تفجير سامراء وإعدام صدام والقضاء على الزرقاوي أبرز أحداث عام 2006

شهد العراق خلال السنة الفائتة احداثا بارزة على اصعدة عدة كان ابرزها سياسيا وامنيا تفجير مرقد الامامين العسكريين (ع) في سامراء وتنفيذ عقوبة الاعدام بحق الطاغية صدام والقضاء على قائد تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي بدعم من القوات متعددة الجنسيات.

ونفذت الحكومة العراقية قبل يوم من دخول العام الجديد الحكم القضائي الصادر عن المحكمة الجنائية القاضي باعدام صدام حسين شنقا بعد ادانته في قضية بلدة الدجيل في احد ابنية الاستخبارات التي كان يستخدمها النظام البائد في منطقة الكاظمية شمال بغداد.

وجاء مصرع الزرقاوي المسؤول الاول عن العديد من العمليات الارهابية في العراق في السابع من يونيو الماضي بضربة جوية استهدفت منزلا كان يقطنه في محافظة ديالى شمال شرق بغداد ليقتل ومعه عدد من المتحصنين من بينهم امرأة وطفل.

وبمقتل الزرقاوي وصدام تكون الحكومة العراقية نجحت في التخلص من رجلين طالما اتهمت اتباعهما من القاعدة والصداميين بالوقوف وراء العنف والعمليات الارهابية في العراق ويتوقع المراقبون ان تتراجع عمليات البعثيين وبعض ضباط جيش صدام السابقين بعد اعدام الرئيس المخلوع.

وتوقع نائب من قائمة ائتلاف العراق الموحد طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان يؤدي اعدام صدام الى اضعاف المتمردين والارهابيين من البعثيين والصداميين معتبرا ان مبادرة رئيس الوزراء نوري المالكي بدعوة انصار صدام للانضمام الى العملية السياسية وفتح المجال امام ضباط الجيش السابق بالانضمام الى صفوف الجيش الجديد ستساعد بشكل كبير على التخلص من التركة الثقيلة لصدام.

واعرب عن تفاؤله بظهور اثار ايجابية لاعدام صدام على الساحة العراقية في وقت قصير كما انحسر تأثير القاعدة في العراق الى حد ما بعد مصرع الزرقاوي.

وكان نائب مدير الاستخبارات في القيادة الوسطى الاميركية الجنرال نيل ديل قد حذر في تصريحات سابقة من ان "تنظيم القاعدة ما زال يشكل خطرا برغم ان التنظيم ضعف وليس بالقوة التي كان عليها ما بين عامي 2003 و2004 ويصارع الان ليستعيد قوتها".

وأضاف "في أوج قوة الزرقاوي كان يدخل العراق شهريا حوالي 150 مقاتلا اجنبيا ولكن العدد تضاءل الآن ليتراوح ما بين 50 و 70 مقاتلا شهريا".

واشار النائب العراقي الى ان التحدي الذي تمثل بتنظيم القاعدة واتباع صدام تلقى ضربة موجعة بعد تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام حسين وقتل الزرقاوي مؤكدا ان التحدي الاكبر الان بالنسبة للحكومة هو مواجهة الاقتتال الطائفي وكيفية السيطرة عليه.

وأجمع عدد من أعضاء مجلس النواب يمثلون مختلف الكتل السياسية على أن عام 2006 كان الاسوأ بالنسبة للعراقيين وأن أبرز أحداثه كان إعدام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين وتصاعد أعمال العنف الطائفي والقتل على الهوية والتى تزايدت وتيرتها عقب تفجير مرقدي الامامين العسكرينن في سامراء في شباط فبراير الماضي.

وقال محمود عثمان عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة " كانت بداية عام 2006 جيدة وكان هناك زخم وتمخضت الانتخابات عن حكومة وحدة وطنية لكن مع الاسف فإن الحادث المأساوي الذي طال مرقدى الامامين العسكريين في سامراء في شباط فبراير الماضي أدى إلى تصاعد العنف الطائفي."

وأضاف " نهاية العام أيضا لم تكن جيدة حيث تزايد التدهور الامني وتردي الخدمات لكن لاننسى أن الحدث الاهم هو إعدام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين."

ولم يعتبر عثمان مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق (أبو مصعب الزرقاوي) حدثا مؤثرا وقال " كان حدثا مهما لكن غير مؤثر لانه لم يقلل العنف كما أنه تم استبداله بزعيم أخر." وأضاف أن " إستلام الملف الامني في ثلاث محافظات لم يؤد إلى تحسن الاوضاع فيها."

وأعرب عثمان عن أمله في أن تتحسن الاوضاع في العراق خلال عام 2007.

من جانبه قال عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق العراقية عمر عبد الستار لـ ( أصوات العراق) " سجل عام 2006 بروز ظواهر كانت غير مقبولة في المجتمع العراقي منها الاختطاف الجماعي والعثور على عشرات الجثث يوميا وهو ما يعني أن الوطن اصبح بلا هوية."

وأضاف " شهد عام 2006 عمليات اختطاف واغتيال لمسؤولين واعضاء البرلمان ووزراء ووكلاء وزراء وكفاءات علمية واختطافات جماعية وسيادة الميليشيات وفرق الموت القذرة والتي على مدار عام لم يقدم أي من قادتها للمحاكمة."

وأشار إلى أن " هذا يعنى إختفاء الدولة وإختفاء القانون وفرض الميليشيات سياستها على الساحة في بغداد."

وقال عبد الستار " الحدث الابرز في عام 2006 هو تفجير سامراء والذي يعتبر نكبة كبرى أصابت كبد العملية السياسية واللحمة الوطنية وكان قمة الاحداث الذي ادى الى دفع الناس رغم إرادتهم الى دائرة العنف الطائفي أو ربما تسمى دائرة الحرب الاهلية المدارة بإحكام من قبل أطراف معينة."

وأضاف " كما شهد عام 2006 نكث الحكومة لاتفاقاتها السياسية وعدم الالتزام بالبرنامج الحكومي الذي قدمته وفشل خطط بغداد الامنية واحدة تلو الاخرى , فضلا عن إصابة البرلمان العراقي بالشلل التام ولم يستطيع انجاز عمل لاعادة عقارب الساعة السياسية أو الامنية الى مكانها."

وأشار إلى أن " هناك أيضا كثرة الدعوات والمؤتمرات الاقليمية بسبب عدم التزام الحكومة بمسارها الوطني وتعرضها للحرج داخليا وخارجيا واختتامها بتقرير بيكر –هاملتون والذي يعد نهاية حقبة للتعامل الامريكي مع العراق وبداية حقبة أخرى غير واضحة الملامح حتى الان ووصول العملية السياسية الى طريق مسدود."

وقال عبد الستار " هناك أيضا تدهور الملف الامني والسياسي مما زاد من محنة الناس اقتصاديا واجتماعيا مع ازمة الوقود والكهرباء والبطالة وفقد المواطن الامن والعافية والخبز كما فقد الوطن الهوية الوطنية او كاد وفقد الوحدة أو كاد وفقد الاستقلال أو كاد."

كما تطرق الى مبادرة المصالحة الوطنية وقال " مشروع المبادرة والمصالحة والحوار لازال في إطار شعار ولم يحقق شيئا على الارض."

ووصف عبد الستار عام 2006 بأنه الاسوء مقارنة مع السنوات الماضية مشيرا إلى أن " سنة 2006 كئيبة وموشحة بالسواد والحزن والمعاناة."

واتفق عبد الستار على أن محاكمة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين واعدامه هو الحدث الابرز لدى العديد من السياسيين سواء إعتبروا ذلك أمرا إيجابيا أو سلبيا.

وقال إن "محاكمة صدام أديرت بشكل سيء وإنتهت بشكل سيء جدا حيث تم بإعدامه غلق ملفات مرحلة كاملة كان يجب أن تفتح ليعرف الناس حقيقة ماجرى خلال ال 35 عاما الماضية, نحن مع القصاص من كل ظالم للشعب العراقي سواء في عهد حكم صدام أو بعده لان من جاء عقب صدام لم يقدم نموذجا افضل منه."

وفي الاطار نفسه قال عبد مطلك الجبوري عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق أيضا لـ ( أصوات العراق) إن " الحدث الابرز والاسوأ خلال عام 2006 هو تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء" مشيرا إلى أن هذا العمل هز الوجدان وجعل الجميع يشعر بالتشاؤم والقلق من الايام المقبلة.

وأضاف أن آثار هذا العمل لا تزال مستمرة حتى الان.

أما رئيس كتلة الامة العراقية مثال الالوسي فقال عن إعدام صدام حسين " إنه مجرم اشعل الدنيا حروبا وقد حوكم ونفذ فيه حكم الاعدام."

وأضاف "الارض السياسية في العراق تتحرك بإتجاه تلمس طريق الديمقراطية , ودول الجوار تتعلم من التجربة العراقية بقدر ما تخشى هذه التجربة.."

لكن ذلك لم يمنع الالوسي من الاشارة الى وجود "سلبيات كثيرة " وقال إن " ذلك كون قدرنا أن نحارب عن جميع الشعوب والمجتمعات في الشرق الاوسط وخارجه ، فالسلبيات المحيطة بنا أكثر من سلبياتنا الخاصة والعراق اصبح ساحة للصراعات الاقليمية والدولية." وأضاف " إذا خسرنا نحن العراقيين فستخسر المنطقة والعالم وهذا ما يعطيني شعور بالاطمئنان الى أن امريكا والدول المتعقلة ستستمر في دعمها للتجربة في العراق."

وعد الالوسي أخطر تلك السلبيات هو " تصور رجال الدين أن لهم منزلة إلهية , وتخيل السارق أنه يستطيع أن يسرق وينهب متصورا عدم وجود رقيب , وأخطر الدعوات السياسية هي تخيل البعض أن الانتخابات لاربع سنين هي ضمان وجوده لاربع سنين وهذا غير صحيح لذلك سوء الخدمات والتهجير وارتفاع العنف كان نتاجا لتلك السلبيات."

وتوقع الالوسي أن يكون عام 2007 عاما خطرا على العراقيين وأنه سيشهد مزيدا من العنف وقال " لكن ليس بالضرورة في العراق بل ممكن في جواره."

من جهته اعتبر السيد اياد جمال الدين عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية أن الحدث الابرز للعام 2006 هو اعدام صدام حسين.

وأضاف أن " إعدام صدام كان الحدث الابرز لان باعدامه انتهت حقبة سوداء في تاريخ العراق ، بمعنى اخر انتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة حيث ان إعدامه ينهي كل الرهانات على الحقبة الديكتاتورية."

وقد شاطره الرأي السيد بهاء الاعرجي عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد والذي قال إن " الحدث الابرز لعام 2006 هو اعدام صدام حسين."

وأضاف أن " العراقيين كانوا ينتظرون نهاية صدام بفارغ الصبر وقد تحققت امانيهم." 

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 1/كانون الأول  /2007 - 10 /ذي الحجة /1427