الثقافة العراقية الخاسر الأكبر في 2006

إتفقت اراء المثقفين والمسؤولين الثقافيين في العراق على ان الثقافة العراقية هي الخاسر الأكبر هذا العام بعد أن عانت من الإهمال والتهميش.

وقال الناقد العراقي ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين فاضل ثامر لوكالة أنباء ( أصوات العراق) " لقد عانت الثقافة العراقية خلال عام 2006 من التأثيرات الواضحة للوضع السياسي والأمني المتوتر إلى درجة كبيرة ، ويمكن القول أن النشاط الثقافي تقلص بسبب ذلك إلى حدوده الدنيا."

وأوضح أن" سبب ذلك يعود إلى المخاطر الكبيرة التي باتت تهدد المبدعين العراقيين" لكنه قال إن " النشاط الثقافي لم يتوقف نهائيا حيث جرت العديد من الأنشطة الثقافية الرسمية والشعبية والتي تعمل على إثراء الحياة الثقافية مثل مجموعة الأنشطة الثقافية التي أنجزها اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين من خلال إقامة بعض الفعاليات الأساسية ومنها مهرجان المربد الذي أقيم في البصرة ومواصلة الأنشطة الثقافية الأسبوعية أيام الاربعاء وفعاليات نادي الشعر أيام السبت."

وأضاف أن " أعضاء الاتحاد رفدوا الصحف والمجلات بعطاءاتهم المتنوعة والتي تصب بشكل عام باتجاه دفع العملية السياسية والديمقراطية في العراق وإدانة كل مظاهر العنف والديكتاتورية ومنها فضح الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق الثقافة العراقية."

وقال ثامر "لاحظت شخصيا أن أكثر الأجناس الأدبية تفاعلا وتواصلا كانت الكتابات الشعرية المتنوعة بفعل قدراتها السريعة على الاستجابة إلى المنبهات والمؤثرات السياسية والشعبية السريعة فيما إحتلت القصة القصيرة المرتبة الثانية في هذا الجانب."

وأضاف أن " الكتابات الروائية ظلت محدودة وتدور في الغالب حول موضوعات وسمات قديمة تمثل في الغالب ما اختزنه الروائيون العراقيون في الماضي ولم يتسن لهم نشره."

وعن علاقة وزارة الثقافة بالمؤسسات الثقافية قال ثامر " الأنشطة التي قامت بها وزارة الثقافة خلال هذه الفترة ظلت محدودة ولم تستطع أن تؤثر في المشهد الثقافي وذلك بسبب غربة القيادة الثقافية في الوزارة عن المشهد الثقافي وغياب الرغبة الحقيقة لتفعيل هذا المشهد والاكتفاء بانجاز وتسيير العمل اليومي."

وأشار إلى أن " هناك أيضا أنشطة محدودة لمنظمات وروابط أدبية وثقافية ومسرحية وتشكيلية وسينمائية وموسيقية في بغداد وعدد من المحافظات وخصوصا في كردستان مثل فعاليات مهرجانات كلاويش ودهوك الثقافيبكردستان ومهرجان الموصلي الغنائي وبعض المهرجانات التي أقامتها دائرة ثقافة الأطفال."

وقال ثامر إن " احد المظاهر المؤلمة والتي صدمت الجميع هو قرار وزير الثقافة العراقي بترحيل قرار اعتبار بغداد عاصمة للثقافة من عام 2009 إلى عام 2013 " مشيرا إلى أنها " دليل آخر على عدم الإيمان بقدرة الثقافة العراقية على النهوض وعدم رغبة الدولة وفي مقدمتها وزارة الثقافة وبقية الوزارات والمؤسسات الثقافية والأكاديمية للاطلاع الجاد والمدروس لمهمة إعادة بناء البنية التحتية للثقافة العراقية."

وعن المبدعين الذين فقدتهم الثقافة العراقية خلال عام 2006 قال ثامر " فقد المشهد الثقافي خلال عام 2006 عددا من الأصوات العالية في الثقافة العراقية منها القاص والروائي الكبير مهدي عيسى الصقر والقاص والمسرحي جليل القيسي وعدد من الشعراء المبدعين منهم كمال سبتي وعقيل علي وعبد اللطيف الراشد وعبد الأمير الورد وعبد الحميد عيسى وعوني كرومي وياسين أبو ظفار وعبد الكريم ألخالصي وأخيرا الشاعر كزار حنتوش."

أما الروائي والقاص العراقي حنون مجيد فقال لـ ( اصوات العراق) " لم تنجز الثقافية خلال عام 2006 انجازات كبيرة قياسيا بالأعوام الماضية بسب الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ولذلك ظلت تراوح على الطريق."

وأضاف " لكن ماصدر على مستوى الإبداع القصصي والشعري والنقدي سيتمخض عن أشياء جديدة مازالت تطبخ بهدوء والأعوام اللاحقة ستسفر عن انجازات إبداعية كبيرة."

وعن علاقة الحكومة بالمؤسسة الثقافية قال حنون " أرى أن المؤسسة الثقافية تعمل بمعزل عن رعاية الدولة وهي تسبح منفردة دون مساعدة جذرية أو ذات أهمية تذكر."

وأشار حنون إلى أن "هذا مرتبط بما يحدث في البلد من إشكالات وعراقيل على المستوى الداخلي والخارجي."

من جانبه قال الشاعر كاظم الحجاج " لو تجاوزنا المهرجانات ونشاطات اتحاد الأدباء ، وهي محدودة ، فلن يكون هناك أي انجازات ثقافية ملموسة خلال عام 2006."

وأضاف أن " علاقة المواطن بالثقافة تعتمد على قدرته بالتعلق بالأنشطة الثقافية ، حيث يجب أن تكون قدرة هذه المؤسسات بالغة التأثير خصوصا في هذه المرحلة من تاريخنا."

وأضاف الحجاج " ظل الفعل الثقافي أدنى من مستوى الطموح بكثير ربما للتغير الذي طرأ على المؤسسة الثقافية العراقية وربما لان الثقافة العراقية الجديدة في طور التأسيس والبناءومحاولة خلق موازنة ثقافية للإطلال على المنطقة والعالم وربما لان ليس هناك مؤسسة واعية لطبيعة التغيرات الناجزة في العراق لتقود كل هذه المبادرات الفردية إلى نشاط جماعي."

وفي الاطار نفسه قال الشاعر إبراهيم الخياط الناطق الرسمي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين إن " ابرز الإحداث في حياتنا الثقافية خلال عام 2006 هو تأجيل اختيار بغداد عاصمة للثقافة إلى عام 2013 واستمرار حجز الأموال للاتحاد والمؤسسات الثقافية العراقية للسنة الثانية على التوالي وعودة الكثير من المثقفين للهجرة إلى المنفي من جديد لأسباب مختلفة ربما أهمها الوضع الأمني وعدم اهتمام الحكومة بالثقافة والمثقفين."

وأضاف" أما ما أنجز من أنشطة ثقافية خلال هذا العام كان أهمها ملتقى السياب الإبداعي ومهرجان المربد في البصرة ومهرجان المدى الثقافي ومهرجان كلاويش ومهرجان دهوك في كردستان." 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 3/كانون الثاني  /2007 - 12 /ذي الحجة /1427