التيار الصدري ينهي اعتكافه السياسي ويتهم امريكا بمحاولة جره الى حرب

قرر التيار الصدري الاحد انهاء اعتكافه السياسي اثر "تعليق" عضويته في البرلمان والحكومة "احتجاجا" على لقاء بين رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش في الاردن نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وقال النائب صالح العقيلي من الكتلة الصدرية (32 نائبا) لوكالة فرانس برس "قررنا العودة الى الحياة السياسية".

واضاف "نعود بعد توقيع اتفاق مع البرلمان يشترط وضع جدول زمني لاعداد القوات العراقية والامتناع عن تمديد بقاء الاحتلال الا بالعودة الى البرلمان".

وكان التيار اعلن في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ان "الكتلة الصدرية في البرلمان ووزراء التيار يعلقون عضويتهم في البرلمان والحكومة احتجاجا على الزيارة التي تعد استفزازا لمشاعر الشعب العراقي وتجاوزا لحقوقه الدستورية".

ويشغل التيار الصدري ستة مقاعد وزارية خصوصا الصحة والاتصالات.

وينحي الجيش الامريكي باللائمة في كثير من اعمال العنف على ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر الذي أنهت حركته السياسية يوم الاحد مقاطعة البرلمان مخففة حدة خلاف مع حلفائها الشيعة في حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.

وقال بهاء الاعرجي وهو عضو بارز في التيار الصدري في مؤتمر صحفي للائتلاف الشيعي الحاكم "نعلن عودتنا والغاء تعليقنا في الوزارات وكذلك في مجلس النواب" .

وقال محمود المشهداني رئيس البرلمان ان لجنة من جميع الاحزاب ستناقش النداءات بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق وتجديد تفويض الامم المتحدة بالوجود الامريكي في العراق والذي تم فيما مضى بناء على طلب بغداد.

وأضاف في مؤتمر صحفي أن هذه "انطلاقة جديدة نثبت فيها للعالم أن الحل العراقي للمشكلة العراقية هو الاساس وما على الاخرين الا أن يدعموه."

ويقع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحت ضغط لاتخاذ اجراءات صارمة ضد ميليشيا جيش المهدي وهي ميليشيا التابعة للصدر تعتبرها الولايات المتحدة مصدر التهديد الاكبر للامن في العراق لكن اعتماده فيما سبق على الدعم السياسي للصدر صعب من هذه المهمة.

وإتهمت الحركة السياسية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر واشنطن يوم السبت بمحاولة إثارة مواجهة باعتقالها أحد ابرز قيادييها.

واعتقلت القوات الامريكية والعراقية عبد الهادي الدراجي المتحدث باسم الصدر ضمن ثلاثة أشخاص على الاقل في غارة في منتصف الليل على مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي بزعامة الصدر في شمال شرق بغداد. ونادرا ما تغامر القوات الامريكية بدخول هذه المنطقة.

والتيار الصدري عضو في الإئتلاف العراقي الموحد الشيعي الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي. وقد تعرض المالكي لانتقادات من واشنطن وزعماء الاقلية العربية السنية لعدم نزعه سلاح جيش المهدي.

وقال عبد المهدي المطيري عضو اللجنة السياسية لحركة الصدر كما تنقل رويترز إن مسؤولين عراقيين وعدوا بالافراج عن الدراجي. واضاف لرويترز انه لا يعرف مدى جدية هذا الوعد لانه لم يتم الافراج عنه حتى الان.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة لقناة تلفزيون العراقية انه لا يتوقع الافراج عن الدراجي يوم السبت. وكان الدباغ ذكر يوم الجمعة ان العملية تمت بتأييد من المالكي.

وأضاف أن هذا الامر ليس بيد الحكومة العراقية وأن الامريكيين هم الذين اعتقلوه وهم الذين يحققون معه وعندما ينهون تحقيقاتهم فسوف يطلقون سراحه.

والتصدي للصدر وميليشيا جيش المهدي التابعة له مسألة ملحة بالنسبة للقوات الامريكية والمالكي في اطار تحضيرهما لما يعتبره كثيرون محاولة أخيرة لاحتواء العنف الطائفي الذي يدفع العراق صوب حرب أهلية.

ويحظى الصدر بشعبية كبيرة في العراق وبعض التأييد من ايران.

وقال المطيري إن أتباع الصدر يعرفون أن الحقيقة وراء اعتقال الدراجي هي أن الامريكيين يريدون استهداف الصدريين واستدراجهم الى مواجهة مع القوات الامريكية.

وقال الدباغ يوم الجمعة إن اعتقال الدراجي لا يستهدف انصار الصدر كحركة سياسية لكن دوافعه أمنية تتعلق بالدراجي الذي سيفرج عنه اذا برأته التحقيقات. ولم يؤكد الجيش الامريكي انه بين الذين تم اعتقالهم.

وبعد أن تعرض المالكي لانتقادات من جانب واشنطن أعلن ان الحملة المقبلة في بغداد المدعومة بجزء كبير من تعزيزات أمريكية قوامها 21500 جندي وعد بها الرئيس الامريكي جورج بوش ستستهدف الميليشيات الشيعية والمقاتلين السنة على حد سواء.

وقال رئيس بلدية مدينة الصدر رحيم الدراج انه لا توجد جماعات مسلحة في المنطقة باستثناء القوات الحكومية الرسمية.

وقال في بيان انه يعلن الالتزام بالخطة الامنية.

كما قال بيان للتيار الصدري اليوم الاثنين إن قوات الإحتلال تعمد إلى إستفزاز التيار الصدري من خلال الاعتقالات التي تقوم بها "لجره مرة ثانية إلى مواجهات عسكرية طاحنة."

وأضاف البيان الذي تسلمت وكالة أنباء ( أصوات العراق) نسخة منه أن "قوات الإحتلال تعمدت عدة مرات ،من خلال عمليات الاعتقال التي تقوم بها ضد أبناء التيار الصدري ،إلى إستفزازه... لجره مرة ثانية إلى علمليات عسكرية دموية طاحنة."

وذكر البيان أن الإستهداف الأمريكي للتيار الصدري ورموزه "ليس وليد الساعة ،إنما هو مخطط له منذ فوز الكتلة الصدرية في الإنتخابات ودعمها لحكومة الجعفري أولا... ثم لحكومة المالكي ثانيا ،حتى راحت الادارة الامريكية تتحين الفرص للنيل منهم وافشال العملية السياسية برمتها ،والرمي بالكرة في ملعب الصدريين."

وزاد البيان " لم يكن اعتقال الشيخ الدراجي حادثا عرضيا او امرا مستغربا انما هو امرا متوقعا جدا بسبب مواقف الدراجي الوطنية " وقال",لقد كشرت قوات الاحتلال الامريكي عن انيابها وكشفت بواطن حقدها الدفين على المخلصين من ابناء العراق."

وكان بيان الأمريكي قد ذكر يوم الجمعة الماضي أن" قوات خاصة من الجيش العراقي ألقت ،في عملية بقيادة عراقية ،القبض على زعيم مجموعة مسلحة غير شرعية."

وذكر مصدر من التيار الصدري إن قوات أمريكية إعتقلت القيادي الصدري الشيخ عبد الهادي الدراجي ، بعد إقتحام مقره في حي البلديات شرقي بغداد .

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 23 كانون الثاني/2007 - 3 /محرم/1428