اعدام صدام فجر يوم السبت.. نهاية طاغية وبداية عصر جديد

اعدم الطاغية صدام حسين لادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية فجر عيد الاضحى يوم السبت والذي صادف يوم عرفة في العراق في نهاية عنيفة مثيرة لزعيم حكم العراق بالخوف على مدى ثلاثة عقود قبل ان يطيح به غزو أمريكي.

وقال مسؤول عراقي شاهد الاعدام لرويترز "كان الامر سريعا جدا. مات على الفور." وقال إن وجه الرئيس السابق كان مكشوفا وانه ظهر هادئا وردد دعاء قصيرا في حين كان شرطيون عراقيون يقودونه الى المشنقة ويحكمون الحبل حول رقبته.

ووصف الرئيس الامريكي جورج بوش بتنفيذ الحكم بأنه "حدث مهم" على طريق العراق الى الديمقراطية. وكان بوش وصف صدام بأنه طاغية ويهدد الامن العالمي رغم عدم ثبوت مزاعم امتلاكه لاسلحة نووية وغيرها بعد الغزو عام 2003 .

وبثت محطات التلفزيون الرسمية النبأ بعد قليل من الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش) في حين كانت تكبيرات صلاة عيد الاضحى تتردد من الماذن وسط الظلام والبرد في بغداد.

وعرضت قناة محلية عراقية صورا لجثمان رئيس النظام السابق صدام حسين بعد عملية إعدامه التى تمت فجر اليوم السبت.

وبدت الصور التى عرضتها قناة (بلادى) العراقية الشيعية وكأنها صورت بكاميرا جوال أو كاميرا صغيرة .

وظهر صدام فى الصور وهو ملقى على الارض في غرفة والدماء تنزف من رقبته ،وتم لف جسده بقماش ابيض أشبه بالكفن ،فيما ظهر وجهه وعنقه من فتحة الكفن العليا واثار الدم بادية على وجهه وعنقة ومحاط بعدد من الاشخاص.

وهذه هى أول صور تعرض لجثة صدام بعد تنفيذ حكم الاعدام فيه فجر اليوم.

وكانت قناة (العراقية) الرسمية قد عرضت فى وقت سابق اليوم لقطات لصدام قبل الاعدام ظهر فيها رجال مقنعون وهم يلفون حبل المشنقة حول عنقه، لكنها لم تعرض عملية الاعدام أو جثمان صدام.

وصرح عضو البرلمان العراقي سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين "فارق الحياة" فور تنفيذ الحكم باعدامه شنقا.

وقال العسكري الذي حضر اجراءات اعدام صدام حسين التي تمت في مقر دائرة الاستخبارات العسكرية في منطقة الكاظمية (شمال بغداد) ان صدام حسين "اقتيد الى الاعدام بعد ان تلي عليه الحكم من قبل احد القضاة وسأله قاض آخر ما اذا كان لديه شيء يقوله او يوصي به".

واضاف "هناك طلب منه ان يتلو الشهادة. وبعدها وضع حبل المشنقة في رقبته ونفذ فيه حكم الاعدام ومات فورا. في اللحظة التي سقط فيها في الحفرة فارق الحياة".

واوضح العسكري ان الاجراءات جرت بحضور "مجموعة من اعضاء مجلس النواب والوزراء وبعض مستشاري رئيس الوزراء اضافة الى القضاة وممثلي وزارة العدل" بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.

من جهة اخرى قال العسكري ان مقر المخابرات هذا اختير لاعدامه "ربما لكونه الموقع الذي كان ينفذ فيه حكم الاعدام بحق قيادات وكوادر مؤيدي الحركة الاسلامية وخصوصا حزب الدعوة الذين كانوا يعذبون ويعدمون في هذا المكان".

من جانبه روى موفق الربيعي عملية تنفيذ الاعدام قائلا انها "تمت بحضور قضاة ومدعين عامين وطبيب وشهود". واوضح ان "قوات التحالف جلبت صدام الى المنطقة واستلمته القوات المسلحة العراقية وهو مقيد".

وتابع ان صدام حسين "ادخل بعد ذلك الى غرفة ومعه القاضي ومدع عام وطبيب وشهود (...) وتليت لائحة الادانة عليه وهو مقيد اليدين وممسك بقرآن كريم. وبعدها اقتيد الى غرفة المقصلة".

وتحدث الربيعي عن "بعض المشادات الكلامية قبل صعوده الى المشنقة لرفضه وضع كيس اسود على رأسه". ووصف الربيعي صدام حسين في تلك اللحظة بانه "كان ضعيفا جدا بشكل لا يصور".

وقال مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي للتلفزيون الحكومي انه رأى صدام "رجلا منكسرا" وهو يتجه الى المشنقة.

ونفى الربيعي ومسؤولون آخرون بيانا إذاعه في وقت سابق التلفزيون الحكومي عن أن برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والقاضي السابق عواد البندر شنقا ايضا.

وقال بوش في بيان من مزرعته بتكساس إن"تطبيق العدالة على صدام حسين لن ينهي العنف في العراق ولكنه حدث بارز مهم على طريق العراق لان يصبح دولة ديمقراطية تستطيع ان تحكم وتبقى وتدافع عن نفسها."

ورفض استئناف صدام ضد حكم الاعدام قبل اربعة أيام وسيكون الاعدام السريع مصدر سرور للشيعة الذين ينتمي إليهم رئيس الوزراء نوري المالكي والذين عانوا من القمع تحت حكم صدام. لكن تنفيذ الحكم قد يغضب الاقلية السنية التي ينتمي اليها صدام وقد يغضب ايضا بعض الاكراد الذين يأملون في ادانة صدام بتهمة ارتكاب اعمال ابادة ضدهم.

وقال سليم الجبوري المتحدث باسم الحزب السني الرئيسي في حكومة الوحدة الوطنية ان "توقيت الاعدام والطريقة المفاجئة التي نفذ بها قد تثير غضب الناس."

وقال مصدر قريب من اسرة صدام إن رغد ابنة الرئيس السابق المقيمة في الاردن "ستطلب دفن جثمانه في اليمن مؤقتا الى ان يتحرر العراق ويمكن ان يعاد دفنه في العراق."

وقال مسؤول عراقي كبير إن أسرة صدام يمكن ان تتسلم جثمانه. ومن الممكن أيضا ارساله الى تكريت مسقط رأس صدام حيث اعلنت السلطات حظر تجول لمدة اربعة أيام.

وقال المالكي ان اعدام صدام ينهي كل المراهنات المحزنة على احتمال العودة الى الديكتاتورية. وحث أتباع النظام المخلوع على اعادة النظر في موقفهم مشيرا الى أن الباب ما زال مفتوحا أمام أي أحد يده غير ملطخة بدم الابرياء للمساعدة في اعادة اعمار العراق من أجل كل العراقيين.

وافاد مسؤولون ان المالكي لم يحضر تنفيذ الاعدام. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات له وهو يوقع امر تنفيذ الحكم.

وقالت الشرطة في الكوفة القريبة من مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة ان 34 شخصا قتلوا واصيب 58 في انفجار السيارة الملغومة في سوق مزدحم بالناس. واضافت ان الجمهور المحتشد قتل رجلا اتهموه بزرع القنبلة.

وقال بوش في بيان من مزرعته بتكساس ان"تطبيق العدالة على صدام حسين لن ينهي العنف في العراق ولكنه حدث بارز مهم على طريق العراق لان يصبح دولة ديمقراطية تستطيع ان تحكم وتبقى وتدافع عن نفسها."

وكان بوش وصف صدام بأنه طاغية ويهدد الامن العالمي رغم عدم ثبوت مزاعم امتلاكه لاسلحة نووية وغيرها بعد الغزو عام 2003 .

ورفع مقتل اربعة جنود امريكيين اجمالي القتلى من القوات الامريكية الى 2996 مقتربا خطوة اخرى من رقم ثلاثة الاف المثير للمشاعر. ويواجه بوش بالفعل خيبة امل شعبية متزايدة ازاء الحرب مع انزلاق العراق الى صراع طائفي شامل بين السنة الذين ينتمي اليهم صدام والاغلبية الشيعية.

ورغم المخاوف من رد فعل المتمردين السنة الا ان ردود الفعل الاولية كانت هادئة الى حد كبير مع بدء العراقيين عطلة على مدى اسبوع بمناسبة عيد الاضحى. وعلى العكس من اوقات التوتر السابقة لم يفرض حظر تجول في بغداد بعد تنفيذ الاعدام.

ورقص الشيعة في شوارع مدينة النجف واطلقت السيارات ابواقها في انحاء مدينة الصدر الشيعية ببغداد.

وقدمت محطة التلفزيون السنية الرئيسية في العاصمة تغطية محدودة للحدث رغم انها عرضت لقطات قديمة لصدام يجتمع مع وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد حين ساعدت واشنطن العراق ضد ايران الاسلامية في الثمانينات.

وعلى الجانب الاخر عرضت محطة العراقية لقطات تفصيلية لضباط صدام يعدمون ضحاياهم ويضربونهم.

وقال رجل من الدجيل شهد في محاكمة صدام عن قتل 148 شيعيا من البلدة انه رأى جثمان صدام في مكتب المالكي وبكى من اجل اقاربه القتلى الذين ذكر ان الرئيس السابق قتلهم.

وقال جواد الزبيدي لرويترز انه بكى حين رأى الجثمان في النعش. واضاف انه تذكر والده واشقاءه الثلاثة القتلى . وتابع انه اقترب من الجثمان قائلا ان هذه عقوبة يستحقها كل طاغية.

واضاف الزبيدي ان تلك هي المرة الاولى التي يستريح فيها والده واشقاؤه الثلاثة.

وقال محافظ صلاح الدين وهي المحافظة التي توجد بها مدينة تكريت مسقط رأس صدام ان عشيرة الرئيس السابق تتفاوض مع الحكومة لدفن جثمانه في قريته العوجة حيث دفن ولداه عدي وقصي في 2003 . واضاف المحافظ ان الحكومة تريد دفن صدام في بغداد.

وقال مساعد لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم السبت إن الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيدفن على الارجح سرا في العراق بعد أن رفضت الحكومة طلبا من عائلة صدام بتسليمها الجثمان.

وقال سامي العسكري الحليف السياسي للمالكي لرويترز ان جثمان صدام حسين سيدفن على الارجح في مكان سري في العراق.

وأجاب ردا على سؤال ما اذا كان الجثمان سيسلم لابنة صدام أو عائلته بقوله "لا".

وكان مصدر قريب من عائلة صدام قال ان رغد ابنة صدام التي تقيم في المنفى في الاردن تريد أن يدفن والدها في اليمن.   

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 31/كانون الأول  /2006 - 9 /ذي الحجة /1427