الغاز يقتل طاغية تركمانستان.. كرس عبادة الشخصية وحول البلاد نشيدا في مدحه

ربما يكون نور سلطان نزاربايف ابو تركمانستان قد مات لكن يبدو ان تراث نظامه الاستبدادي يعيش في قازاخستان المجاورة.

فقد اضاف الحزب الرئيسي في قازاخستان المعروف باسم "اوتان" او "الوطن الام" الحروف الثلاثة الاولى من الاسم الاول للرئيس نزارباييف لاسمه الرسمي.

وقال باخيتزان زوماجولوف المسؤول الكبير في مؤتمر للحزب "اسم (نور-اوتان) يرمز الى... ادراكه كحزب لزعيم الامة نور سلطان نزارباييف."

وتوفي رئيس تركمانستان المجاورة صابر مراد نيازوف يوم الخميس وكان يلقب نفسه (بتركمان باشي) او ابو التركمان.

وشجع نيازوف نوعا من العبادة لشخصه في تركمانستان واطلق اسمه على شهر يناير وعلى ميناء بحري وحجر نيزكي ونوع من الخيول.

وعلى عكس تركمانستان المنغلقة تتباهى قازاخستان بانجازاتها في اقتصاد السوق وتتمتع بمعدل نمو جيد ولكن عادة ما يتعرض زعيمها لانتقادات من الغرب لاساليبه غير الديمقراطية.

ولم تجر قازاخستان قط اي انتخابات وصفت بانها حرة ونزيهة من جانب مراقبين غربيين. وهناك ممثل واحد للمعارضة في البرلمان وقتل زعيمان معارضان في ظروف غامضة خلال العام الماضي.

وتستكمل تركمانستان السبت الاستعدادات لاجراء مراسم جنازة رئيسها مدى الحياة صابر مراد نيازوف الذي توفي عن 66 عاما بدون تعيين خليفة له مما اثار الصدمة والقلق في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى الغنية بالغاز الطبيعي.

وقد اغلقت الشرطة صباح السبت الطريق بين العاصمة عشق اباد وقرية كيبتشاك مسقط رأس الرئيس نيازوف الذي سيدفن في ضريح العائلة الاحد بحسب صحافي من وكالة فرانس برس.

وشوهد عمال في المكان وهم يصلحون تحت المطر وسط الضباب الطريق التي سيسلكها الموكب الجنائزي اعتبارا من الساعة 7,00 ت غ الاحد.

وسيسجى الجثمان اعتبارا من الساعة 4,00 ت غ في القصر الرئاسي ليتمكن الراغبون في القاء النظرة الاخيرة على من قاد تركمانستان بقبضة من حديد طيلة 21 سنة فارضا على البرلمان في 1999 تعيينه رئيسا مدى الحياة ومؤسسا سياسة عبادة الشخصية التي شكلت اساس نظامه الذي يعد من اقسى الانظمة السياسية في العالم والاكثر انغلاقا.

وسيرقد في الضريح العائلي الذي بنته شركة البناء العملاقة بويغ الى جانب رفات والده الذي قتل ابان الحرب العالمية الثانية وشقيقيه ووالدته الذين توفوا في هزة ارضية كبيرة فيما كان طفلا.

ويقع ضريح عائلة نيازوف الى جانب المسجد الكبير في آسيا الوسطى الذي ترتفع مئذنته الى علو 90 مترا وقد بنته شركة بويغ ايضا بمئة مليون دولار.

وقد تقرر الحداد الوطني الخميس حتى 30 كانون الاول/ديسمبر.

وسيشارك في مراسم التشييع خصوصا الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي ميخائيل فرادكوف.

ولا تزال تركمانستان تتساءل بشأن من سيخلف نيازوف على رأس الدولة بالرغم من ان الرئاسة بالوكالة عهدت الى نائب رئيس الوزراء قربان قولي بردي محمدوف في انتظار اجراء انتخابات بعد شهرين.

كما كلف تنظيم مراسم الجنازة وهو دور يوكل بحسب التقليد السياسي السوفياتي الى الخليفة شبه الرسمي.

وكان التلفزيون الرسمي في تركمانستان قد اعلن الجمعة ان رئيس البرلمان اوفيزغيلدي عطاييف الذي ابعد من تولي الرئاسة بالوكالة رغم ان الدستور ينص على ان يخلف الرئيس الراحل صابر مراد نيازوف اقيل من منصبه واتهم بالتشجيع على الانتحار.

ووقع رئيس الدولة بالوكالة قربان قولي بردي محمدوف مرسوما باقالة عطاييف في جلسة برلمانية استثنائية صوت خلالها النواب ال65 على رفع الحصانة البرلمانية عنه بناء على طلب المدعي محمد غولي اوغشوكوف. وقال بردي محمدوف "اوفيزغيلدي عطاييف غادر القاعة".

ويرجح ان عطاييف اعتقل فورا في ضوء الممارسات المتبعة في تركمانستان. وقد اتهم بدفع شابة الى الانتحار ويواجه عقوبة السجن لثلاثة اعوام.

وكان عطاييف منع نجله من الزواج بفتاة لانها تتحدر من قبيلة غير قبيلته فحاولت الانتحار لكنها نجت. ويقمع قانون العقوبات في تركمانستان ايا من اشكال التمييز القبلي.

وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد من اجتماع وزاري في ايلول/سبتمبر هدد خلاله الرئيس الراحل صابر مراد نيازوف رئيس البرلمان بملاحقته قضائيا.

وبحسب الدستور كان على عطاييف ان يتولى الرئاسة بالوكالة اثر وفاة نيازوف (66 عاما) الذي حكم تركمانستان طوال 21 عاما.

ولم تجر قط في تركمانستان أي انتخابات شهد لها مراقبون أجانب بأنها حرة ونزيهة. والى أن تجرى الانتخابات الجديدة التي يجب أن تكون في غضون شهرين سيتولى نائب رئيس الوزراء كوربانجولي بيردي محمدوف (49 عاما) مهام رئيس الدولة.

لكن نيازوف الذي شغل كل المناصب الرفيعة في الدولة لم يختر شخصا محددا لخلافته وتثير وفاته المفاجئة المخاوف بشأن انتقال السلطة في الجمهورية السوفيتية السابقة التي يسكنها خمسة ملايين نسمة وتحرص شركات النفط والغاز الاجنبية على الاستثمار في احتياطيات الطاقة الهائلة بها.

وتركمانستان التي فرضت عليها سياسات نيازوف عزلة قاسية حلقة مهمة في سلسلة امدادات الطاقة بين حقول الغاز في الاتحاد السوفيتي السابق والمستهلكين في الاتحاد الاوروبي لانها تلبي احتياجات أوكرانيا من الغاز مما يتيح توجيه امدادات الغاز الروسية لاوروبا.

وعرف نيازوف والذي كان في الاصل حاكما فرضه السوفيت بلقب "تركمان باشي" أي (زعيم كل التركمان) وتنتشر الاف من صوره وتماثيله في أنحاء البلاد.

ومن بين التماثيل تمثال مطلي بالذهب في عشق اباد يدور مع دوران الشمس. وأعاد نيازوف تسمية شهر يناير كانون الثاني ليحمل اسمه كما أطلق اسمه على ميناء بحري بل وعلي حجر نيزكي.

وكانت الحالة الصحية لنيازوف دائما موضع تكهنات لدى مراقبي تركمانستان والمستثمرين الاجانب. وبعد أن أجريت له جراحة في القلب في عام 1997 أقلع عن التدخين وأمر جميع وزرائه بالاقتداء به. واعترف علنا بأنه يعاني من مشكلات في القلب.

ونكست الاعلام فوق المباني الحكومية في عشق اباد وهي مدينة سوفيتية سابقة أعيد بناؤها لتعبر عن سلطة نيازوف.

وأزال عمال يوم الخميس جميع زينات العام الجديد من الشوارع ويعرض التلفزيون صورة ثابتة لعلم تركمانستان محاطا بإطار أسود فيما تعزف الاوركسترا نغمات حزينة.

وبدا المزاج العام هادئا لكن البعض عبروا عن مخاوفهم بشأن المستقبل نظرا لطول فترة حكم نيازوف ودون أن يواجه معارضة.

وقالت رومينا وهي مدرسة رفضت أن تذكر لقبها لرويترز في سوق محلي "أخشى أن يبدأ صراع على السلطة الان. أرجو ألا تكون هناك حرب أهلية."

وبموجب الدستور يتعين أن يتولى رئيس البرلمان اوفيزجيلدي عطاييف تلقائيا مهام رئيس الدولة. لكن مسؤولي العدل في علامة على التوترات السياسية بدأوا على الفور تحقيقا جنائيا في أنشطته مما يعرقل تعيينه.

وقال مصدر في صناعة الغاز الروسية رفض أن يذكر اسمه "اتوقع صراعا شديدا على السلطة في تركمانستان ومن المحتمل أن يكون بين قوى مؤيدة للولايات المتحدة وقوى مؤيدة لروسيا." واضاف "الغاز سيصبح العملة الرئيسية التي تجري مبادلتها والاصل الرئيسي الذي يدور الصراع من أجل السيطرة عليه."

وقالت منظمة الامن والتعاون في أوروبا ان تركمانستان دخلت في "مرحلة صعبة" وعرضت تقديم مساعدتها في الحفاظ على الاستقرار في البلاد.

وقالت المنظمة في بيان "ان منظمة الامن والتعاون في أوروبا تقف مستعدة لتقديم المساعدة في أي انتقال لدفع الاصلاحات الديمقراطية ولضمان الاستقرار في البلاد وفي انحاء منطقة وسط اسيا المهمة استراتيجيا."

ورغم تشكيك اخرين في أن يرغب أي خليفة محتمل لنيازوف في تعريض عقود الغاز الحيوية مع العالم الخارجي للخطر قال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي في موسكو "اذا كان هناك تغيير في سياسة الغاز سيكون لذلك تأثير على أوكرانيا ومن ثم على الامدادات لاوروبا. انها لعبة الدومينو."

واتخذ نيازوف اجراءات صارمة مع المعارضة كانت موضع انتقاد من جماعات حقوق الانسان لانتهاكها الحريات الاساسية وسماحها بالتعذيب.

وحث المجتمع الدولي تركمانستان على مواصلة الاصلاح الديمقراطي واطلاق سراح مئات من السجناء السياسيين.

وقال اتحاد هلسنكي الدولي لحقوق الانسان "لا يسعنا سوى أن نأمل أن يحترم خلفاؤه الحقوق والحريات الاساسية للشعب التي حرم منها على نحو معيب."

وردد جان بابتيست ماتي المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رأيا مماثلا وقال "تدعو فرنسا الى تحركات تؤدي الى الانفتاح وخصوصا اطلاق سراح سجناء الرأي في تركمانستان."

وقالت السفارة الامريكية في تركمانستان في بيان ان الولايات المتحدة تأمل في "انتقال سلمي وسلس ودستوري للسلطة."

وتقول المعارضة ان بيردي محمدوف القائم بمهام الرئيس الجديد قريب لنيازوف. وتم اختياره في وقت سابق لرئاسة اللجنة التي تتولى ترتيب جنازة نيازوف.

لكن دستور البلاد يستبعد على ما يبدو أن يرشح القائم بمهام الرئيس نفسه في انتخابات الرئاسة.

وقال نشطاء تركمان معارضون يعيشون في المنفى انهم ينوون العودة الى البلاد على الفور.

وقال براخاد ييكليموف أحد نشطاء المعارضة لرويترز في اتصال هاتفي من السويد "مهمتنا الاولى هي العودة الى تركمانستان في غضون ساعات... في تركمانستان لا توجد معارضة كلهم في السجون أو تحت الاقامة الجبرية. لكن المعارضة في البلاد موجودة في الخارج وستعود."

وقالت روسيا انها تأمل أن تبقى تركمانستان على نهج نيازوف. وقال سيرجي بريخودكو أحد كبار المساعدين في الكرملين لوكالة ايتار تاس الروسية للانباء "نتوقع أن يواصل زعماء تركمانستان الجدد نهجهم وأن يطوروا العلاقات الثنائية."

ويشعر سكان تركمانستان بالقلق على مستقبلهم غداة وفاة الرئيس صابر مراد نيازوف في انتظار تعيين خلفه واعلان عودة المعارضة من المنفى الى هذا البلد الغني بالغاز الطبيعي في اسيا الوسطى.

وقالت ايبيري بياشيموفا (60 سنة) المتقاعدة "لم انم طوال الليل. المسالة الاساسية هي معرفة ماذا سيجري بالنسبة لي ولعائلتي ولبلدي" معبرة بذلك عن مخاوف عدد من سكان هذا البلد الذي كان شبه معزول عن العالم في عهد نيازوف.

وقالت لودميلا (58 سنة) البائعة في سوق بالعاصمة "انا خائفة من المستقبل. المهم ان لا ينشب نزاع".

ولم يعين الرئيس نيازوف قبل وفاته خلفا له. ونادرون هم التركمان الذين يستطيعون ان يتصوروا انفسهم بدون الرجل الذي فرض نفسه رئيسا مدى الحياة وفرض عليهم عبادة الشخصية.

وهم يخشون نزاعا على السلطة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى الغنية بالغاز الطبيعي والواقعة على الضفة الشرقية لبحيرة قزوين.

ونقلت الصحافة الروسية الجمعة "شائعات عن موت عنيف" للرئيس التركمانستاني لافتة الى تسممه ومشددة على صعوبة التحقق من صحة هذه المعلومات بسبب انغلاق النظام في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.

ونقلت صحيفة "فريميا نوفوستي" عن "مصادر" في عشق اباد قولها ان "شائعات (سرت) عن دس السم لنيازوف ووفاته قبل ايام عدة من اعلان هذا الامر". وتداركت "لكن احدا لا يمكنه تحديد تاريخ وفاته وسببها الفعلي لذا لا يمكن الا الوثوق بالبيان الرسمي".

وذكرت الصحيفة بالتصريحات الاخيرة للاطباء الالمان الذين كانوا يتابعون الحال الصحية للرئيس التركماني ومفادها انه كان "في وضع جسدي ممتاز" الامر الذي لم يحل دون وفاته عن 66 عاما جراء ازمة قلبية اعلنت الخميس.

وكتبت صحيفة +كوميرسانت+ "في اللحظة نفسها التي صدر فيها البيان الرسمي حول وفاة نيازوف سرت شائعات ان هذه الوفاة غير طبيعية وليس ما يفاجىء في الامر". ولاحظت بدورها ان الرئيس التركماني لم يكن يعاني اي "مرض خطير".

واضافت الصحيفة ان "التسوية السريعة لمسألة الخلافة من جانب النخبة التركمانية ولو كانت موقتة تبدو غريبة جدا وخصوصا ان الخلف لم يكن الشخص نفسه الذي ينص عليه الدستور".

وعين قربان قولي بردي محمدوف رئيسا بالوكالة علما ان الدستور ينص على ان يتولى رئيس البرلمان اوفيزغيلدي عطاييف هذا المنصب لكنه استبعد بسبب تحقيق جنائي غامض لم يعلن مسبقا.

كما عبرت الصحف الروسية عن قلقها خصوصا بعد التشكيك في الطابع الحصري لعقود الشركة العملاقة "غازبروم" لشحنات الغاز التركماني الى اوروبا التي تشكل حصة لا يستهان بها من صادراتها. وكتبت صحيفة "كومرسانت" ان "النزاع الحاد على السلطة مفتوح في تركمانستان لكنه يشكل ايضا مرحلة جديدة للنزاع بين روسيا والصين والاتحاد الاوروبي على الغاز التركماني".

من جهتها كتبت صحيفة "ايزفستيا" انه "سيكون هناك الكثير من المتطوعين للتأثير على اختيار الرئيس التركاني الجديد" مشيرة الى ان الاتحاد الاوروبي يحاول الحصول على الغاز بالالتفاف على روسيا.

وظهرت المؤشرات الاولى على معركة خفة في تركمنستان بتعيين قربان قولي بردي محمدوف رئيسا بالنيابة الخميس بعد وفاة صابر مراد نيازوف. وينص القانون الاساسي على ان يشغل هذا المنصب رئيس البرلمان اوفيزغيلدي عطاييف لكنه استبعد الخميس بسبب تحقيق جنائي غامض لم يعلن عنه مسبقا ضده.

وقد دعا الرئيس بالنيابة الى دورة استثنائية في 26 كانون الاول/ديسمبر للمجلس الشعبي الذي يضم 2500 شخص ويفترض ان يحدد موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة والمرشحين.

ويقضي الدستور التركماني باجراء انتخابات خلال شهرين كما ينص على منع الرئيس بالوكالة من الترشح يمكن الالتفاف عليها بسهولة. والنقطة المجهولة الثانية هي الاستراتيجية التي ستتبعها المعارضة في المنفى التي اعلنت الخميس عودتها قريبا الى البلاد.

وتساءل الحزب الجمهوري في تركمانستان الحركة المعارضة في المنفى عن مستقبل البلاد في بيان على موقعه على شبكة الانترنت داعية الشعب التركماني الى الالتحاق بها بعد "الم ومعاناة" نظام نيازوف.

ورغم الحداد الوطني المفروض حتى الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر فتحت كل المحلات التجارية واسواق العاصمة التركمانية عشق اباد ابوابها.

وعلى شاشة التلفزيون الرسمي كانت صباح الجمعة اوركسترا تعزف كما كان الامر الخميس موسيقى حزن تقطعها فقط نشرات اخبارية قصيرة تذكر بالمعلومات التي سبق بثها منذ الخميس.

وكتب مراسل صحيفة الغاردين في موسكو يقول: لقد حول نيازوف بلاده - خلال حقبة حكمه- إلى نشيد في مديحه"  ويضيف الكاتب:" لقد أصدر( نيازوف) قرارا أطلق بموجبه اسمه على شهر يناير/ كانون الأول، واسم والدته على شهر، أبريل/ نيسان. كما نشر كتابا سطر فيه حكمه الروحية، صارت مطالعته ليس واجبا مدرسيا وحسب، بل فرضا على من يطمح إلى اجتياز اختبار القيادة."

وتشير الصحيفة إلى أن " التركمانباشي" - أي زعيم كل التركمان، وهو اللقب الذي فرضه على شعبه- لم يترك أي خليفة، لأنه "حرص على ألا ينمي أي من أفراد حاشيته، قاعدة سلطة."

وترى صحيفتا الفاينانشل تايمز وديلي تلغراف أن غياب خليفة لنيازوف سيُرخي بظلال من عدم اليقين على عمليات التزود بالغاز. فقد كان الرئيس الراحل الشخصية التي لا يمكن الالتفاف حولها، في أي صفقة، خصوصا بعد أن تسلم العام الماضي، زمام قطاع المحروقات في هذا البلد الغني بموارده النفطية والغازية، على أثر إقالة مجموعة من الموظفين السامين.

وتنقل الإندبندنت عن خبير فرنسي، قوله إنه من غير المؤكد ما إذا كان رحيل نيازوف سيفسح المجال أمام انفتاح البلاد، أم أنه سيكون مقدمة لحكم ديكتاتوري آخر. وأعرب هذا الخبير عن خشيته من أن يؤثر هذا الوضع المبهم على استقرار منطقة وسط آسيا.

واعتبرت التايمز - في إحدى افتتاحياتها- كذلك أن الأزمة القلبية التي أنهت حياة وحكم نيازوف، تضع تركمانيستان في موقف يمتزج فيه الإبهام بالفرصة السانحة.   

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 24/كانون الأول  /2006 - 2 /ذي الحجة /1427