات بلدانهم قدما حتى لو أدى ذلك الى ارتفاع مستويات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال مونتك الواليا نائب رئيس لجنة التخطيط الهندية "لا مجال ببساطة للمساومة على هدف التنمية."

ومضى يقول ان العالم النامي يحتاج الى دعم أقوى لمساعدته على تحقيق الاهداف البيئية مشيرا الى أن دولا غنية كثيرة موقعة على اتفاقية كيوتو لم تحقق الارقام المستهدفة لخفض مستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لديها.

وقال أمام جلسة للمنتدى "أي شيء يفضي الى الية حوافز مع قدر من الدعم المالي المضمون الذي يمكن البلدان النامية من اتباع تقنيات نظيفة لا بد وان يكون موضع ترحيب."

وقال جانج شياوكيانج نائب رئيس اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والاصلاح أمام الاجتماع نفسه انه في الوقت الذي تلتزم فيه الصين باستخدام الطاقة بفعالية أكبر فان العبء الرئيسي لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض يقع على القوى الغربية.

ومضى يقول "الى جانب جهودنا نتوقع ان تضطلع الدول المتقدمة بدور أكثر تأثيرا" واضعا قائمة بالمتطلبات الرئيسية تشمل الاستثمارات في أبحاث التغير المناخي ونقل التكنولوجيا للبلدان الناشئة وتقديم مساعدات للتكيف وانتهاج دور ريادي في وضع أهداف ملموسة فيما يتعلق بالحد من الانبعاثات.

وهيمنت المخاوف من ارتفاع درجة حرارة الارض على قدر كبير من أعمال منتدى دافوس لهذا العام التي بدأت بعد يوم واحد من اعتراف الرئيس الامريكي جورج بوش في خطابه حول حالة الاتحاد بأن تغير المناخ يشكل "تحديا".

وأشار زعماء الدول الغنية المشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي مرارا الى الحاجة الى مساعدة البلدان النامية وبشكل خاص الاقتصادات الصاعدة كالصين والهند على التعامل مع الضغوط البيئية لكن دون أن يقدموا تعهدات محددة.

 

وفي طوكيو قال رئيس لجنة الامم المتحدة المعنية بالمناخ ان قدرا أكبر من المشاركة النشطة من قبل الدول الصاعدة ضروري لدعم الجهود العالمية لتقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وقال ايفو دي بوير للصحفيين يوم الخميس بعد مؤتمر عن تغير المناخ "لكنهم في حاجة لمساعدة دولية لتحقيق هذا الهدف."

وقالت باربرا ستوكنج مديرة منظمة أوكسفام البريطانية انه ستكون هناك حاجة الى "مبالغ كبيرة من المال" لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة الذي أدى بالفعل الى تساقط الامطار غير المنتظم والفيضانات والجفاف والعواصف مما زاد من حدة الازمات الانسانية في شرق افريقيا وأماكن أخرى.

وقالت ستوكنج في مقابلة يوم الخميس في دافوس "رأينا بالفعل أن اثار تغير المناخ أشد إضرارا بالفقراء كما أنهم أول من يتأثرون بها."

وجرت الاشارة مرارا في دافوس الى تقنيات خفض الانبعاثات وخصوصا الادوات التي تساعد على احتجاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من حرق الفحم كضرورة لكبار البلدان النامية لتقليص الاثار البيئية لنموها السريع.

وقال نيكولاس شتيرن مستشار الحكومة البريطانية في قضايا تغير المناخ ان ضمان وصول التقنيات التي تحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لدول مثل الصين والهند التي تعتمد على الفحم كمصدر رئيسي للطاقة مسألة حيوية.

وقال لتلفزيون رويترز في دافوس "المسألة لا تتعلق بوقف النمو. وانما تتعلق بعمل الاشياء بطرق مختلفة. اعتقد أنه يتعين على الدول الغنية أن تتحمل الجزء الاكبر من تلك التكلفة."

وقال آخرون ان رقابة أكثر صرامة لانبعاثات الغازات من جانب الدول الغربية ستساعد في اقناع الدول الصاعدة بالحاجة الى التحرك.

وقال لويز فرناندو فورلان وزير التجارة والصناعة البرازيلي ان "تشكيل قوة مهام دولية" لتنفيذ التزامات الدول بموجب اتفاقية كيوتو قد تكون خطوة مفيدة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 29 كانون الثاني/2007 - 9 /محرم/1428