سايكلوجية التجهيل الثقافي

سعد البغدادي

  في زمن التكنلوجيا والتطور العلمي  وما رافقه من تطور في كافة مناحي الحياة المختلفة يرزح المجتمع العربي تحت تاثيرات الخرافة والتجهيل الثقافي الذي تمارسه بعض الهيئات والمؤسسات العربية من خلال سيطرتها على الاعلام العربي  وتشكيل قوة  اعلامية كبيرة الغرض منها جعل المواطن العربي بعيش في اوهام القرون المظلمة.

يمارس هذا التجهيل مجموعة كبيرة من رجال الدين والتابعين لهم  والتجهيل الثقافي اتخذ اشكالا متعددة في زمن الفضائيات العربية التي انتشرت بشكل كان المؤمل منه ان يكن مؤثرا في ارتفاع درجات الوعي والثقافة الا ان الامر اتخذ موقفا نكوصيا من خلال استضافة شخصيات تدعوالى سياسيات وعودة الى عصور التخلف.

  فعلى احد الفضائيات العربية يتم استضافة مشعوذين ومشعوذات وبشكل يومي  وعلى مساحة زمنية كبيرة  وظيفتهم تجذير التجهيل الثقافي وتحريف الوعي الجماهيري والمساهمة في  نكوص الشخصية العربية الى ابعد مديات الجهل والتخريف فقد اسشتشرت ظاهرة  الدجال ابو علي الشيباني و مشعوذة اخرى تظهر على ذات القناة.

 وظيفتهم قراءة الطالع والتنبوء بالمستقبل واخراج الجن وجلب الرزق وطرد التابعة؟؟

 حتى ان احدى المواطنات صدقت من خلال هذا الكذب اليومي انها تزوجت جني وهي تريد فراقه الان لانه سبب لها التعب الجنسي؟؟

 فتقول لها هذه المشعوذة ان الامر لم يعد ينفع وعليها ان تستمر في علاقتها الجنسية مع هذا الجني.. واستمرت في ايراد  نماذج من الشعوذة والغريب في الامر كله ان يتم نسب هذه الاعمال الى الاسلام ويتم شرعنتها من خلال ايراد نصوص قرانية او  احاديث تنسب زورا الى  السنة النبوية.

 وصل الامر بهولاء الدجالين ان يدعوا المواطنيين الى العزوف عن مراجعة الاطباء والمستشفيات لانها غير قادرة على التشخيص الحقيقي مثل اعمال الجن والملائكة والى اخره من اعمال الشيطنة والنصب والاحتيال التي تمارسها هذه المجاميع.

ترى لماذا يصبح شخصا مثل ابو على الشيباني شخصا مهما  ولماذا تصبح مجتمعنا العربي في حالة نكوص دائمية في الوقت الذي شهد اوج تطوره الثقافي في الخمسينيات والستيتيات من القرن المنصرم حيث اختف تلك الظواهر من البلاد العربية وركن مثل هولاء الدجالون في زوايا القرى الارياف  وبعد اكثر من نصف قرن يعود هولاء الى الظهور علانية ومن خلال شاشات الفضائيات ليدخلوا كل بيت؟؟

 اسباب كثيرية دعت الى هذا النكوص في الاخلاقية العربية لعل اهمها:

الهزيمة السياسية والاخلاقية التي رافقت الانظمة الديكتاتورية في المنطقة العربية وتسلطها على رقاب الشعب العربي وفشل المشروع  القومي برمته  وسباسات القمع والاستبداد الفكري التي مارستها الانظمة العربية في هذا المشروع.

 والملاحظ ان عودة هذه البرامج على شاشات التلفزة والصحف والمجلات انها برزت بعد سقوط اكبر الفاشيات في المنطقة العربية واقسى الانظمة القمعية والبوليسية في بعث العراق ذلك النظام الذي امتلك منظومة اعلامية كانت هي الرائدة في  توجيه الاعلام العربي   حول  قضايا ثبت فشلها التاريخي ومخالفتها للمنطق.

بعد هذا السقوط المريع للمنظومة العربية برمتها حاولت استخدام هذا التجهيل الثقافي من خلال المنابر الاعلامية لصلاة الجمعة ومن خلال سياسية التكفير الديني والمذهبي كما نسمعه يوميا من رجال دين في السعودية التي تحمل راية الرجعية والتخلف في العالم العربي.

ممارسة التجهيل الثقافي من خلال  عقد مؤتمرات تدعو الى التكفير واقصاء الاخر.  والاشراف على  مثل هذه البرامج.

اضف اليها كل البرامج الاخرى التي نشاهدها في سياسية التجهيل الثقافي للمواطن العربي.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 28 كانون الثاني/2007 - 8 /محرم/1428