اجندة قادمة في 2007 : تفكك الائتلاف، تشكيل تحالف سياسي جديد، وشن هجوم أمريكي على جيش المهدي

 أظهرت دعوة الشيخ محمد اليعقوبي المرشد الروحي لحزب الفضيلة لقادة الائتلاف العراقي الموحد بإصلاح الأوضاع الداخلية داخل الائتلاف وجود أكثر من أزمة بين مكوناته يقف في مقدمتها دعوة بعض أقطاب الائتلاف لتشكيل جبهة سياسية موحدة تضم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية والحزب الإسلامي والحزبيين الكرديين الأمر الذي اعتبرته بعض الأحزاب المنضوية تحت مظلة الائتلاف محاولة لاستبعادها.

وطالب اليعقوبي نهاية الشهر الماضي قادة الائتلاف بإصلاح الاوضاع الداخلية داخل الائتلاف الذي قال انه مهدد بالانهيار والتفكك لانه لم يعمل وفق الاهداف التي أسس من أجلها ودعمته المرجعيه على أساسها.

وقال سلام المالكي عضو البرلمان العراقي عن الكتلة الصدرية" بدأت ملامح عزل بعض القوى الوطنية ومنها التيار الصدري تكتمل بشكل واضح وجلي وخصوصا بعد الدعوة التي أطلقت لتشكيل تحالف جديد."

واتهم المالكي في تصريح لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة بعض الأحزاب داخل الائتلاف بمحاولة الاستئثار بالسلطة وعدم السماح لللشركاء السياسيين بالمشاركة فيها أصلا.

وأشار الى أن" الائتلاف العراقي يعيش فترة عصيبة جدا ويشهد نشوء مؤامرات لتفكيكه."

وقال أن" تنبه المرجعية في النجف الاشرف إلى خطر مايجري خلف الكواليس في صفوف الائتلاف ونفي المرجعية لدعم أي تكتل سياسي جديد هو مبعث للطمأنينة."

وقال سلام المالكي أن" أقطاب الائتلاف كل يغني على ليلاه وتناسوا حجم المؤامرة التي تريد أمريكا وضعهم فيها."

ودعا عدد من قادة الائتلاف لتشكيل تكتل سياسي جديد يضم أحزابا عربية شيعية وسنية وأخرى كردية.

وحزب الفضيلة له 15 مقعدا برلمانيا ورفض المشاركة بحكومة نوري المالكي.

وتتوقع مصادر سياسية عراقية أن يضم التكتل الجديد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم والحزب الإسلامي العراقي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إلى جانب الحزبين الكرديين الرئيسيين الإتحاد الوطني بزعامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني والحزب الديمقراطي بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.

من جهته قال حسن السنيد القيادي في حزب الدعوة الإسلامية ان حزبة لم يتخذ قرارا لحد الان بشأن المشاركة في التحالف ألسياسيي الجديد.

وقال السنيد ل (أصوات العراق) "نعتقد ان الوقت غير مناسب الآن لهذه التحالفات بسبب حساسية الوضع الذي يعيشه الشارع العراقي." مشيرا الى ان حزبه لم يقرر حتى الان المشاركة في التحالف الجديد من عدمه.

وأضاف السنيد" نحن نؤمن بان تكون التحالفات بشكل أوسع وتستوعب جميع الطيف السياسي لا أن تبقى مقتصرة على العاملين في العملية السياسية."

وقال باسم شريف عضو الإئتلاف العراقي عن حزب الفضيلة ان "الائتلاف مهدد بالانهيار والتفكك بسبب ابتعاده عن الاهداف التي رسمتها له المرجعية الرشيدة والتي على أثرها حظي بدعم المرجعية وهذا مايفسر قلق الشيخ اليعقوبي على مستقبل الائتلاف بشكل عام."

وأوضح شريف ان" ثمة تباين ملموس بات واضحا في عمل الأحزاب المنضوية تحت خيمة الائتلاف متهما بعض الأحزاب الإسلامية (لم يسمها) بمحاولة سحب البساط من تحت إقدام بعض الكتل الأخرى داخل الائتلاف لأجل السيطرة على مركز القرار."

وحول إحجام التيار الصدري عن الدخول في التحالف الجديد قال شريف" اعتقد أن أي محاولة لاستبعاد وعزل تيار بعينة ستأتي بنتائج معكوسة وستوسع الهوة بين مكونات الائتلاف ومن يدعم هذا التوجه فعلية تحمل نتائجه." مشيرا الى ان "ذلك ينصب في خدمة المشروع الأمريكي."

ونبه العضو البرلماني إلى"خطورة مايجري في العراق و محاولة الأمريكيين الجادة لضرب التيار الصدري وحزب الفضيلة."

وأوضح شريف أن" التسابق على المصالح والمكاسب بات هو السمة البارزة بين الأحزاب السياسية العراقية." مشيرا الى ان ذلك قد يهدف بأي شكل من الإشكال إلى "تقويض حكومة (نوري) المالكي."

وقال سامي العسكري عضو البرلمان العراقي عن كتلة المستقلين ان "مشروع جبهة التحالف الجديد لم ينجح بسب ارتفاع سقف المطالب من قبل الحزب الإسلامي العراقي ومطالبته بإجراء انتخابات عاجلة وهذا ماقد يفسر تردد بعض الأحزاب المنضوية تحت خيمة الائتلاف عن الدخول في التحالف الجديد."

ودعا العسكري أعضاء الكتلة الصدرية إلى العودة إلى الحكومة والبرلمان والتنبه بخطر المشروع الامريكي القادم وإنهاء مقاطعتهم لجلسات البرلمان.

وطالب"بضرورة احترام المواثيق التي كانت قد أبرمت مع التيار الصدري بدعم حكومة المالكي اثناء مفاوضات تشكيل الحكومة."

وأشار المحلل السياسي محمد الساري إلى أن "هناك محاولة أمريكية لعزل التيار الصدري وفك الارتباط الوثيق بين حزب الدعوة من جهة والكتلة الصدرية من جهة أخرى."

وقال ان ذلك "ينصب وفق رغبة أمريكية بضرب الأحزاب العراقية ببعضها من خلال إشراك جهات واستبعاد أخرى لأجل خلق فجوات كبيرة بين هذه الأحزاب ستكون حجرة عثرة في أي تفاهمات قادمة."

وقال المحلل السياسي حسين عذاب ان "الاخطاء التي وقع فيها الساسة العراقيون قبل الانتخابات البرلمانية هي نفسها الاخطاء التي يرتكبونها الان في تشكيل التكتلات الجديدة."

وقال ل (أصوات العراق) "حينما اريد للعملية السياسية ان تنطلق بنيت على أسس قومية وطائفية ويبدو ان هذا التخندق تحت بناء مشروع وطني الان ما هو الا استشعار من قبل الساسة العراقيين بوجود خلل في صياغة العملية السياسية وربما هو بضغط امريكي وقد يكون استجابة لتحديات المرحلة الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي."

وذكر ان نسب النجاح لهذه التكتلات ضئيلة الان.

وقال معاون عميد كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد الدكتور حميد فاضل ان الحديث عن التكتل السياسي الجديد هو تعبير عن حراك سياسي وان العملية السياسية بحاجة الى مثل هذا الحراك.

وأضاف ان هذا الحراك هو تعبير عن نمط جديد في العملية السياسية قد يضفي نوعا من الحيوية.

هذا ويقول مسؤولون عراقيون كبار إن من المرجح أن تشن القوات التي تقودها الولايات المتحدة هجوما محدودا في العام الجديد ضد ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والتي ينحى عليها باللوم في أعمال قتل طائفية تقوم بها فرق اعدام.

وكانت وزارة الدفاع الامريكية وصفت ميليشيا جيش المهدي في تقرير الشهر الماضي بأنها تمثل أكبر تهديد لامن العراق ويقول دبلوماسيون ان واشنطن تتوق لمواجهتها.

كما يقول عدد من مسؤولي الاحزاب السياسية الشيعية التي تهيمن على حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي ان صبرهم بدأ ينفد ازاء أتباع الصدر ويتوقعون شن مزيد من المداهمات على غرار العملية المشتركة التي قامت بها الاسبوع الماضي القوات الامريكية والعراقية والتي قتل خلالها مساعد كبير للصدر.

وقال مسؤول شيعي كبير لرويترز "ستكون هناك عمليات محدودة ومحددة ضد أعضاء بجيش المهدي... هناك كثير من المفاجات على الارض ولكننا نعتقد أنه في حوالي الخامس من يناير ستكون هناك بعض العمليات. لا يمكنني قول المزيد."

وتشن القوات البريطانية في محافظة البصرة بجنوب العراق مداهمات واسعة أيضا ضد جماعات تصفها بأنها جماعات تابعة لجيش المهدي بعضها اخترق وحدات الشرطة العراقية.

ونسفت القوات البريطانية الاسبوع الماضي مركز وحدة مكافحة الجرائم الكبرى في البصرة وقالت انها أطلقت سراح سجناء تعرضوا للتعذيب.

وقال دبلوماسي غربي في بغداد وهو ليس بريطانيا ولا أمريكيا "يريد الامريكيون خوض حرب مع جيش المهدي... يريدون القضاء على الميليشيا ويبدو أنهم سينجحون."

وشن أنصار الصدر انتفاضتين مسلحتين ضد الاحتلال الامريكي في عام 2004 غير أنهم انضموا رسميا بعد ذلك الى العملية السياسية التي ترعاها الولايات المتحدة.

وعلق الوزراء من أتباع الصدر مشاركتهم في حكومة المالكي كما يقاطع أنصاره من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 30 عضوا جلساته منذ وافق المالكي على تمديد تفويض الامم المتحدة للقوات الامريكية قبل نحو شهر.

غير أن سلطة المالكي الهشة وسط رفاقه الشيعة تعززت بعد اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يوم السبت. واتهم نظام حكم صدام الذي هيمن عليه السنة باضطهاد الشيعة.

وفي الوقت الذي يجري فيه رئيس الوزراء مفاوضات لانهاء مقاطعة المعتدلين من التيار الصدري للحكومة يدفع زعماء اخرون من الشيعة باتجاه اتخاذ اجراءات صارمة ضد المتشددين من أنصار الصدر.

وقال مسؤول كبير من جماعة أخرى بكتلة الائتلاف العراقي الموحد التي يشكل التيار الصدري جزءا رئيسيا منها "انهم يعرضون جميع جهودنا وانجازاتنا للخطر."

ويسقط مئات القتلى من العراقيين أسبوعيا كما فر مئات الالاف من منازلهم.

ويتهم كثير من السنة التيار الصدري كما تنقل رويترز بالوقوف وراء كثير من عمليات القتل التي تنفذها فرق إعدام وهي التهمة التي ينفيها الصدر بنفسه. كما يتهمونهم أيضا بأنهم يخضعون لسيطرة إيران المعادية لواشنطن.

وزاد انطباع لدى السنة بأنهم ضحايا ميليشيات شيعية بعد بث شريط فيديو تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام حسين والذي ظهر خلاله مراقبون رسميون يهتفون باسم مقتدى الصدر ويسخرون من الرئيس المخلوع لدى تنفيذ الحكم.

ودأب المالكي منذ توليه السلطة قبل نحو ثمانية أشهر على القول بأنه سيحل جميع الميليشيات غير أنه يدعو للصبر ويصر على أن التهديد الرئيسي يأتي من جانب المسلحين السنة.

وقالت مصادر سياسية عديدة إن المالكي الذي ينتمي لحزب الدعوة والذي اختير رئيسا للوزراء بناء على اتفاق تسوية ويدين في تعيينه لتأييد أنصار الصدر يحاول إعطاء المفاوضات السياسية مع الصدر فرصة أخيرة قبل الاقدام على أي إجراءات صارمة.

غير أن وفدا حكوميا سافر إلى النجف الشهر الماضي فشل في اقناع الصدر بإنهاء مقاطعة الحكومة والبرلمان وقال المالكي إنه لا يزال يعتزم اجراء تعديل وزاري يقول مسؤولون حكوميون إنه قد يتضمن استبعاد وزراء من أنصار الصدر.

وقال ناصر الربيعي زعيم الكتلة الصدرية بالبرلمان إنه فيما اعتبره استجابة لمطالب التيار فإنهم يدرسون مع أعضاء آخرين داخل الائتلاف العراقي الموحد اقتراحا بخصوص تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية. وأضاف أن ذلك سيساعد في إنهاء المقاطعة للحكومة والبرلمان.

واتهم الربيعي القادة العسكريين الأمريكيين بمحاولة استدراج الصدر لمواجهة مباشرة غير أنه قال إن الصدر لن يتسفزه ذلك.

غير أن أعضاء آخرين في الائتلاف قالوا إن الصدر ليس أمامه من خيار سوى التبرأ بشكل أكثر صراحة من قادة متشددين بجيش المهدي. وفعل الصدر ذلك أكثر من مرة بل اعتقل البعض منهم غير أن منتقدين للصدر لا يزالون غير مقتنعين بأنه جاد في تلك المساعي.

وقال المسؤول الكبير بالإئتلاف العراقي الموحد "هؤلاء الناس لن ينصاعوا سوى للقوة وهذا ما سيحصلون عليه... لم يتم الاتفاق بعد على شن معركة حاسمة لكن عمليات محدودة بدأت للتو."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 3/كانون الثاني  /2007 - 12 /ذي الحجة /1427