ثمن العراقيين نزحوا عن ديارهم بسبب العنف

 قالت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين  ان نحو ثلاثة ملايين و 700 الف عراقي (بما يمثل ثمن العراقيين) يعدون الان نازحين عن ديارهم بسبب اعمال العنف في العراق.

وذكر تقرير للمفوضية وزعه مكتب الامم المتحدة في بغداد (يونامي) يوم الثلاثاء "ان المفوضية وشركاءها يقدرون أن من بين مجموع الشعب العراقي البالغ 26 مليون نسمة فان حوالي 7ر1 مليون عراقي هم اليوم نازحون داخليا في حين أن حوالي مليونين سبق وفروا إلى الدول المجاورة من جراء النزاع في العراق".

واوضح ان العديد من هؤلاء نزحوا قبل عام 2003 "الا أن أعدادا متزايدة من العراقيين يفرون اليوم من البلاد بسبب أعمال العنف الشاملة والمذهبية المتزايدة".

واضاف التقرير انه في عام 2006 وحده تقدر المفوضية أن نحو 500 الف عراقي فروا إلى مناطق أخرى داخل البلاد وأن مابين 40 و 50 الف شخص لايزالون يغادرون منازلهم كل شهر متوقعا أن يصل عدد النازحين داخليا في العراق بحلول نهاية العام 2007 إلى 3ر2 مليون شخص.

وقال ان التقديرات بشأن النازحين العراقيين الموجودين في الدول المجاورة تشير إلى وجود ما بين 500 الف ومليون نازح في سوريا و700 الف في الأردن وبين 20 و80 الفا في مصر ونحو 40 الفا في لبنان في حين مايزال عدد النازحين في تركيا مجهولا.

واضاف ان العديد من هؤلاء كانوا قد فروا من العراق قبل عام 2003 إلا أن عشرات الآلاف لا يزالون يغادرون البلاد كل شهر متوجهين بشكل خاص إلى سوريا والأردن.

ونقل البيان عن المفوض السامي أنطونيو جوتيريس قوله "كلما طالت مدة هذا النزاع ازدادت الظروف صعوبة بالنسبة إلى مئات الآلاف من الأشخاص النازحين والمجتمعات التي تحاول مساعدتهم وذلك داخل العراق وخارجه على حد سواء".

ودعا جوتيريس الى الحصول على المساعدة اللازمة من المجتمع الدولي لدعم الجهود الإنسانية المبذولة من أجل مساعدة الشرائح الاجتماعية الأكثر ضعفا والأكثر عرضة للخطر.

ووجهت المفوضية نداء لدعم عملياتها بنحو 60 مليون دولار أمريكي لتمويل عملها خلال الأشهر ال12 المقبلة لمساعدة مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين داخليا ولتغطية برامجها في كل من سوريا والأردن ولبنان ومصر وتركيا.

وقالت المفوضية ان اعمال العنف المتواصلة في البلاد ستؤدي بلا شك الى مزيد من النزوح الجماعي الداخلي والخارجي مما سيؤثر إلى حد كبير على البلدان المجاورة واصفة عملية نزوح العراقيين بانها أوسع الحركات السكانية الطويلة الأمد في منطقة الشرق الأوسط منذ تهجير الفلسطينيين عقب إنشاء إسرائيل في عام 1948.

واشار تقرير المفوضية إلى الأوضاع الأمنية الخطرة التي يواجهها العاملون في المنظمات الإنسانية في العراق.

يذكر ان من أهداف المفوضية الأخرى لعام 2007 تأمين المساعدة والحلول للاجئين غير العراقيين داخل البلاد ومنهم نحو 15 الف فلسطيني و 16 الف تركي و 12 الف إيراني ومئات السوريين والسودانيين.

وقالت المنظمة الدولية ان واحدا من كل ثمانية عراقيين نزحوا عن ديارهم، مشيرة الى ان نصف مليون شخص تركوا منازلهم خلال الاشهر الستة الاخيرة فقط.

وكانت المفوضية قالت الصيف الماضي إن آلاف العراقيين يغادرون بلادهم يوميا مشيرة الى إن عدد العراقيين الذين يطلبون حق اللجوء في الغرب يتزايد باضطراد.

وقال رون ريدموند الناطق باسم المفوضية إن العاملين في مفوضية اللاجئين المكلفين بمراقبة الحدود العراقية السورية يقولون إن الفي شخص يجتازونها من العراق يوميا اي بمعدل 40 الف شهريا.

كما يتصاعد باستمرار عدد العراقيين الذين ينزحون عن مناطق سكناهم قاصدين اماكن اكثر امانا داخل العراق.

ويقول ريدموند إن عدد هؤلاء يزداد بواقع 50 الفا في الشهر تقريبا.

يذكر ان الغالبية العظمى من العراقيين الذين يهربون الى سوريا والاردن لم يسجلوا اسماءهم لدى مفوضية اللاجئين - ولذلك تصف المفوضية النزوح العراقي بالنزوح الصامت.

وتقول المفوضية إنه اضافة الى سوريا والاردن، فإن عشرات الالوف من العراقيين يتوجهون ايضا الى تركيا ولبنان ومصر ودول الخليج واوروبا.

وتشير الاحصاءات الخاصة بالاشهر الستة الاولى من العام الحالي الى ان العراقيين شكلوا اكبر مجموعة من طالبي اللجوء في اوروبا، بينما ارتفع عدد العراقيين الذين يطلبون حق اللجوء في الدول الصناعية المتقدمة بنسبة 50 في المئة عما كان عليه في العام الماضي.

وتقول مفوضية اللاجئين إنها اضطرت الى تغيير مهمتها من مساعدة العراقيين على العودة الى بلادهم الى مساعدة اولئك الذين يهربون من الاوضاع غير الآمنة.

من جهة اخرى ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الاثنين ان اكثر من 17 الف مدني وشرطي عراقي قتلوا في النصف الثاني من 2006 وهو عدد يشير الى زيادة كبيرة في الضحايا بالمقارنة مع الاشهر الستة الاولى.

ونقلت الصحيفة عن احصاءات سرية لوزارة الصحة العراقية ان 5640 مدنيا وضابطا في الشرطة العراقية قتلوا في الاشهر الستة الاولى من العام 2006.

وكشفت هذه الاحصاءات التي قدمها الى الصحيفة مسؤول في الوزارة ان العدد ارتفع عمليا بمقدار ثلاثة اضعاف في الاشهر الستة الاخيرة ليصل الى 17310 قتلى.

واوضح هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان هذه الاحصاءات ما زالت غير كاملة ملمحا بذلك الى ان الارقام قد تكون اكبر من ذلك بكثير.

واوضحت الصحيفة ان ارتفاع عدد الضحايا في العراق سجل رغم عملية عسكرية اميركية عراقية مشتركة في العاصمة يشارك فيها آلاف الجنود.

وتشير ارقام وزارة الصحة العراقية المتعلقة بعدد الضحايا في 2006 الى سقوط 22950 شخصا بينما افادت الارقام التي اعلنتها وزارات الدفاع والصحة والداخلية في الاول من كانون الثاني/يناير ان عدد الضحايا بلغ 13896 قتيلا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 10/كانون الثاني/2007 - 19 /ذي الحجة /1427