هدايا عيد الميلاد التكنولوجية قد تسبب الارهاق والاجهاد

هل تأمل أن يهديك بابا نويل مشغلا موسيقيا (آي بود) أو جهازا لتشغيل ألعاب فيديو (نينتندو وي) أو حتى هاتفا محمولا جديدا في عيد الميلاد هذا العام.. فاحذر مما تتمناه فقد يتحقق حلمك ولكنه قد يسبب لك ألما مبرحا.

فألم الإبهام وتورم المرفقين وتيبس الكتفين من بين الإصابات التي تصيب العضلات والعظام بسبب الاستخدام المفرط لألعاب وأجهزة التكنولوجيا المتقدمة التي تقدم كهدايا لعيد الميلاد.

ويقول وليام لينيهان من مركز تخفيف آلام العظام في سنغافورة "هذه قضية كبيرة للغاية خاصة وأن عددا متزايدا من الناس يستخدمون تلك الأجهزة بصورة أكبر بكثير."

وقال لرويترز "إصابات الإجهاد المتكررة تضر بشدة بالجسم كله على المدى الطويل ولو حدثت يصعب بشدة التخلص منها...السر في تجنبها هو معرفة وقت التوقف."

وإصابة الإجهاد المتكررة هي مجموعة أعراض مهنية تؤثر على العضلات والأوتار والأعصاب في الذراعين والجزء العلوي من الظهر.

وقبل سنوات قليلة ماضية كانت إصابة الإجهاد المتكررة لا تحدث إلا لمن يعملون على أجهزة الكمبيوتر وآلات ثقب الصخور الذين يمضون ساعات في أداء نفس الحركة مرارا وتكرارا.

وقالت مجموعة مكافحة إصابة الإجهاد المتكررة في موقعها على الانترنت www.rsiaction.org.uk إنه في حين أن أغلبية مستخدمي تكنولوجيا المعلومات ما زالوا بمنأى عن إصابة الإجهاد المتكررة فإن عددا متزايدا من الأشخاص أصيبوا بها حتى أن بعض الأطفال في عمر سبع سنوات بدأت تظهر عليهم هذه الأعراض.

وتقول المجموعة إن إصابة الإجهاد المتكررة زادت لأن عددا متزايدا من الناس "يستخدمون أعدادا أكبر من أجهزة الكمبيوتر لأداء المزيد من المهام وبسبب زيادة الضغوط في أماكن العمل وزيادة الاتصالات بالهواتف المحمولة واستخدام الألعاب وأجهزة آي بود."

كما أن هذه الأجهزة قد تصبح أكثر خطورة فيما يبدو مع تقدم التكنولوجيا.

فمع صغر حجم الهواتف المحمولة أكثر وأكثر تتقلص لوحة المفاتيح مما يتطلب حركة أدق من أصابع اليد وهو ما قد يضر أكثر بالمفاصل.

وتقول مجلة تكنولوجيا المعلومات (آي.تي) ومقرها بريطانيا في موقعها على الانترنت www.bit-tech.net إن بعض مستخدمي جهاز آي بود الذي تنتجه شركة آبل لتشغيل الموسيقى شكوا أيضا من الحاجة المبالغ فيها لاستخدام أصبع الإبهام.

وقال الدكتور إر بنج سيونج من رابطة العلاج الطبيعي في سنغافورة "تحدثت المستشفيات عن زيادة في إصابات الإجهاد المتكررة للإبهام نتيجة استخدام الأجهزة والهواتف المحمولة خاصة نتيجة بعث الرسائل القصيرة على الهواتف المحمولة."

كما أن أجهزة تشغيل ألعاب الفيديو يمكن أن تساهم في إصابة الإجهاد المتكررة.

فرغم أن الجلوس لساعات على أريكة مع الإمساك بمشغل اللعبة والحملقة في شاشة التلفزيون قد يكون الطريقة المثلى للقضاء على التوتر بالنسبة لكثيرين الا أنه قد يمثل خطورة في نفس الوقت.

ويقول دايسوكي ايتو كبير الاطباء في مستشفى سنزوكو للجراحات التجميلية للعظام في العاصمة اليابانية طوكيو الذي عادة ما يعالج إصابة الإجهاد المتكررة "بالطبع أكثر الطرق وضوحا لمعالجته هو التوقف عن اللعب."

وتطرح أجهزة تشغيل ألعاب الفيديو الرائجة مثل (نينتندو وي) والتي يتخاطفها الزبائن من الأسواق في أنحاء العالم ومعها تحذير صحي.

إذ يحث موقع وي على الانترنت http://wii.nintendo.com اللاعبين على أخذ استراحة من اللعب كل 15 دقيقة. كما أن كتيب التشغيل للجهاز الذي تطرحه شركة سوني يطلب من المستخدمين الاستراحة والانتباه إلى وضع الجلوس أثناء اللعب.

ويقول خبراء إن عدم الإفراط في اللعب والجلوس في وضع سليم وتحريك العضلات من حين لاخر من العوامل الأساسية حتى لا تتحول هدايا التكنولوجيا المتقدمة إلى ألم مجسد. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 22/كانون الأول  /2006 - 30 /ذي القعدة /1427