عراقيون يبتهجون لاعدام صدام وعرب يحزنون او يرون لافائدة..

  قال عرب يوم الاربعاء إن أهمية الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي ربما يعدم شنقا لارتكابه جرائم ضد الانسانية آخذة في التراجع وسط انباء المذابح اليومية في البلد الذي حكمه يوما ما بقبضة من حديد.

وأيدت محكمة التمييز العراقية يوم الثلاثاء الحكم باعدام الرئيس السابق الذي أطيح به في الغزو الامريكي للعراق عام 2003 وأدين هذا العام بارتكاب جرائم ضد الانسانية. ويجب ان ينفذ الحكم في غضون 30 يوما من قرار المحكمة.

وأعرب بعض العرب عن قلقهم من أن يؤدي اعدامه الى تفاقم العنف الطائفي الذي يجتاح العراق حيث يدور اغلب القتال بين جماعات سنية وشيعية.

لكن اخرين قالوا ان العنف في العراق له ظروفه واسبابه ولن يتأثر كثيرا باعدام صدام.

وقال سامي البارودي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيروت انه ليس متأكدا كم يبلغ عدد الذين ما زالوا مهتمين بمصير فرد بالمقارنة بما يحدث في العراق وفي المنطقة بأسرها.

وقال عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الامارات ان اعدام صدام لا يعني سوى أن عدد الاشرار في العالم سينقصون واحدا ولن يؤثر على حالة الفوضى التي يموج بها العراق حاليا فقد سقط صدام في غياهب النسيان.

وقالت صفاء فضل الله (40 عاما) التي تعمل في متجر في بيروت "ربما كان صدام حسين يستحق الاعدام.. ولكن من يحاسب الامريكيين عن قتلهم 600 ألف عراقي من المدنيين على مدى السنوات الثلاث الماضية. ان هذا الرقم يتجاوز من قتلهم صدام خلال 30 عاما."

وقال عامل مصري في متجر (54 عاما) طلب عدم الافصاح عن هويته "في عهد صدام حسين كان الناس امنين في العراق لكن الان نرى ونسمع عبر التلفزيون عن مقتل المئات بصورة يومية." وأضاف "من الافضل أن يوجد طاغية يستطيع توفير الامن لشعبه عن موقف لا تكف فيه طلقات النار عن الدوي في الشارع."

وقالت فاطمة حداد وهي ربة منزل سنية في البحرين ان ما يحدث في العراق "أسوأ من كل ما كان يحدث في عهد صدام."

وأشاد كثير من العرب بادانة صدام حتى لو ساورتهم شكوك حيال مشروعية المحاكمة التي جرت في وجود القوات الامريكية في العراق.

وقال براء موسى وهو ناشط في مجال حقوق الانسان في سوريا "شككنا أم لم نشكك في هذه المحكمة فالحكم عادل."

وأضاف "قد لا تكون المحكمة قانونية ومع ذلك فانه انسان تسبب في تخلف وقهر شعب بلده لذلك فهو يستحق هذا الحكم. هذا الحكم هو بداية لتحول تاريخي في المنطقة يجب أن تحذو حذوه بلدان أخرى."

وقال اخرون ان صدام لم يكن يستحق سوى السجن مدى الحياة بدلا من الاعدام وان قتله لن يزيد الموقف الا سوءا.

وقال غسان شربل رئيس تحرير صحيفة "الحياة" التي توزع في العالم العربي بأسره ان جرائم صدام تتوارى خجلا مقارنة بما وصفه بأنه خطة لمحو العراق.

واضاف أن كثيرا من الناس يحلمون برؤية صدام حسين ميتا ويعدون الايام ويستعدون للرقص فهم يرغبون في الانتقام لاقاربهم لكن المشهد سوف يضاعف من الالم فجثة صدام حسين سوف تضرم النيران وتعزز خطة محو العراق. وأضاف أن أولئك الذين يبتهجون بما يرونه في المشهد العراقي يتعين عليهم أن يعيدوا حساباتهم.

وقال عزام الاحمد المسؤول الفلسطيني عن التعامل مع الفلسطينيين في العراق ان وجود صدام في السجن أشعل فتيل العنف في العراق فكيف ان جرى تنفيذ حكم الاعدام. واضاف أن الموقف سيتفجر أكثر مما هو عليه الان.

وقال محمد مصطفى مهندس من الضفة الغربية "كان الانتقام لمحاكمته شديدا فكيف ان جرى اعدامه. سيفوق (الانتقام) الخيال ويستشري العنف الطائفي بصورة غير مسبوقة."

وكان عزام أحمد المسؤول الفلسطيني أحد القلائل الذين امتدحوا صدام حيث قال ان صدام سيظل زعيما عربيا مرموقا داخل العراق وخارجه بما قدمه للقضية العربية على الرغم من الاخطاء القليلة واختلافه مع اخرين.

وفي غزة قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس الاسلامية ان الولايات المتحدة ترغب في شنق صدام ليكون عبرة للاخرين الذين ربما لا يتفقون مع السياسات الامريكية الصهيونية في المنطقة.

في الجهة الاخرى تفاعلت قضية التصديق على الحكم بإعدام الطاغية ففي بغداد قال أحد مستشاري رئيس الوزراء العراقي إن المئات من العراقيين تقدموا بطلبات لتنفيذ حكم الاعدام المتوقع للرئيس السابق صدام حسين بعد تأكيد محكمة الاستئناف العراقية لحكم سابق بإعدامه.

ونقلت قناة »ايه.بي.سي« التليفزيونية الامريكية عن بسام الحسيني قوله إن أعضاء من الطوائف الدينية الرئيسية الثلاث ومن كل الجماعات العرقية كانوا من بين المتقدمين بالطلبات.

وذكرت القناة التليفزيونية أنه لم يتم بعد رسميا تحديد منفذ حكم الاعدام كما لم يعلن بعد عن طلب بهذا الصدد.

واعلن النائب في البرلمان العراقي عن الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي انه يتمنى اعدام صدام حسين "ليلة عيد" الاضحى ليكون هذا الامر بمثابة "عيدية" للعراقيين.

وقال الاعرجي في تصريح صحافي "سيكون اعدامه عيدية للعراقيين ونتمنى ان يتم ذلك ليلة العيد وان ينقل مباشرة (عبر التلفزيونات الفضائية) الى كل الجماهير في العالمين العربي والاسلامي".

واعتبر ان "اعدام صدام حسين سوف يقلل نسبيا من عمليات القتل والدمار في العراق لان الكثير من الصداميين لا يزال لديهم الامل بان يعود صدام الى الحكم".

وكانت دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العراقية العليا ايدت الثلاثاء الحكم باعدام صدام حسين واخيه غير الشقيق برزان التكريتي ورئيس محكمة الشعب في قضية قرية الدجيل الشيعية عواد احمد البندر.

وقال رئيس المحكمة ان تنفيذ حكم الاعدام سيتم في غضون ثلاثين يوما.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 29/كانون الأول  /2006 - 7 /ذي الحجة /1427